​الانتقالي بين سندان الشراكة ومطرقة حرب الخدمات!!

> ​هل نحن دولة الآن تسيطر على مصالحها؟ وهل نستطيع أن نكيّف العالم على قاعدة المصلحة ؟
طبعًا لا،هل لدينا آليات نستطيع أن نوصل صوتنا للعالم سياسيًا ووطنيًا!!؟

لا يوجد، توجد شرعية يمنية يعترف العالم بها يمكن العمل من خلالها، ومن هذه الأرضية تشرعن الانتقالي، وشرعنة الرياض شرعنة إقليمية وليست محلية!!

إذن حتى الإقليم حين صممها، صممها له أهدافه منها، فلا جبهة  عسكرية له مع الشرعية، ولا جبهة له عسكرية مع القضية الجنوبية حتى يضغط عسكريًا. وما يبدو أن الراعي الإقليمي يضغط بحرب الخدمات إلى جانب "العليمي ومعين" لتحقيق تنازلات في مفاوضات الكواليس الثنائية مع الحوثي، وفي هذه الحالة فازدواجية القضية ليست بمعزل عن حياة الناس، وأيضًا ليست بمعزل عن الإقليم وليست بمعزل عن اليمننة.

سنضع الافتراض التالي: لو خرج الانتقالي من الحكومة ومن الشراكة، فهل أصبح الجنوب بأيدينا !!؟ ولو طرد الجنوبيون معين والعليمي فهل سيحققون الدولة الجنوبية؟

من يظن نجاح هذه الفرضيات كمن يكتب على الماء، يتمنى الشماليون خروج الانتقالي من الحكومة ومن الشراكة، فهم أيضًا حسبوا حسابهم في الشراكة، وأين سيحققون نقاط انتصار على مشروع الجنوب، فكانت الحرب بالخدمات وقطع المرتبات وانهيار العملة ساحتهم، لتحقيق ضربات ضد الانتقالي، وهي قضايا لا يمكن أن يحلها الانتقالي.

لكن الخروج يعني أن تظل كما ظلت قبل الشراكة، وأن يكسبوا العالم والإقليم ضد مشروع الجنوب، فإما يتم التعامل عسكريًا، أو سيكثفون الحصار وهذا هو المحتمل،
فهل توجد بدائل لدى الانتقالي تضع حلولًا سحرية؟
لا ثم لا ثم لا توجد لديه ولا لأي قوة جنوبية تنتقده.

هناك ضغط شعبي على المجلس الانتقالي بسبب الوضع الخدمي الداخلي، وأصوات تضغط على الشأن السياسي خارجيًا لكن حساباتها عاطفية، فقيادة الانتقالي تعمل في حقل يشبه حقل الألغام تعمل بحرص ومسؤولية وتدارس لما يدور، فالضغط الشعبوي عاطفي ستكون لها تبعات أكثر تعقيدًا.

تستغل هذا الحقل مطابخ إعلامية وأمنية وحزبية ومجندين يتباكون على الحالة المصنوعة في الجنوب في إطار "صناعة الصدمة فيه" فتارة بأن المجلس الانتقالي الجنوبي تنازل عن قضية الجنوب واستعادة دولته المستقلة، وأخرى أن الشراكة ضيعت القضية الجنوبية، وأن وزراء الانتقالي ليسوا بالكفاءة المطلوبة ..الخ.

مهما كانت سلبيات الشراكة فإن لها إيجابيات سياسية ودبلوماسية، يدرك خطرها اليمنيون ويزيدون من الضغط بالأزمات في الجوانب الخدمية والمعيشية والاقتصادية بشكل عام، وهي أدلة دامغة وعلامات واضحة أن المجلس الانتقالي الجنوبي لم يتنازل عن قضية الجنوب التحررية، وأن المجلس الانتقالي يناضل تفاوضيًا، ويعمل على مستويات دولية تؤلمهم.

ربما أن هناك حلولًا مختلفة قد طُرِحت -وهي بالتأكيد طُرِحت - في تحركات الرياض السياسية الأخيرة، لكن لأنها حلول منقوصة لا تلبي تطلعات شعب الجنوب النضالية في استعادة دولته المستقلة، فقد رفضها الانتقالي ما أدى إلى فشل الوصول إلى اتفاق نهائي لصيغة التسويات السياسية المطروحة، فكان الضغط بحرب الخدمات وتكثيف الحرب الإعلامية الداعمة لتلك الحرب، ففشل التسويات السياسية السابقة مرجعه القضية الجنوبية، ما يؤكد أن طرف الانتقالي الجنوبي رقم صعب من بين الأطراف المفاوضة، وأن قضية الجنوب هي القضية المحورية من بين القضايا المطروحة في تلك المفاوضات، وبدون النظر إلى قضية الجنوب وحلها حسب مطالب شعب الجنوب في استعادة دولته المستقلة وبموافقة طرف الانتقالي، ستكون تلك التسويات السياسية المطروحة في طريقها إلى الفشل الدائم كما فشلت التي قبلها.

لا أدافع عن الانتقالي بذلك فلديه سلبيات في الشراكة، لكن في هذه الحرب لا يقدر أن يغير شيئًا في الخدمات إلا بتنازلات وطنية أو بخيار عسكري، وكلا الخيارين مر، فالتنازلات الوطنية لن يرضاها الجنوبيون، والخيار العسكري لن يحقق شيئًا للجنوب في هذه المرحلة.

مع التفويض للانتقالي كيان وطني يناضل سياسيًا، ولم يكن التفويض حقوقيًا خدماتيًا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى