أسرار جديدة عن حرب أكتوبر تنشر لأول مرة في مصر واستجواب أسرى إسرائيل

> «الأيام» روسيا اليوم:

> كشف الدكتور محمد عبود، الخبير في الشؤون الإسرائيلية وأستاذ اللغة العبرية بجامعة عين شمس المصرية، معلومات لأول مرة عن انتصار مصر على إسرائيل في السادس من أكتوبر عام 1973.

وقال عبود في تصريحات له خلال ندوة نظمها قسم اللغة العبرية وآدابها بكلية الآداب جامعة عين شمس، بعنوان "حرب أكتوبر في الوثائق الإسرائيلية" ورصدتها RT، إنه في مثل هذا الأيام قبل 50 عاما، كانت القوات المسلحة المصرية ثبتت قد أقدامها في الضفة الشرقية لقناة السويس، وفي يوم 10 أكتوبر 1973، كانت حصون خط بارليف في أيدي أبطالنا المصريين، والأعلام المصرية ترفرف فوق سيناء.


وأضاف: "على الجانب الآخر تكشف الوثائق الإسرائيلية أن وزير الدفاع موشيه ديان أصيب بانهيار نفسي، ودخل في حالة اكتئاب. وبدأ يستعد لمخاطبة الإسرائيليين عبر شاشات التلفزيون، وكشف حقيقة الموقف على جبهة سيناء والجولان، لولا أن رئيسة الوزراء جولدا مئير منعته من الظهور التلفزيوني، وفقا للوثائق العبرية التي كشفها الأرشيف الإسرائيلي في ذكرى حرب أكتوبر".

وأشار عبود إلى أن الهزيمة الإسرائيلية المروعة تسببت في دفع جولدا مئير للتفكير في الانتحار خوفا من وصول المصريين إلى تل أبيب، وتسببت في زلزال هائل في المجتمع الإسرائيلي.

واستعرض الدكتور عبود بعض الوثائق العبرية خاصة وثيقة اجتماع مشاورات الحكومة الإسرائيلية يوم 7 أكتوبر، والذي قال فيه ديان لمجلس الوزراء: "أقترح إخلاء خط بارليف، وإذا قرر جنودنا هناك الاستسلام فليستسلموا للمصريين، هناك مئات الدبابات المصرية عبرت إلى الضفة الشرقية، خط قناة السويس ميئوس منه، لم أقدر قوة العدو جيدا. إن العرب يقاتلون بشكل أفضل بكثير من ذي قبل".

وأكد ديان في الوثيقة نفسها أن المواقع الإسرائيلية فقدت الاتصال ببعضها بعضا، والمواقع المتصلة بالقيادة العامة لا تتوقف عن إرسال الاستغاثات دون أن تتمكن إسرائيل من مساعدتهم، لأن القوات التي ستتقدم ستلقى المصير نفسه، وأشار ديان إلى أن الطريق لتل أبيب مفتوح أمام المصريين لو لم يتم التدخل الأمريكي.
أسرار جديدة عن حرب أكتوبر تنشر لأول مرة في مصر واستجواب أسرى إسرائيل

كما استعرض عبود التحقيقات مع جولدا مئير أمام لجنة أغرانات التي اعترفت فيها بأن الرئيس السادات نجح في خداع إسرائيل، وشل حركة الاقتصاد الإسرائيلي أكثر من مرة عبر التلويح بالحرب، وعندما تجهز الجيش المصري للعبور في 6 أكتوبر، ظنت جولدا وحكومتها أن الأمر لا يعدو كونه تهديدا. وقالت جولدا في شهادتها أمام أجرانات: "اليوم يجب أن نطلب المعذرة من الرئيس السادات".

وكشف الدكتور محمد عبود عن الدور الكبير الذي لعبه 40 من خبراء وخريجي قسم اللغة العبرية أثناء حرب أكتوبر عبر ترجمة الخريطة الشفرية التي استخدمها الجيش الإسرائيلي للتحكم في سيناء، واستخدام هذه الخريطة لاحقا في تعقب القادة العسكريين الإسرائيليين، وقتل عدد كبير منهم في مقدمتهم اللواء أفراهام مندلر قائد فرقة سيناء، وأكبر رتبة إسرائيلية قتلت في الحروب الإسرائيلية حتى اليوم.

موضحا أن الاستخبارات الإسرائيلية جمعت معلومات عن هؤلاء الخبراء المتخصصين في العبرية من الأسرى الإسرائيليين الذين عادوا إلى تل أبيب بعد الحرب.

وكشف عبود عن قيام خبراء العبرية المصريين باستجواب الأسرى الإسرائيليين بعد الحرب، ونقل إجاباتهم إلى العربية لقيادات الجيش المصري الأمر الذي أسهم في جمع معلومات خطيرة عن الجيش الإسرائيلي أفراده وعتاده وتشكيلات قواته.

وجاءت الندوة برعاية حنان كامل متولي عميدة كلية الآداب جامعة عين شمس، وأ.د سامية جمعة رئيس قسم اللغة العبرية، وحاضر فيها كل من د. محمد عبود مدرس الأدب العبري الحديث والمعاصر بقسم اللغة العبرية، والأستاذ الدكتور عمرو علام وكيل كلية الآداب جامعة المنوفية، وأستاذ الأدب العبري الحديث والمعاصر.

وبدأت الندوة بعرض مجموعة من الأفلام الوثائقية التي ترجمها الدكتور محمد عبود، وتعكس بطولات الجنود المصريين في حرب أكتوبر على لسان القادة والضباط والجنود الإسرائيليين، وتبين حجم الانتصار المصري في الوثائق المرئية والمسموعة.

فيما أشار الدكتور عمرو علام وكيل كلية الآداب جامعة المنوفية، وأستاذ الأدب العبري الحديث والمعاصر، إلى أهمية هذه الوثائق وطبيعتها، حيث تعتبر الوثيقة بمثابة شهادة دامغة لا شك فيها، وتلك الوثائق المكتوبة باللغة العبرية توثق بشكل حقيقي لأحداث حرب أكتوبر.

وأوضح أنه قد قام بترجمة هذه الوثائق مجموعة من المترجمين على مدار سنوات عديدة، أثمر عن هذا العمل المضني آلاف الصفحات التي تصدر تباعا عن المركز القومي للترجمة في مصر، نشرت هذه الوثائق لأول مرة عام 2013، واستمرت في الظهور حتى عام 2015، وهي نتاج لجنة أجرانات التي حققت في هزيمة إسرائيل في حرب السادس من أكتوبر، من أهم توصيات لجنة أجرانات "مجلس الوزراء المصغر" الكابينت الذي يجتمع فيه الوزراء المسؤولين عن الأمن القومي لإسرائيل في حال تعرض إسرائيل للخطر.

وكشفت الوثائق عن موقع تنصت في سيناء كانت إسرائيل تتجسس من خلاله على الجيش المصري، وقام الأخير بتدميره مما أربك الجيش الإسرائيلي.

وأشار أيضا إلى الصعوبات التي واجهت الفريق في الترجمة، حيث كانت إسرائيل تستخدم اختصارات لأسماء القادة والمواقع، غير مفهومة بهدف التضليل، وكيف عكف الفريق المصري على ترجمة تلك الاختصارات ولم يدخر جهدا في فك تلك الرموز حتى تتضح الرؤية في ترجمة تلك الوثائق، كشفت تلك الوثائق عن عمليات غير أخلاقية تمت داخل الجيش الإسرائيلي، وإهمال من أفراد الجيش الإسرائيلي ساهم في هزيمة إسرائيل في الحرب،وقد ناقشت هذه الوثائق أيضًا مسألة الثغرة التي أُطلق عليها باللغة العبرية (الفخ)، والمقصود بها استغاثة قادة إسرائيل بأمريكا ظنا منهم بأن إسرائيل ستتم إبادتها تماما، وكيف تدخلت أمريكا الممثلة وقتها بزيارة كسينجر لمصر والذي تدخل لدعم إسرائيل، فأملى الرئيس محمد أنور السادات شروطه عليه، وأشار د.عمرو على عبقرية الجيش المصري في التعامل مع تلك الثغرة، وكيف وظف الجيش المصري تلك الثغرة لخدمة مصر.

كما أشار لما يسمى بعجز النصر، الذي يتمثل في شعور إسرائيل بالعجز حتى في أوقات انتصارها، وكشف عن أهمية هذه الوثائق في دحض الادعاءات الكاذبة التي تشكك في نصر أكتوبر، فقد مثلت حرب أكتوبر 1973 كارثة على إسرائيل بكل المقاييس، والتي كادت تطيح بهذا الكيان الفاسد، وأثبتت أن لا قوة تقف أمام الجيش المصري والجندي المصري الذي يُقاتل بكل ما يستطيع من قوة لنصرة وطنه، والذي دخل الحرب بمبدأ روحي فداء لوطني، وقد ربط بين ما حدث في أكتوبر بما يحدث الآن في غزة والذي يُعرف ب"طوفان الأقصى"، حيث أن الكتابات العبرية في الصحف الإسرائيلية تشير بشكل واضح لهزيمتهم في حرب أكتوبر، وتربط بينها وبين الهجوم الذي شنته المقاومة الفلسطينية والذي وصفته الصحف الإسرائيلية بأبشع وأسوأ هجوم تتعرض له إسرائيل منذ حرب أكتوبر عام 1973م، وانه أخطر فشل أمني عسكري إسرائيلي منذ حرب 1973م، وقد عقد أحد الصحفيين الإسرائيليين مقارنة بين الهزيمة والإذلال بين أحداث 1973 و2023، وأن ما حدث في إسرائيل الآن أمر جلل سيظل في الذاكرة كهزيمة أمنية وعسكرية

كما أشارت الصحافة الإسرائيلية بأن الجيش الإسرائيلي يأخذ العبرة من حرب أكتوبر 1973م، وفي نهاية حديثه دعا الباحثين والطلاب في مجال اللغة العبرية باستلهام الدروس من هذه الوثائق كما دعا خبراء علم النفس والاجتماع بدراسة تلك الترجمات للوقوف على السمات النفسية والاجتماعية للجيش الإسرائيلي، كما شكر قسم اللغة العبرية وآدابها بكلية الآداب جامعة عين شمس على تنظيم تلك الندوة، وجدد شكر كل الحضور الكرام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى