​صواريخ حوثية !!

> ​رويترز نقلًا عن سفينة إمريكية: اعترضنا في البحر مجموعة صواريخ قادمة من اليمن.
إذا كانت إيران تقدم مشروع غسيل مواقفها السياسية عبر الفصائل التابعة لها، فإن السؤال في حال تكررت محاولات إرسال الصواريخ الحوثية، هل ستحارب واشنطن طهران في اليمن؟
 
حرب الأدوات تمضي بخطى متسارعة، ولكنها لجهة تبعاتها السياسية منضبطة إلى أقصى حد، ففي العراق تم تفريخ منظمات ظل للفصائل الطائفية المشاركة في الحكومة، فصائل تقصف المواقع الإمريكية دون أن تُحدث خسائرًا بشرية، فقط لتسجيل موقف تخفف من على كاهل ضمير طهران الضغط الأخلاقي، وتعيد تجسير المسافة ولو بالشكل، بين خطابها الخاص بفلسطين وموقفها الباعث للتساؤلات المعيبة لها والناقدة. وفي جنوب لبنان ذات الشيء،  القصف دون مستوى العمق الإسرائيلي، أي في مسافة توافقية كيلومترات داخل الحدود الإسرائيلية الخالية من السكان، وغالبًا يأتي القصف عبر حماس لبنان، والذي أشاد في هذا السياق خالد مشعل بدعم حزب الله لقوات حماس بالسلاح.

في اليمن قواعد اللعبة مازالت تحت السيطرة، ممسوكة جيدًا بالقبضة الأمريكية، حيث ممنوع توسيع نطاقات الحرب وتوحيد الساحات، وإن كل تنفيس عن احتقان الشارع بكم صاروخ غير مؤذٍ، تتفهمه واشنطن وتسعى لاحتوائه، خاصة وأن موقع اليمن قد لا يكون وازنًا فيما يخص الحرب في غزة، ولكن خطورته يكمن في موقع اليمن الجيوسياسي، ومحاذاته لمناطق المصالح الدولية من النفط في الجوار والداخل، وحتى الممرات المائية الدولية. 

الحوثي لن يذهب بعيدًا في رشاقته الإعلانية، سيستثمر سياسيًا في حرب غزة، سيفرض معادلة تفاوضية جديدة في الملفات الداخلية، سيبتز السعودية، وستعمل واشنطن على إبقائه ضمن خانة الخطر المؤجل.

رشقة صواريخ الحوثي التي تم إسقاطها من السفن الأمريكية في البحر، تعيد رسم ملامح المشهد القادم، وإن كان الطرفان السعودي الأمريكي من جهة، والحوثي الإيراني من جهة ثانية، متفقان ضمنًا بأنها صواريخ المراد من إطلاقها تنفيس احتقانات الداخل اليمني، وتقديم مادة إعلامية للاستهلاك المحلي، وتبييض مواقف سلطة صنعاء الحاكمة ومحور الممانعة، وما دون هذا السقف لن يذهب الحوثي بعيدًا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى