الإمارات تقترب من التشغيل الكامل لمحطة براكة النووية

> أبوظبي "الأيام":

> ​اقتربت الإمارات من إعطاء الضوء الأخضر للتشغيل الكامل لمفاعلات محطة براكة النووية، التي تعتبر من الأكبر على مستوى العالم، مما يترجم إستراتيجية الحكومة في تعزيز مزيج الطاقة النظيفة.

وأتمت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية الثلاثاء عملية تحميل الوقود في المفاعل الرابع ضمن محطات براكة وفق متطلبات اللوائح المحلية وأعلى المعايير العالمية استعدادا لتشغيله في العام المقبل. وجاءت الخطوة بعد صدور رخصة تشغيل المحطة الرابعة للذراع التشغيلية للمؤسسة، شركة نواة للطاقة، من قبل الهيئة الاتحادية للرقابة النووية.

وقالت المؤسسة في بيان أوردته وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية إن "تحميل الوقود يعد خطوة مهمة نحو التشغيل الكامل لمحطات براكة الأربع التي تعد أكبر مصدر منفرد للكهرباء النظيفة في منطقة الشرق الأوسط".

وتنتج المحطات الثلاث في براكة التي تم تشغيلها على نحو تجاري خلال ثلاث سنوات أكثر من 30 تيراواط في الساعة من الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية على مدار العام.

وفور تشغيل المحطة الرابعة تجاريا، ستعمل على رفع إجمالي قدرة إنتاج الكهرباء النظيفة في محطات براكة إلى 5.6 غيغاواط. وستوفر المحطة أكثر من 40 تيراواط من الكهرباء النظيفة لشبكة كهرباء الإمارات سنويا، وهو ما يعادل 25 في المئة من احتياجاتها، إلى جانب الحد من ملايين الأطنان من الانبعاثات الكربونية، السبب الرئيسي لظاهرة التغير المناخي.

وتسعى الحكومة الإماراتية إلى دعم إنتاج الكهرباء من المصادر النظيفة مع تعزيز أمن الطاقة على مدار الستين عاما المقبلة، حيث ستقوم محطة براكة بدور محوري لتحقيق أهداف الحياد المناخي بحلول 2050.

وتقوم محطات براكة بدور محوري في تسريع عملية خفض البصمة الكربونية في قطاع الطاقة في الدولة، ولاسيما خفض البصمة الكربونية للصناعات الثقيلة والقطاعات التي يصعب فيها ذلك. وبدأت الأعمال الإنشائية في المفاعل الرابع في سبتمبر 2015، بعد ثلاث سنوات من المفاعل الأول، وتواصل العمل بأمان وثبات منذ ذلك الحين.

وتشير التوقعات إلى أن المحطة ستكون أكبر مساهم في خفض الانبعاثات الكربونية لقطاع الطاقة والمياه في أبوظبي بنسبة 50 في المئة، علاوة على إنتاج أكثر من 85 في المئة من الكهرباء الصديقة للبيئة في الإمارة الخليجية الثرية. ويؤكد هذا الأمر على القدرات الكبيرة للطاقة النووية في إنتاج كميات وفيرة من الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية.

وذكرت المؤسسة أن فرق التشغيل في محطات براكة ستقوم بتنفيذ برنامج شامل للاختبارات، قبل بداية تشغيل مفاعل المحطة الرابعة، حيث تجري كافة الاختبارات تحت الإشراف المستمر للهيئة الاتحادية للرقابة النووية.

وأوضحت أنه بعد ربط المحطة الرابعة بشبكة كهرباء الدولة ستواصل فرق التشغيل عملية رفع مستويات الطاقة في المفاعل تدريجيا، والتي تعرف باسم “اختبار الطاقة التصاعدي".

وبموجب هذه العملية ستتم مراقبة واختبار كل مرحلة من مراحل الاختبار بشكل مستمر حتى الوصول إلى الحد الأقصى لإنتاج الكهرباء، والذي يعقبه التشغيل التجاري للمحطة وفق المتطلبات التنظيمية المحلية وأعلى معايير السلامة والجودة العالمية.

ومع بدء تشغيل المحطة الرابعة كما هو مخطط، ستركز إستراتيجية المؤسسة على تعزيز استثمارات الدولة في الطاقة النووية، والتعاون مع الشركاء الرئيسيين لاستكشاف واختيار التكنولوجيا المناسبة لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء النظيفة.

وفي إطار هذه الإستراتيجية أطلقت المؤسسة مؤخرا "البرنامج المتقدم لتقنيات الطاقة النووية”، الذي يهدف إلى تطوير واستخدام أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في الطاقة النووية.

ومع اقتراب محطات براكة من التشغيل الكامل تركز المؤسسة جهودها على تقييم أحدث التقنيات في مجالات المفاعلات المصغرة والمفاعلات الأصغر حجما، لإنتاج البخار والهيدروجين والأمونيا، بالإضافة إلى الحرارة المستخدمة في العمليات الصناعية.

ومن أجل ذلك تتعاون مؤسسة الإمارات للطاقة النووية مع الشركاء المحليين لتحديد سبل استخدام هذه التقنيات المتقدمة، ومع الشركاء حول العالم لاختيار التكنولوجيا والتعاون على تنفيذ المشاريع المرتبطة بها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى