باب المندب مفتاح الحرب والسلام القادم

> احتدام الصراع في مضيق باب المندب سيشعل حربًا عالمية طرفيها الصين وأمريكا وما تقوم به أدوات إيران في البحر الأحمر، يتم بتنسيق خفي بين إيران وأمريكا، ويهدف إلى شد الحزام الشيعي على السعودية، وقطع مشروع خط الحرير الصيني، وتقاسم الجنوب بين أمريكا وإيران.

الاقتصاد الصيني ونجاح خط الحرير سيبعد الهيمنة الأمريكية، وكذلك النهوض السعودي وخطة 2030، سيجعل من السعودية دولة عظمى وعلى هذا الأساس فإن ما يجري في البحر الأحمر وباب المندب ظاهره صراع أمريكي إيراني، وباطنه تحالف مصالح يجمع أمريكا مع إيران ضد الصين عدو أمريكا الصاعد وضد السعودية عدو إيران اللدود.

كشفت الصين قبل سنوات أنه من الضروري لنجاح مشروع خط الحرير ليكون أكبر مشروع اقتصادي عالمي، لابد من إنشاء عشر قواعد عسكرية صينية خارج الصين، من بينها قاعدة عسكرية بجزيرة ميون التابعة للجنوب، لتأمين خط الملاحة ومضيق باب المندب، بعد ذلك قامت أمريكا بتسليم دولة أفغانستان بسلاحها الثقيل لنظام الطالبان، بهدف تهديد خط الحرير الذي سينطلق من غرب الصين القريب من شرق أفغانستان.

ما تفعله أدوات إيران من قرصنة وضرب السفن في البحر الأحمر، وتهديد خط الملاحة الدولي لن تستفيد منه غزة أي شي ولا يضر إسرائيل، ولن يؤثر على قدراتها بل سيخدم إسرائيل وحلفاءها، من حيث إيجاد الذرائع للتمدد عسكريًا نحو البحر الأحمر وتهيئة الأجواء لأمريكا، لإنشاء قاعدة عسكرية في باب المندب الجنوبي، بما يضمن تعطيل مسار خط الحرير الصيني.

تستغل إيران ضعف قدرات بحرية المقاومة القريبة من التحالف العربي، وعلى رأسهم القوات الجنوبية التي يقودها المجلس الانتقالي الجنوبي، لإبراز قدرات أتباعها الحوثيين وغيرهم، وبصرف النظر عن مساوئ القرصنة والممارسات المدانة عالميًا، إلا أنها -أي إيران- ستدخل لعبة المقايضة بين الكبار لتحقيق مصالحها في الملف النووي والملف التوسعي، على حساب معاناة ومصالح الشعوب والدول العربية.

بنظره دقيقة لمعرفة حقيقة إيران والأطراف التابعة لها ومعاركهم مع إسرائيل وأمريكا، سيجد المتابع أنها تدور وفق شعارات رنانة وقصف ومعارك وهمية، ضمن قواعد اشتباك محددة سلفًا، ومنها تريد إيران دغدغة عواطف الشعوب العربية، وعبر ذلك تزحف إيران ببطء للسيطرة والتوسع داخل الوطن العربي، وتقاسم النفوذ والثروات مع أمريكا، كما حصل في العراق وعلى ما يبدو أن الهدف القادم لهم هو الجنوب بموقعه ومقدراته.

مما سبق يتضح بأن المنطقة قادمة على مزيد من الفوضى والحروب، وكل المخططات والحلول التي لا تستند إلى الحق والواقع ستفشل، وأدوات الفشل لن تبني النجاح وفي القادم سوف تتضاعف المسؤولية على قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي وخلفهم شعب الجنوب، لتوحيد كل الجهود ورفض ومقاومة أي مشروع ينتهك مستقبل سيادة الجنوب أو يتلاعب بثرواته، والعمل مع الأشقاء ودعاة السلام نحو استقلال الجنوب، وهو المشروع الوحيد الضامن لبناء استدامة للأمن والاستقرار في المنطقة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى