> أعجب من بعض القنوات الفضائية العربية المشهورة، ولن نذكر الأسماء، نعجب من تلك القنوات والتي بعد كل قصف همجي بربري وحشي على غزة، والتي فعلًا تظهر مباشرة كحقيقة تدمغ هذا الكيان العنصري وداعميه من الدول الغربية، تظهر شاشاتها مباشرة بالشاشات. خبر عن دوي صفارات الإنذار في تل أبيب أو إحدى المستوطنات. ولكن كخبر مكتوب فقط بالشاشات ليس إلا، وفي هذه الأخبار خدمة للكيان الغاصب لأرض فلسطين، لأنها تساوي بين الطرفين دون أن تستطيع أن تثبت بالصوت والصورة مباشرة لحقيقة تلك الأخبار، حيث يستفيد الكيان وتستفيد الدول الداعمة له من تلك الأخبار لتقول إن الفلسطينيين يقصفون المدنيين.

هل سألت تلك القنوات العربية لماذا لا يسمح ذلك الكيان لتواجد مراسلين لها، داخل مناطق ومدن الكيان الغاصب. حتى يتأكدوا من الحقيقة كما هي.

إن تواجد مراسلين داخل مناطق الكيان ينقلون الأخبار مباشرة فيه فوائد:

1/ إذا صدقت تلك الأخبار وأظهرت الدمار والضحايا (قلت أو كثرت) ففيها رفع معنويات الشعب في غزة، ويهون عليهم بربرية القصف الهمجي الذي يقوم به الكيان وداعموه، وكذلك رفع معنويات الشعوب العربية وإخراس ألسن بعض الأصوات النشاز من بعض النخب والمثقفين العرب.

2/ أما إذا أظهرت الأخبار أن الصفارات حيلة أو تكهن فقط أو أن الصواريخ قد تصدت لها القبة الحديدية ومقلاع داؤود، ولم تسفر عن أي أذى مادي أو بشري، ففي ذلك تكذيب للكيان وداعميه وإثبات ألا تكافؤ بين مقاومة شعبية ذات إمكانيات بدائية مع أو أمام آلة حرب إسرائيلية وأمريكية وأوروبية ذات تدمير شامل لا يمكن مساواته بأفعال المقاومة، التي تنشد التحرر والاستقلال من أبشع احتلال همجي عنصري مدعوم من الأمبريالية الأوروبية والأمريكية. ومن هنا سيتعاظم تعاطف دعاة القانون والمنظمات الدولية وسيدينون ويقفون بالقانون الدولي ذاته ضد الكيان الإسرائيلي وداعميه، لأن القانون الدولي يدين الأعمال الإسرائيلية، حيث وهي تنتهك مبدأ التكافؤ والمماثلة في الأعمال الحربية سلاحًا ونتائجًا وتأثيرًا.

في نهاية مقالتنا نتمنى من تلك القنوات أن تراجع طريقتها في نشرات أخبارها وتغطيتها بحيث لا تضر الشعب الغزاوي الفلسطيني ومقاومته، التي من حقها مقاومة ودحر الاحتلال لأراضيها.