دبلوماسي: موازين القوى باليمن تغيرت وباتت السعودية تعتمد على من لا تأثير لهم
> «الأيام» غرفة الأخبار:
>
واختتم "في ضوء التوقعات المحتملة على الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية إقليميًا ودوليًا فإنه ينتظر أن يشهد ميزان القوى في الخليج إعادة هيكلة جذرية. فحسب خبراء الاستراتيجية الدولية فإن التحديات الأمنية الجديدة ستفرض تغييرات عميقة في الإقليم في ضوء ذلك سيتغير الدور العسكري لبعض القوى الصاعدة في العقد القادم وكذلك هيكل وطبيعة العلاقات الخليجية مع الحلفاء الإقليميين والدوليين. كذلك تغيرت بيئة التهديد في المنطقة وبات أخطر التهديدات الأمنية للخليج هي تلك التي تؤثر في الأمن الداخلي مثل انهيار الدولة أو التهديدات العابرة للحدود وتعاظم دور القوى الصاعدة والإقليمية في قضايا المنطقة بالإضافة إلى تسابق القوى الاقتصادية العالمية واحتمالات تأثيرها على منطقة الخليج لذلك فإن الاستقرار الإقليمي والخليجي خاصة سيظل أمرًا مهمًّا وحيويًّا. مع كل ما يحدث على ماذا تراهن السعودية للانتهاء من ملف اليمن بشكل كامل أم أن الوضع سيظل رهينة للتكتيكات السياسية القائمة على استخدام المتناقضات والاستمرار في دعمها من أجل استمرار الحروب والصراعات الداخلية".
قال الدبلوماسي اليمني د.علي أحمد الديلمي إن موازين القوي في اليمن "تغيرت بشكل كبير فمن كانت تعتمد عليهم السعودية في التأثير والنفوذ لم يعد لهم نفس التأثير وألقوه والدور وإنما أصبحوا عبئًا على المملكة وأدوات قديمة غير فعّالة.
وأضاف الديلمي في تحليل نشره موقع راي اليوم "إن السعودية وبكل تأكيد تدرك أن حجم الأموال التي أنفقتها على الحرب وبعض الشخصيات السياسية والقبلية والحزبية والدينية والعسكرية في اليمن هي أموال ضخمة ولم يكن لها أي تأثير ملموس إلا على من استفادوا من هذه الأموال ولم تحقق لها كثيرًا من أهدافها في اليمن".
وتابع "اليوم ومع استمرار الهدنة في اليمن تسعى السعودية إلى إجراء تسوية شاملة مع أنصار الله جنبًا إلى جنب مع ما يتوافق مع أهدافها الاستراتيجية في اليمن وتستهدف الرياض الإبقاء على خفض التصعيد لتقليل مخاطر استمرار الحوثيين في الهجوم على منشآتها النفطية وأهدافها الحيوية ولكن أيضًا إنهاء الحرب عمومًا والتوصل لترتيبات نهائية حول مستقبل اليمن.. ساهمت عوامل كثيرة في دفع السعودية لإجراء محادثات مع الحوثيين بهدف إنهاء الحرب أو تجميدها وتحقيق قدر ضئيل من الاستقرار في اليمن".
وقال "على الرغم من جدية مساعي الرياض لإنهاء الحرب فإن الخطوط الحمراء للسعودية مازالت كبيرة إذ من المؤكد أن الرياض لا يمكن أن تؤيد أي مطالب ترسخ الهيمنة الكاملة للحوثيين على اليمن كما لن تعقد السعودية صفقة دون التزامات واضحة من الحوثيين بشأن أمن الحدود بما في ذلك تعهدات بوقف الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة على المملكة ونقل الأسلحة الثقيلة والبعيدة المدى بعيدًا عن الحدود".
وأضاف "تبقى أهمية العمل والإسراع في الحل السياسي الشامل في اليمن مصلحة حيوية للسعودية لا يمكن التأخر في العمل من أجله لأن ما يجري اليوم من أحداث في حرب إسرائيل على غزة وحالة التنافس والصراع الإقليمي والذي يؤشر إلى إمكانية توسع هذا الصراع وتأثيره على كل دول المنطقة لأن التكتيكات التفاوضية لأنصار الله تعتمد على كثير من المستجدات التي تحدث في المنطقة وربط صراعهم بصراعات أخرى في المنطقة أعطاهم تأييد على المستوى المحلي والعربي بسبب إعلانهم دعم فلسطين وتهديد إسرائيل بوقف الحرب على غزة وقاموا بتنفيذ تهديدهم من خلال بعض الضربات الصاروخية والطيران المسير والاستيلاء على السفن الإسرائيلية التي تمر من البحر الأحمر ويواصلون زيادة المطالب مع إظهار استعدادهم للحرب سواء على الجبهة الداخلية أو التلويح بمواصلة الهجمات الجوية على السعودية والإمارات كوسيلة للضغط ودفع الأطراف الأخرى إلى تقديم تنازلات كبيرة فيما يتعلق بالحل الشامل".