​متقاعد صادروا دراجته النارية فباع أسنانه ليعيل أسرته

> عدن «الأيام» حافظ الشجيفي:

>
الأستاذ فضل علي بن علي الملقب بـ "أسكوير" معلم متقاعد يسكن قلب مدينة المعلا الصغيرة بمحافظة عدن، وتحديدًا في شارع مدرم، رجل تربوي عجوز يبلغ من العمر نحو 75 عامًا قضى معظمه في خدمة الوطن من خلال عمله في مجال التربية والتعليم كمعلم في مدارس عدن.

يواجه فضل علي حاليًا ظروفًا معيشية ومالية صعبة، حيث وجد نفسه بعد خمسين عامًا من الخدمة في مجال التعليم، يعاني من قلة الدخل والديون المتراكمة بسبب ضعف راتبه التقاعدي الذي لا يكاد يغطي احتياجاته واحتياجات أسرته من القوت الضروري للحياة وخاصة مع الغلاء الفاحش الذي تشهده البلاد والذي وصل إلى مستويات فقد معها الراتب ثلثي قيمته الشرائية.

قرر فضل قبل ثلاث سنوات أن يأخذ قرضًا من البنك لشراء دراجة نارية، بهدف توفير دخل إضافي له ولأسرته، كان يستخدم الدراجة لتوصيل السكان داخل المدينة، وكانت هذه الدراجة همه الوحيد لكسب الرزق، ولكن في إحدى الأيام، صادرت السلطات الأمنية الدراجة النارية التي اشتراها خلال حملة ضد سائقي الدراجات النارية إلى جهة غير معلومة.

مر عامان منذ ذلك الحين ولم يتم إعادة الدراجة النارية إلى فضل، وهو لم ينتهِ من دفع أقساط القرض حتى هذه اللحظة.

تفاقمت مشاكله المالية والمعيشية واضطر لاتخاذ قرار قاسٍ لسداد الديون، في محاولة يائسة لتوفير المال، نزع فضل أسنانه الذهبية التي كانت مركبة في فمه منذ عشرات السنين وباعها. كان هذا القرار صعبًا بالنسبة له، ولكنه شعر بأنه لم يكن لديه خيار آخر للوفاء بالتزاماته ومواجهة ضغوط الحياة التي أثقلت كاهله.

الآن، يناشد فضل السلطات الأمنية أن تأخذ في الاعتبار ظروفه المأساوية وتعيد له الدراجة النارية التي صادرتها عليه فبإعادة الدراجة سيتمكن من استئناف عمله وتوفير مصدر دخل له ولأسرته، أو سيتمكن من بيعها وسداد جزء من الديون التي تراكمت عليه، يناشد فضل السلطات بتقديم الدعم له لتسديد القروض المتبقية عليه وتخفيف الأعباء المالية التي يواجهها هو وأسرته.

قصة فضل علي بن علي تعكس الكثير من المعاناة التي يواجهها المعلمون المتقاعدون في مجتمعنا. هؤلاء الأشخاص الذين قدموا خدماتهم للمجتمع طوال حياتهم يستحقون الدعم والاحترام، ومن المهم أن نأخذ في الاعتبار ظروفهم الصعبة ونساعدهم في تأمين حياة كريمة بعد التقاعد، ومن المؤسف أن هذا المعلم، الذي كان من المفترض أن يتم تكريمه واحترام جهوده التعليمية، يجد نفسه في مثل هذه الحالة المأساوية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى