الوفود الزنجبيلية.. طريقة جديدة

> بطريقته الساخرة كتب الأخ سعيد عولقي - أطال الله في عمره - قبل أكثر من ثلاثين سنة مقالًا وسمّاه بـ (الوفود الزنجبيلية) عندما التقى في الهند بثلاثة من وزارة التجارة وهم في زيارة تفاوضية لاستيراد زنجبيل للبلد.

قال لهم العولقي: ليس من الحكمة إرسال وفد ومن ثلاثة أفراد إلى الهند وكان بالإمكان التفاوض مع (الكشي) في المعلا بشأن الصفقة وهو سيبعث تليفاكس أو برقية تغني عن كل هذا العناء والخسارة وسيصل الزنجبيل سالما من الأهوال كما ينبغي له أن يكون، ويا دار ما دخلك شر.

أحمد الله أن الكاتب الساخر سعيد عولقي حيًّا يرزق ليرى اليوم بأم عينه العبث وقلة الحياء في تشكيلة الوفود الرسمية بالتوافق بين الكل الحاكم ضد الكل الشعب، ومن كل التوليفة الحاكمة التي تستلم بالدولار والدرهم والريال الآخر.

ونقول يا أمة ضحكت من أفعالها الأمم، مع أن هؤلاء طارئين وليسوا أمة بل زمرة وجدت نفسها مترفة ومنعمة والأمة تموت وتعيش على حافة المجاعة وتعاني ما تعانيه من حرب الخدمات وافتقاد الأمن وانعدام الرواتب.. إلخ...

ونقول: إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت، فالوفد اليمني الذي يشارك في مؤتمر المناخ بالإمارات العربية يربو على تسعين مشاركًا من الرئيس إلى نواب له ورئيس الحكومة ووزير الخارجية وآخرين، وكل جهبذ من هؤلاء المذكورين قد جاء بزمرته المقربين وحتى من الأهل والأقارب.

أين هي اليمن من مشاكل المناخ وفيها ما يكفيها من أزمات وحروب وجوع.

وشعبنا - غير المشاركين وذيولهم - بالكاد يقتات بالفتات وهناك من يأكلون من براميل القمامة.

وحتى لو افترضنا أن الجهة المنظمة قد سمحت لليمن بالتمثيل العددي الكبير والذي ربما يتجاوز بكثير عدد وفد الصين والهند وأمريكا وروسيا، فإنه من باب الذوق والأدب ومراعاة لنفسيات المواطنين الذين يعيشون أسوأ مرحلة تاريخية تمر بهم، أن يعتذروا عن هذا الحشد المسخرة وأن يذهب وفد متواضع من الخارجية أو حتى السفارة في"أبوظبي" وأنهم يعرفون جيِّدًا أن موقع اليمن في خارطة المناخ الدولي لا تساوي شيئًا مقارنة بالدول الفاعلة والتي بإمكانها أن تقدم فائدة للعالم من هكذا حضور.

وإذا بحثنا بين هذه الهليلة من الذين ذهبوا إلى هناك، إلى المؤتمر العالمي للمناخ، فلن تجد بينهم اختصاصيون وخبراء، بل سيكونون ضيوفا ثقالا على الأسواق والفنادق وأن بعضهم سيشارك في المناقشات مبطوحًا فوق أريكات الفندق، و.. اللهم لا شماتة.

ماذا سيقول أو يكتب صديقنا وزميلنا العزيز سعيد عولقي عن وفد قوامه تسعون فردًا غالبيتهم يعتقدون أن طبقة الأوزون تقع في حارة شعب العيدروس.

ولنتساءل؛عندما يذهب الرئيس ورئيس الوزراء والنواب والوزراء والتوابع، ونقول لهم: لمن تترك هذه البلاد المنكوبة بكم؟ ومن يقودها ويرعى مصالح الناس أثناء غيابكم؟!

رحم الله وفود سعيد عولقي الزنجبيلية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى