المهندس حيدر أبوبكر العطاس كما عرفته القائد والمفكر الخلوق

> المهندس حيدر أبوبكر العطاس له بصمات كبيرة في حضرموت وعلى مستوى الجنوب، فيكفي حضرموت أن يكون أحد هاماتها في مواقع السلطة العليا، وهو من أسرة حكم، وخاله كان وزير السلطنة القعيطية (رئيس الوزراء للسلطنة القعيطية) ومن أسرة صاحبة قيم وخلق وعلم، ولم تتلطخ يداه بالدماء في فترة تواجده في السلطة، من بعد الاستقلال إلى يومنا هذا، بل كان يقدم رؤى وتصورات لنهضة حضرموت، ويكفيه فخرًا أن والده -عليه رحمة الله- السيد أبوبكر العطاس من القادة الحضارم الذين حضروا مؤتمر الحضارم الثاني في 1929م في سنغافورة. والمهندس حيدر عرفته قبل أكثر من 30عامًا.

كان يصدح بحقوق حضرموت، ودائرة اهتمامه الأولى حضرموت وحقوقها من باب (خيركم خيركم لأهله)، وليس من أصحاب الشعارات التي تبيع الوهم للشعوب، ولكن رجل دولة صاحب رؤية متزنة في حل القضايا عبر مراحل، وليس حرق المراحل، وبآليات وإجراءات معقولة وممكنة، وكان له رؤى وآراء مكتوبة في النظام ما قبل 1990م، يتوافق فيها مع الرئيس علي ناصر، في تصحيح الأوضاع الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية، ولكن الصوت العالي والمزايد، حين ذاك، أجهض مثل هذه الإصلاحات وقامت حرب يناير 1986م بل كانت دول داعمة لدولة الجنوب سابقًا، تعتبره من رجالات الدولة التوافقية التي ممكن أن تقود الجنوب إلى جنوب خالٍ من الحروب والصراعات، وجنوب متطور ومزدهر يعيش فيه الشعب حياة كريمة، وعلاقات جوار ممتازة، وعندما اختير رئيسًا للوزراء بعد 22 مايو 1990م، سعى عبر برنامج الحكومة الذي قدمه لمجلس النواب أن يقلص النفوذ العسكري والقبلي، وتجفيف مواردها عبر ميزانية الدولة، ما أغضب التيار القبلي والعسكري بمنظومة الدولة. وسمي بالمهندس الخطير.....الخ.

ويطول الحديث هنا على المراحل السابقة وما بعد الحراك الجنوبي في 2007م، قدم رؤى وأوراقًا لكي تحقق القضية الجنوبية والشعب بعضًا من الحقوق السياسية، التي سلبت، وكان مع التدرج، وليس مع القفز على الواقع، وعقد أول مؤتمر للجنوبيين بالقاهرة، وكان هو المخطط والداعم مع الرئيس علي ناصر محمد، وتم اختيار مندوبين من كل محافظات الجنوب، وأجل المؤتمر أيامًا حتى يشمل كل مكونات الحراك الجنوبي، بما فيهم الرئيس علي سالم البيض، والسيد عبدالرحمن الجفري، ولكن للأسف ضيعت الفرص تلو الفرص، وكانت الأصوات الأخرى عالية السقف دون رؤية وروية، واليوم تطرح نفس أطروحات وآليات ما كان طرحه المؤتمر الجنوبي الأول بالقاهرة في 20 نوفمبر 2011م قبل 12سنه، وكان سابقًا تعتبر تهمة بالخيانة للقضية الجنوبية، ولم نسمع أو نرى المهندس حيدر يقدم أبناءه المؤهلين علميًا، وراقيين أخلاقيًا وأدبًا في حيائهم وتعاملهم، لم نره يقدمهم لتولي قيادة مكونات جنوبية أو حضرمية، كان ابنه الأكبر معتز أو غيره.

وأما حضرموت فأول ما تشكل حلف حضرموت، فسعى المهندس حيدر أبوبكر مع القيادة السعودية، لزيارة حلف حضرموت إلى المملكة السعودية وبالمثل طلع الوفد من 17 شخصية حضرمية في مايو 2015م، حتى يقدم الحضارم رؤيتهم ويوجدون شراكة مع الأشقاء بالمملكة العربية السعودية، وخاصة أن العلاقة التاريخية بين حضرموت والسعودية، هي علاقة جغرافيا وحدود وأهل ووشائج قربى، وبعد أثناء وبعد تشكل مؤتمر حضرموت الجامع، قدم النصائح المكتوبة وعقد لقاءات ببيته العامر بجدة، لتقريب وجهات النظر بين قيادة الحلف والبيوت التجارية، وأيضًا عقد لقاءات كثيرة لقيادتي الجامع والمرجعية، للتقريب بينهم ودمجهم في إطار حضرمي واحد، وقدم ورقة عمل لتصحيح الجامع، بحيث يعتبر المؤتمر الأول مؤتمر تأسيس وتشكل لجنة تحضيرية من الجامع وتيار التصحيح وقيادات المغتربين بالمهجر.

وتعقد لقاء هذه اللجنة بعيدًا عن الإعلام، وتعتبر كل أدبيات الجامع هي الأساس، بحيث يكون جامعًا لكل المكونات والشرائح والفئات والجغرافيا الحضرمية، ويكون له أمانه عامة من كوادر حضرمية مؤهلة ونزيهة، بمثابة حكومة ظل لإنقاذ حضرموت مما فيها، ولكن للأسف الشديد حظوظ النفس والتمسك بالقدي، والمزاحمة على الزعامة، وعدم الإيثار لمصلحة حضرموت وحقوق أهلها أضاع مثل هذه الفرص، والمهندس حيدر على تواصل مع المحافظين الذين تولوا قيادة حضرموت، ويقدم لهم النصح والعتاب ويتابع كثير من القضايا لأهلها من خلال موقعه كمستشار لرئيس الجمهورية، ويلتقي رئاسة الحكومة ورئيس الجمهورية سابقًا ورئيس مجلس القيادة، في ما يخص حضرموت وخدماتها وحقوقها ... هذه بعض نقاط من تاريخ السيد المتواضع البار بوالدته رحمها الله تعالى (الذي كان يلبي طلباتها المستمرة في الزيارات المتكررة لمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم) والخلوق الكريم صاحب الرأي والفكر وسعة الصدر، لتقبل الآراء المخالفة له. المهندس حيدر أبوبكر العطاس حفظه الله تعالى وأمد الله في عمره في طاعته وخدمة لأهله ووطنه اللهم آمين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى