الخيانة كارثة أخلاقية
>
إن الاختلال في التوازن بين الانتماء العلني والمواقف الفعلية السرية لكثير من الحكام العرب يضعنا في حيرة من الأمر، ويبرز لدينا سؤال ملح هل فعلًا حكامنا العرب أصولهم عربية أم أن هناك اختراق حدث وتم زرع بعض الصهاينة بين أوساط المجتمعات العربية، وتم إعدادهم واستخدامهم في الوقت المناسب. إن الذي يحدث اليوم في الوطن العربي شيء مخيف ومفزع، حيث أصبحنا غير قادرين على التمييز بين من هو العربي، ومن هو المندس الصهيوني بين أوساط الطبقة السياسية العربية.
لماذا انتشرت الخيانة في الوطن العربي واختفت في معظم بقاع الأرض؟ هل لأن الإيمان بين الناس قد ضعف أم لوجود حجم هائل من الجهل مسيطر ومهيمن على العقل العربي، وخاصة بين أعضاء الطبقة السياسية أو لنقل بين الحكام العرب.
الخيانة صفة مكروهة ومقيتة ومدمرة، وهي سبب أساسي في دمار وتخلف الوطن العربي، لاحظ الموقف العربي اليوم مقارنة مع الموقف الدولي من العدوان الصهيوني الأمريكي الأوروبي على العرب في غزة، سوف تجد موقفًا شعبيًا دوليًا مساندًا لإخواننا العرب في غزة، وضد العدوان الصهيوني الأمريكي الأوروبي عليهم، في نفس الوقت سوف تجد سكونًا شعبيًا عربيًا من هذا العدوان، وطبعًا هذا السكون الشعبي العربي ترجمة واضحة للموقف الرسمي العربي، لدرجة أننا أصبحنا نشك في أن بعض الحكام العرب أكثر صهيونية من الصهاينة اليهود والأمريكان.
لقد وصل بنا الحال إلى درجة المطالبة بالقضاء على المقاومة الفلسطينية، خدمة للاحتلال الصهيوني، بل إن مواقف بعض الحكام العرب تعتبر مؤيدة تأييدًا مطلقًا للقضاء على الشعب العربي الفلسطيني، في الوقت الذي سنجد فيه مواقف رسمية أجنبية تطالب بإنهاء الاحتلال الصهيوني للأرض العربية في فلسطين.