​الحوثي والإخوان.. صفحة جديدة من التحالف ضد الجنوب

> «الأيام» العين الإخبارية:

> ما فتئ الحوثي يؤكد تقاربه الانتهازي مع إخوان اليمن، وذلك عبر دعوات متواصلة ولقاءات علنية لتوحيد الصفوف في مواجهة باقي القوى اليمنية والجنوبيين الذين يصفونهم بـ ”أعدائهم المشتركين".
وغالبًا ما يستغل الحوثيون المستجدات المحلية والإقليمية لإصدار مثل هذه الدعوات التي تكشف مدى التقارب بين الجماعتين، بحسب مراقبين يمنيين.

آخر تلك الدعوات ما خرج به القيادي الحوثي البارز محمد البخيتي من دعوة لحزب الإصلاح (فرع تنظيم الإخوان في اليمن) إلى الانضمام إلى وصفه بـ"محور المقاومة"، لمواجهة ما يجري في غزة الفلسطينية، بحسب زعمه.

ودعا البخيتي قادة وأفراد إخوان اليمن إلى "فتح صفحة جديدة وطي صفحة الماضي وتوحيد الصف على امتداد العالم الإسلامي لمواجهة العدوان الغربي بقيادة أمريكا على فلسطين"، مؤكدًا أن قادة وقواعد المليشيات جاهزون لذلك، بحسب قوله.

وتأتي دعوة البخيتي الذي كان قياديا سابقًا في تنظيم الإخوان بعد أسابيع فقط من لقاء علني عقده القيادي الحوثي علي القحوم بقيادات تنظيم الإخوان منصور الزنداني وفتحي العزب في صنعاء وذلك منتصف الشهر الماضي.
آنذاك، قال القيادي الحوثي القحوم إن اللقاء مع الإخوان استهدف "بناء العلاقات" و"التنسيق المستمر" لتعزيز ما سماه بـ"الجبهة الداخلية" و"الشراكة"، حفاظًا على "الاستقلال والوحدة".

غير أن مراقبين يمنيين علقوا على هذه الدعوة الحوثية واعتبروها «بالون اختبار»، وأن المليشيات تسعى لتوحيد البندقية الداخلية في وجه المتغيرات الإقليمية التي قد تحدث بعد هجوم الحوثي على إسرائيل، وفق ما أدلوا به من أحاديث لـ«العين الإخبارية».

الصحفي اليمني نزار الخالد، رئيس تحرير صحيفة المنتصف، ورئيس اتحاد الإعلاميين الأفروآسيوي قال إن «الدعوة الحوثية تؤكد حجم التخادم بين الحوثيين وإخوان اليمن، وهو تخادم ليس وليد اللحظة، ولكن كثيرًا من العمليات العسكرية القتالية في اليمن دلت عليه خلال السنوات الماضية».

وأكد أن «هذا التخادم كبير وعميق، وكشفت عنه جبهات القتال في محافظات تعز والجوف والبيضاء، حين شاهدنا التوافق على عدم التقدم العسكري أو تحريك الجبهات، في إطار اتفاقيات معروفة بينهما تتم من تحت الطاولة».
ويضيف الخالد أن من علامات هذا التخادم ما يحصل في محافظة أبين من معارك بين الجماعات المتطرفة المرتبطة بالإخوان، والتي يتم تمويلها وتدريبها في محافظة البيضاء المجاورة على يد الحوثيين.

ويرى الإعلامي اليمني أن دعوة محمد البخيتي ”بالون سياسي"، يريد الحوثي من خلالها إرسال رسائل للأحزاب الأخرى، وليس إلى حزب الإصلاح الإخواني فقط، لأن العلاقة بين الإخوان والحوثي مفضوحة، وشاهدنا قبل أسابيع، وقبل دعوة البخيتي، قيادات إخوانية يلتقطون الصور في صنعاء مع قيادات حوثية.

من جهته، أكد رئيس صحيفة "الثوري" سابقا خالد سلمان رسالة محمد البخيتي لتنظيم الإخوان تستهدف "تعزيز التلاحم بينهما وتوحيد المواقف وتجميد الصراعات استعدادًا للمخاطر المقبلة".
وبحسب سلمان فإن "الحوثي بات على يقين أن هناك قادم يستهدفه، وأنه بحاجة لوحدة بندقية، في مواجهة محطات الحرب المقبلة وأكثرها حسمًا وقصفًا واجتثاثًا لسطوة الحوثي".

وأكد أنه "دون أدنى شك فإن هناك الكثير من التخادم وتنسيق المواقف، وهناك أيضًا حوارات معلنة وأخرى خلف جدار من السرية بين الإخوان والحوثي، ومع ذلك فإن رسالة البخيتي تعبر عن رغبة في مزيد من التقارب، وشراء ما تبقى من بنادق داخلية، تحت حجة أن اليمن المختزل بجماعته، مستهدف ضمن مخطط دولي يبدأ بفلسطين وينتهي بصنعاء".

وأشار إلى أن الإخوان بانتهازيتهم وقدرتهم الفائقة على قراءة اتجاهات ومسارات الأحداث، يدركون أن الحوثي قد استنفد مبررات وجوده حاكمًا انقلابيًا، وأن قرارًا دوليًّا قد اُتخذ بتصفيته، وعليه فإن تنظيم الإخوان تاريخيًّا لا يراهن على الجبهة الخاسرة، بخوض حرب نتائجها محسومة سلفًا".

ولفت إلى أن "براغماتية الإخوان وحسابات مصالحهم، لن تقودهم إلى الانتحار مع الحوثي، وهو في أشد حالاته اضطرابًا وضعفًا أيًّا كان وحدة الخطاب العاطفي بشأن فلسطين كما أن ذلك ليس لحسابات وطنية بل لمراكمة المكاسب".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى