حرب وسلام

> ظَهَرَ للتو إنّ اتفاق سلام قد أُعدّ، واقترب موعد إعلانه، بينما الأيدي على الزِناد.. مُفارقة عجيبة لاتفاقات مُذهلة، أو أن الفاعلين المحليين والإقليميين يضحكون على ذقن الشعب في الشمال والجنوب.

برز الآن في البلد "إعداد القوة" و "إعداد الاتفاق"، يعني صراع باقٍ حتى في زمن التفاوض.

يا سادة في تيّار الحوثي وتيّار الشرعية، قد جاءكم أولًا ملف الاقتصاد الذي كتبه "الجيران"، فقد فَهِمَ الوسطاء المسألة، وأنكم كُلّ يتربّص بصاحبه، وكُلكم يستقوي بجيشه وسلاحه، لكن فضحتنا غزَّة وربّ الكعبة، كما فضحت كل الحكومات والجيوش، لو بقيَ شيء من إسلام أو عروبة لكان أحرى بهذا السلاح الذي يتقاتل به الأخوة في البلاد العربية مُدافعًا عن شعب فلسطين الذي يُباد من قِبَل الصهاينة منذ 60 يومًا في قطاع غزة أمام أنظار العالم.

لو نأخذ الدرس من الحَدَث الجَلَل، ونجنح إلى السلام، ونترك المعارك الجانبية، والصراعات البينية، التي ربُّما أعدّها ويغذّيها قَتَلَة الأطفال والنساء والشيوخ والشباب في أرض فلسطين المحتلة، وما أكثر هؤلاء القـَتَلَة، الذي تداعوا علينا كما تداعى الأكَلَةُ على قصعتِها.

هي فُرصة تاريخية للاتفاق والوِفاق، وسيكون من العدل تحديد إطار تفاوضي مستقل لقضية الجنوب وتطلعات شعبه.

ليس من السلام شحن البندقية بالرصاص، ثم البحث عن كرسي على طاولة الحوار، وقد علِمنا أن السلام أساسه الحُب والرغبة في اللقاء وصلاح النيّة وسلامة الطويّة.

أيُّها السادة، اعلموا أن كثيرًا من الناس تبغض أهل السلطة، وربما قذفوهم بالانتقادات والشتائم، فحذارِ الوصول إلى الكرسي بالعنف والقوة، وإطالة أمد الصراع، وشَن الحروب، واعلموا مجددًا:

إنّ نصف الناسِ أعداءٌ لِمَنْ وليَ السُلطةَ هذا إنْ عَدَلْ.

أما جديد الوضع في البلد أن الساسة والنُّخَب الحاكمة أمعنوا في الترفُّه، وبالغوا في الإسراف والبَذَخ، في ظل الحرب، حتى كأن الحرب بالنسبة لهم غنيمة باردة، بينما الشعب في فقرٍ مُدقع، لا يحصل على قوت يومه إلّا بشقِّ الأنفُس، وسينظر المواطن ما الذي سيؤول إليه إعلان الاتفاق، قبل أن يقرّر حسم أمره، و يا عليّة القوم السُّمنة مرضٌ مُزمن، و" البِطْنَة تُذهِب الفِطْنَة، وإنّا لنتخيل البلد من دون أمثالكم بخير وفي عافية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى