الشتاء الحار

> كان أحرى بالدول في الشرق والغرب أن تصغي لعصافير الشتاء المغرِّدة باكرًا، لا أن توقِد نارًا تُحِرق حدائق الزهور، وتحطِّم مباهج الحياة.

ما يُقال عنه نشيد السلام، أو طائر الحمام صار خطأً على منصة "x"، أما المادة "99" التي حملها أنطونيو جوتيريش بِنيّة وقف الحرب، فقد رجعت بخُفّي حُنين، والفيتو غاضب على فشل إسرائيل، والحوثي في اليمن يصطاد السُّفن وبن مبارك يصرِّح للشرق الأوسط "دعاية إعلامية".

قيل إن الجمعية العمومية ستنعقد، والدوحة لا تملُّ من الوساطة، وتل أبيب تريد أن تصغي من جديد لكلام قَطَر، ودبابات الجيش المحتل صارت صيد شبكة الأنفاق، وزادت المقاومة عمل مصّيدة.. "شبكة دقيقة من الألغام".

في حرب غزّة تم تفعيل خارطة الطريق اليمنية، صارت جاهزة، بقي الإذن بالإعلان، ومنصات تصدير النفط سوف تصبح آمنة، ورواتب موظفي الشمال ستدفعها السعودية، وستُفتَح كل المصالح، إلّا مصلحة الوطن.

اكتشف الأحرار أن هذا العالم صار "أصمًا" لا يسمع إلاّ صوتًا واحدًا اسمهُ "الفيتو"، ما حاجة البشرية في هذا الكون أن تنادي إنْ كان صوتها لا يسمعهُ أحد..

وصَدَقَ الناظم إذْ يقول:

لقد أسمعتَ لو ناديتَ حيًّا

ولكن لا حياةَ لِمَن تُنادي

يبدو أن العالم صناعة الصوت الواحد، هذا الفيتو المقيت، كذبة الغرب الكبرى.

قيل إن قرار الجمعية العمومية في القانون الدولي غير مُلزم، إذن ذهب تصويت 121 دولة على قرار هدنة إنسانية هباءً منثورًا.

ولما اعترض صوت واحد في مجلس الأمن على وقف النار في غزّة صار ساري المفعول، وذهبت 13 صوتًا هباءً أيضًا.. "امتنعت بريطانيا".. لقد صار الفيتو صوت الحرب، عطّل حركة العالم، قيّد الإنسانية، إنّهُ الفيتو الحاكم، لا ديمقراطية، لا حرية، لا حقوق إنسان، كلمة الفيتو فحسب، "لا صوت يعلو فوق صوت الفيتو"، هو القرار المستبد، والحاكم الديكتاتور أحال بَرْد الشتاء إلى نار ومحرقة في غزّة وكل أنحاء فلسطين، لكن ثَبَتَ الحقّ وظهر وبان، وفُضِحَ الباطل ودُمِغَ على رؤوس الأشهاد.

وإنما رجلُ الدنيا وواحدُها

مَنْ لا يُعَوِّلُ في الدنيا على رَجُلِ

((والله غالبٌ على أمرهِ ولكن أكثر الناس لا يعلمون)).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى