لقادة إسرائيل: لسنا بحاجة لجيش عربي آخر.. اسحبوا السلاح من السلطة الفلسطينية

> «الأيام» القدس العربي:

> الرد الإسرائيلي على هجمة الغزيين للنقب الغربي يتلخص، فضلا عن التطلع إلى إعادة المخطوفين، في أمر الحكومة للجيش القضاء على حماس كمنظمة عسكرية وسلطوية. كل الإسرائيليين يقفون من خلف هذه المهمة الحيوية، وإلا فلن نتمكن من العيش في البلاد، ونأمل في ألا تذوب هذه المهمة بسبب الاضطرار لإنقاذ المخطوفين.

 هذا استنتاج فوري في ضوء الشر الذي انكشف أمام عيوننا وشطب امتناعات أخلاقية وترددات وأوهام. لكن ما هو الاستنتاج العام؟ هل يمكننا أن نعود إلى نقطة في الزمن قبل أن تسيطر حماس على قطاع غزة في 2007؟

هذا سؤال مهم، لكنه يبقى افتراضياً؛ أولاً، لأننا لم ننتصر بعد ولم نضمن اقتلاعاً تاماً لحماس. فالحاجة لتحرير المخطوفين، والتعاظم المرتقب للرحمة على الوحشيين من جانب الولايات المتحدة، هي تهديدات لا بأس بها على قدرتنا على اقتلاع حماس من غزة. ثانياً، حتى لو انتصرنا واقتلعنا حماس تماماً، فلا نعرف في أي وضع ستكون المنطقة والسكان في نهاية الحرب.

ومع ذلك، يمكن القول إن فكرة إعادة السلطة الفلسطينية إلى القطاع، حتى وإن كان بعد “إصلاحها”، على حد قول الرئيس الأمريكي بايدن، هي فكرة شوهاء من كل ناحية. في أماكنها الآن، سواء في “السامرة” أو في “يهودا” فإن “السلطة” لا تحكم عملياً. وحتى الرماح الإسرائيلية لا تساعدها. فتكاد كل المحافظات هناك تخضع لإمرة العصابات، التي أهمها حماس. ضباط إسرائيليون جامدون وسياسيون أمريكيون منقطعون عن الواقع وحدهم هم مَن قد يتصورون هذه الإمكانية.

السلطة الفلسطينية فاسدة، كما يفهم من أقوال بايدن؛ فهي تربي على إبادة الشعب اليهودي في البلاد. فتح، الحركة التي في مركز السلطة، تنشغل بالإرهاب. السلطة تدعم الإرهاب مالياً وأيديولوجياً. هي فاسدة حتى النخاع، ولا تهتم بأي تنمية أو رفاه لشعبها. غبي من يعتقد أنه يمكن إصلاحها.

لكن أوهام الأمريكيين أيضاً (ربما أيضاً ضباط في وزارة الدفاع عندنا ينشغلون في هذا الآن) بأنه يمكن إصلاح السلطة، لا تخرج عن الفكرة الأساس لاتفاقات أوسلو التي ولدتها. أصحاب هذه الأوهام يتمسكون بالفكرة الشوهاء لجيش عربي يسمى شرطة. بدون هذا، قالوا لنا ذات مرة وسيقولون الآن كيف سيسيطرون في المنطقة؟ الجواب أنه محظور عليهم أن يسيطروا في المنطقة، لأن حكمهم أنبت حكم حماس. ولأن جيش السلطة المعادية الذي دربه الأمريكيون، هو نفسه بمثابة خطر دائم على إسرائيل. الكثير من رجال السلطة احتفلوا بالمذبحة، فلماذا لا يحاولون محاكاتها بقوة عسكرية أخطر وأقرب من مراكزنا السكانية؟

إن التفكير بأن تسوية ما في البلاد ربما تقوم على أساس وجود جيش عربي بين البحر والنهر بدأ بفكرة مناحم بيغن عن “شرطة قوية” في عهد المفاوضات على الحكم الذاتي. وأخذ بيرس ورابين الشرعية لهذه الفكرة وتبنياها في اتفاقات أوسلو.

لكن في 7 أكتوبر تعلمنا أن جيشاً عربياً مسلحاً في “السامرة” سيكون خطراً على “سهل حيفر”. في “بنيامين” هو خطر على “موديعين”. قلقيلية وطولكرم يمكنهما أن تكونا خشبتا قفز لهجوم عسكري على “كفار سابا”، و”نتانيا”، و”هرتسيليا” و”تل أبيب”. أما الضباط الذين يشرحون بنبرة مسؤولة بأنه سيكون على ما يرام، فلم يعودوا يقنعوننا.

لذا، نستنتج من فظاعة غزة أن ليست معارضة “غرس” السلطة في غزة هي المهمة، بل إن الأهم من ذلك أننا لن نتمكن من التسليم بتهديد أي جيش عربي بين البحر والنهر. مهما كانت صيغة الحكم الذاتي للعرب في البلاد فلن تتمكن أبداً من القيام على أساس “شرطة قوية” أو جيش. ومن هنا ينبع أن علينا تفكيك أي منظمة كهذه في “يهودا والسامرة” وليس في غزة فقط. معنى الأمر هو وجوب نزع سلاح السلطة الفلسطينية.

آفي بارئيلي

 إسرائيل اليوم

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى