عدن بين احتلالين..!

> حالنا اليوم مثل حال عدن والمحميات في الحرب العالمية الثانية التي اشتعلت خلال الأعوام 1939م – 1945م، مع الفارق بين نزاهة المسؤول الأجنبي (المحتل) في ذلك الحين، والمسؤول اليمني (المحتل) والتحالف الذي في أيديهما مصائر البلد ومسؤولية إدارة حياة الناس في وقتنا الحاضر التعيس.

ففي أثناء الحرب العالمية الثانية حدثت أزمة حادة في المواد الغذائية في عدن، إضافة إلى الارتفاع الكبير في الأسعار، نتيجة الحرب وتأثر حركة الملاحة البحرية واستيراد المواد الغذائية من الخارج، فعمّت موجة غلاء شامل في أسعار المواد الغذائية، وارتفعت الأسعار في مستعمرة عدن والمحميات بنسبة 200 % تقريبًا، وأصبحت رواتب الموظفين لا تكفي لتدبير حياتهم كما كان قبل الحرب.

وقد واجه الاحتلال البريطاني هذه الأزمة بأن أصدر والي عدن البريطاني عام 1940م قانونًا خاصًا باستحداث علاوة شهرية باسم (علاوة حرب) تضاف إلى الراتب الشهري للموظف، وروعي في ذلك ذوو الرواتب الشهرية المتدنية حيث تفاوتت نسبة العلاوة الشهرية بين 25 % لأدنى راتب و 10 % لأعلى راتب على أن تخضع هذه العلاوة للمراجعة من وقت الى آخر، حسب مؤشر ارتفاع تكلفة المعيشة.

وبناء على توصية لجنة الأجور المعينة من قبل والي عدن، تم تبني تصنيف للعلاوات الحربية في يونيو 1940م، للموظفين الحكوميين الأقل رواتب، سواء في مستعمرة عدن أو محميات عدن، وقد اعتمدت التوصيات الأصلية وزادت العلاوة في مناسبتين لتغطية الارتفاع في مؤشر تكلفة المعيشة،

وقد كان المقياس لعلاوة الحرب المدفوعة إلى الموظفين التابعين لمستعمرة عدن وخدمات محميات عدن كالتالي:

– الرواتب التي لا تزيد عن 30 روبية هندية شهريًا – علاوتها 7،5 روبية هندية شهريًا .

– الرواتب التي تزيد عن 30 روبية هندية ولا تتجاوز 50 روبية شهريًا – علاوتها 10 روبيات شهريًا.

– الرواتب التي تزيد عن 50 روبية شهريًا ولا تتجاوز 100 روبية شهرية – علاوتها 12 روبية شهريًا.

– الرواتب التي تزيد عن 100 روبية شهريًا ولا تتجاوز عن 150 روبية شهريًا – علاوتها 15 روبية شهريًا.

– الرواتب التي تزيد عن 150 روبية شهريًا ولا تتجاوز 200 روبية شهريًا – علاوتها 20 روبية شهريًا.

– الرواتب التي تزيد عن 200 روبية هندية شهريًا ولا تتجاوز 300 روبية هندية – علاوتها 30 روبية شهريًا.

– الرواتب التي تزيد عن 300 روبية شهريًا ولا تتجاوز 400 شهريًا – علاوتها 40 روبية شهريًا.

– الرواتب التي تزيد عن 400 روبية هندية شهريًا – علاوتها 50 روبية شهريًا مع شرط أن الرواتب التي تزيد عن 500 روبية شهريًا لا ينبغي أن تتجاوز علاوتها الحد الذي يجعل إجمالي الراتب مع العلاوة 550 روبية هندية شهريًا.

ولم يقف الأمر عند مراعاة المحتل الأجنبي لظروف موظفي الحكومة، بل امتدت المعالجات إلى جانب ذلك، لتشمل حياة السكان جميعًا موظفين وغير موظفين، وتم افتتاح أكشاك المواد الغذائية في البلدة (مستعمرة عدن)، في عام 1939 (بداية الحرب العالمية الثانية) لضمان توفير المواد الغذائية الأساسية للسكان المدنيين، واستمرت هذه الأكشاك في أداء هذه الخدمة الأكثر أهمية، لتضمن لـ 11600 أسرة (أو أكثر من ثلاثة أرباع السكان المدنيين) الحصول على إمداد منتظم من السكر والشاي، فضلًا عن الأرز والدقيق، بأسعار تسيطر عليها الحكومة.

وعقب انتهاء الحرب تم في عام 1946 تعيين لجنة لتقديم المشورة بشأن ما إذا كان ينبغي الحفاظ على استمرار هذه الأكشاك، وبعد النظر في تقرير اللجنة، تقرر أن الأكشاك تؤدي وظيفة حيوية في ظل الظروف الحالية، ويجب أن تستمر في توزيع المواد الغذائية الأساسية على الأقل طالما كانت هذه الظروف باقية.

لقد كان هم تأمين حصول الناس على القوت الضروري بأسعار تتناسب مع إمكانية المواطن (موظفًا وغير موظف) في أولوية اهتمام المسؤولين حينها، وكان لديهم شعور كبير بالمسؤولية تجاه رعاياهم، رغم أنهم نصارى من ملة غير ملتنا، ولم يتركوهم يتسولون الحياة ويتمرمطون بين الغلاء والحاجة وجشع التجار والمهانة، ويكتفي هؤلاء المسؤولون بالعيش المريح والترف والسفر أو بالتفرج عليهم من بعيد، أو بالتهاون في أداء مسؤوليتهم القانونية كمحتلين وأوصياء على البلد وشؤون حياة سكانها، كما يفعل الاحتلال اليمني والتحالف اليوم.

لنا الله ولبريطانيا التحية..

هامش : كانت الروبية الهندية هي العملة الرسمية المتداولة في عدن والمحميات الجنوبية حتى عام 1947م، وكانت الروبية الواحدة تعادل 16 آنة و كل آنة تعادل 4 بيسات و كل بيسة تعادل 3 باي (أردي).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى