> الكثير من الناس تتحدث عن العمل على استعادة الدولة الجنوبية، وفي نفس الوقت يعملون بجدية وبدون كلل على تدمير مختلف المؤسسات الوطنية، دون أن يدركوا أن الدولة التي يقولون أنهم يعملون على استعادتها، هي مجموع المؤسسات الوطنية التي يقومون بتدميرها، لأن الدولة -أي دولة- هي عبارة عن مؤسسات وطنية يجب العمل على بنائها بطرق سليمة وآمنة ووطنية أيضًا، لأن تلك المؤسسات الوطنية، هي الدولة الوطنية المكلفة بحماية حقوق الشعب، وحماية الوطن من أي عدوان خارجي أو تآمر داخلي.

وهي أيضًا في نفس الوقت المسؤولة عن تحقيق متساوٍ للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للمواطنين. لذلك فإننا ندعو كل وطني جنوبي شريف إلى العمل على استعادة بناء مؤسسات الدولة الوطنية الجنوبية، تمهيدًا لاستعادة الدولة الوطنية الجنوبية، وإن الأنانية والذاتية والتعصب المناطقي، وتمكين الجهلة من تولي مسؤولية إدارة مؤسسات الدولة، تشكل خطرًا يهدد بل ويعمل على تعطيل العمل على استعادة الدولة الوطنية الجنوبية، لأن الوطن ملك لكل أبنائه، ويجب أن تتاح الفرص للمؤهلين من أبناء الجنوب تولي مسؤولية إدارة شؤون المؤسسات الوطنية. وأن المسؤولية ليست حكرًا على أصحاب الثقة، على حساب أصحاب المؤهلات والخبرة، في بناء مؤسسات الوطن، سعيًا لاستعادة الدولة الوطنية الجنوبية المطلوبة، والذي أجمع كل أبناء الجنوب دون استثناء، على أهمية وضرورة استعادتها.

إن المؤسسة العسكرية الوطنية الجنوبية أي الجيش الوطني الجنوبي، وكذا مؤسسة الأمن الوطني الجنوبي، بالإضافة إلى المؤسسات الاقتصادية والخدمية هما الركيزة الأساسية، لاستعادة الوطن والدولة.