​رجال دولة.. ورجال سلطة!!!

> ​في زمن الحروب والصراعات لا يوجد رجل/رجال دولة بل رجل/ رجال مشروع/ مشاريع لم يصل أي منها أن يصير دولة، لذا فإن وصف رجل دولة في هذه المرحلة تتبادله الأجندات بشكل كيدي بعيد عن المعنى الحقيقي له، حيث يوجد في هذه المرحلة رجل / رجال تسيير وإدارة أزمات/ خدمات والأيدي على الزناد، كل مشروع إما يصارع الآخر بالقتال أو بالصراع السياسي، الذي يستخدم فيه كل الوسائل القاتلة مع تبادل القبلات الرسمية.

نسمع عبارة "رجل /رجال دولة" يلصقها مروجوها بتجربة "عفاش"، وحقيقة أنهم إما يلصقونها بدافع تبييض تجربة فردية، نجحت كفرد نحت وصنع تجربته بقوته ودهائه، لكنها أخفقت كدولة وسلطة معًا، لأن اليوم الذي تعانيه البلاد ابن الأمس، فلو كان الأمس دولة ما جاء هذا اليوم!! وبعضهم يلصقها من باب "رب يوم بكيت فيه فلما صرت في غيره بكيت عليه".

لا يوجد تعريف علمي لرجل الدولة، ورجل السلطة فكلها اجتهادات لتلك التوصيفات.

في التوصيف العام رجل الدولة هو / هم الذين يحترمون الدستور والقوانين ولا "يخلعون العداد" ويعيدون ترقيمه على طريقة "حاضر أفندم"، رجل / رجال الدولة يبنون جيشًا وطنيًا ومؤسسات وطنية، أما "رجل السلطة فدائمًا همه الحفاظ على السلطة وأخذ امتيازاتها وخياره "أنا أو الطوفان".

الدولة التي نعنيها هي مجموعة من الأفراد يُمارسون نشاطهم على إقليم جغرافي محدد، ويخضعون لنظام سياسي معين ودستور مُتفق عليه  فيما بينهم يتولى شؤون الدولة، وأدار الإدارات والمؤسسات باللوائح والنظم  وليس بالتنازع، وتشرف الدولة على أنشطة سياسية واقتصادية واجتماعية...الخ ويُستثنى من التوصيف بلدان الحروب التي تتنازعها الأجندات المتعارضة.

نأخذ نموذجين لرجال الدولة: الأول "ونستون تشرشل" الذي حقق لبريطانيا العظمى في ولايته نصرًا في الحرب العالمية الثانية، وفي أول استحقاق انتخابي بعد الحرب لم ينتخبه الناخب البريطاني، وما خرج يهدد "بخلع العداد" بل خرج مواطنًا عاديًا، ولم يلجأ لـ"لعكفة" ولسان حاله يقول:

عز القبيلي لا وقع بين خوته
ون قد فرق وحده هانوه الرجال
عزه بني عمه ودي هم لحمته
كلين يتكافا بلاهم والشغال.

والثانية في دولة من دول العالم الثالث، في بنجلادش حيث حوكمت "خالدة ضياء" بتهمة الفساد بمبلع 400000 دولار، وحُكِم عليها بالإعدام، ونُفِذ فيها ولم تتحرك قوات موالية لها، وتنفذ انقلابًا أو تساهم فيه لصالح الزعيمة "خالدة ضياء".

في بلدان أخرى وصلت ثروات نهب بعض رجال الدولة عشرات المليار، وما سألهم أحد من أين لك هذا؟ بل هم رجال الدولة!!

تستغل الأجندات إعلاميًا، توصيف رجل الدولة فهذا "رجل دولة إذا وافق هوى ومصالح جماعة ما طبلوا له أنه رجل دولة، وعلى النقيض من يعادونه فهو رجل سلطة لا يفهم ولا تعنيه إلا "مصالحه"، مع أن أي منهم ما خاض معترك مفهوم رجل الدولة، لأنها غير موجودة أصلًا إلا في تمجيد المطبلين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى