ذباب الرمل.. صدمة جديدة في دفتر أخطار تغير المناخ

> «الأيام» رويترز:

> اكتشف العلماء بأمريكا، أدلة جديدة على تأثير المناخ على انتشار مرض الليشمانيا الذي ينتقل عن طريق "ذباب الرمل".

ووفق دراسة جديدة، تم تقديمها مؤخرا في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية للطب الاستوائي والنظافة، فإن التغيرات في الظروف المناخية قد تؤدي إلى بيئات مناسبة لبقاء ذبابة الرمل وتكاثرها، حيث وجدوا أن الحالات الجديدة تنجم عن سلالة "محلية" من طفيلية الليشمانيا التي تختلف بشكل واضح عن الحالات "المستوردة".


وكان المرض يُرى بشكل حصري تقريبا في المسافرين العائدين، ولكن يتم اكتشافه الآن في الولايات المتحدة لدى الأشخاص الذين ليس لديهم تاريخ سفر دولي، ونشأت هذه الدراسة، التي قادها عالم مركز السيطرة على الأمراض ماركوس دي ألميدا، من ارتفاع غريب في حالات العدوى المنزلية على مدى السنوات العشر الماضية، والتي تنطوي على مرض جلدي يحتمل أن يسبب تشوهًا يسمى داء الليشمانيات الجلدي، والذي يسببه طفيلي ينتشر عن طريق لدغات ذبابة الرمل، وفي حين أن معظم الحالات في الولايات المتحدة كانت لمرضى سافروا إلى بلدان ينتشر فيها داء الليشمانيات، كان هناك 86 مريضا ليس لديهم تاريخ سفر.

استخدم علماء مركز السيطرة على الأمراض أدوات التسلسل الجيني لتحليل عينات الأنسجة من جميع المرضى، واكتشفوا أن سلالة الليشمانيا المكسيكية التي تصيب غير المسافرين لها بصمة وراثية مختلفة قليلاً، مما يشير إلى أن إصاباتهم كانت ناجمة عن "النمط الجيني" الأمريكي الفريد للمرض الذي انتشر عن طريق مجموعات ذبابة الرمل المحلية.

وتقول ماري كامب، من قسم الأمراض الطفيلية والملاريا في المركز الوطني للأمراض الناشئة والأمراض الحيوانية المنشأ التابع لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها "كانت هناك مؤشرات سابقة على انتقال محلي استنادا إلى عدد صغير من تقارير الحالات، ولكن الآن، ولأول مرة، لدينا بصمة وراثية متميزة من مجموعة كبيرة نسبيا، مما يوفر دليلا إضافيا على أن داء الليشمانيات قد يكون راسخا في بعض الأماكن".

وتضيف "في حين أن معظم هذه الإصابات كانت لدى أشخاص يعيشون في تكساس، فإن ذباب الرمل الذي يمكن أن ينقل داء الليشمانيات موجود في أجزاء كثيرة من البلاد وخاصة في جنوب الولايات المتحدة."

وتنتج عدوى داء الليشمانيات الجلدي عادة تقرحات جلدية قد تستغرق أسابيع أو أشهر لتظهر بعد التعرض، وهناك أدوية لعلاج الالتهابات، ولكن إذا سمح للمرض بالتقدم، يمكن أن يسبب ندبات مشوهة.

وفي البلدان المنخفضة الدخل، تم ربط ندوب الوجه الناجمة عن داء الليشمانيات الجلدي بالوصمة الاجتماعية الشديدة التي تضر النساء بشكل خاص.

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، يصيب داء الليشمانيات الجلدي ما يصل إلى مليون شخص سنويا، خاصة في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وشمال أفريقيا، وخاصة أمريكا اللاتينية.

ويأمل فريق مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، أنه من خلال ربط العدوى المحلية بسلالة مميزة، سيكون من الأسهل اكتشاف ظهور الحالات المكتسبة محليا في مناطق جديدة.

ويقول فيتاليانو كاما، مستشار في قسم الأمراض الطفيلية والملاريا في مركز السيطرة على الأمراض، والذي شارك بشكل وثيق في دراسة داء الليشمانيات: "قد يكون هناك عدد من العوامل التي تساهم في زيادة عدد حالات داء الليشمانيات الجلدي التي يتم إرسالها إلى مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها للاختبار، ومن بين هذه العوامل التكهنات بأن التغيرات في الظروف المناخية قد تؤدي إلى بيئات مناسبة لبقاء ذبابة الرمل وتكاثرها، وهذا يمكن أن يمكّن من بقاء ذبابة الرمل على قيد الحياة وتكاثرها".

 ويضيف أن:"داء الليشمانيات يظهر في مناطق جديدة، ولا تزال هناك الكثير من الأسئلة حول أين يتجه هذا المرض ولماذا."

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى