هآرتس.. واصفاً ميزانية 2024 بـ “حقل ألغام”.. وزير المالية الإسرائيلي: أموال ائتلافي خط أحمر

> «الأيام» القدس العربي:

> الجدية والمصداقية ميزتان حرجتان لإدارة سياسة اقتصادية مسؤولة. للأسف، لا يملك وزير المالية سموتريتش لا هذه ولا تلك. وآخر مثال هو معالجته لضريبة المشروبات المحلاة؛ فمع إقامة الحكومة ألغى – وفقاً لمطلب الأحزاب الحريدية– الضريبة المفروضة في عهد الحكومة السابقة التي استهدفت تقليص المرض المنطوي على شرب المشروبات المحلاة. في الأسابيع الأخيرة، أخفقت علاقات سموتريتش مع الحريديم وأساساً مع آريه درعي رئيس “شاس”، بسبب رفض درعي تأجيل الانتخابات للسلطات المحلية. يعتقد سموتريتش أن فرص المرشحين من حزب “الصهيونية الدينية” في الانتخابات تتضرر بسبب الحرب، كون بعضهم يخدم الآن في الاحتياط – بخلاف أناس “شاس”، الذين يخدمون أقل في الاحتياط. “شاس” عارضت فجأة يوم الجمعة الأخير، وتبين أن ضريبة المشروبات المحلاة تعود وفقاً لمسودة مرسوم نشرته وزارة المالية.

للحظة قصيرة، كان يمكن الاعتقاد بأن سموتريتش استخدم المنطق السليم، وفهم بأن إلغاء الضريبة يمس بالصحة وبمداخيل الدولة على حد سواء، بل وأثرى شركات إنتاج المشروبات التي لم تسارع إلى دحرجة الربح إلى المستهلك، وعليه صحا وقرر إعادة الضريبة، ولكن سرعان ما تبين أن الأمر ليس سوى مباراة إنزال أيدي بينه وبين درعي. وأعلن سموتريتش بالأمس أن “النشر صدر بالخطأ” وأنه لا يعتزم إعادة ضريبة السكر. ولم يحصل هذا إلا بعد أن فهم من درعي بأنه سيوافق على تأجيل انتخابات السلطات المحلية مدة شهر، بل وسيؤيد ضخ أموال ائتلافية أخرى إلى المستوطنات.

بدلاً من أن يتخذ سموتريتش سياسة اقتصادية عاقلة ذات أهداف مهمة – مثل تخفيض مستوى المرض وإيجاد مصادر لتمويل كلفة الحرب الهائلة، يستخدم الصندوق العام كي يحقق أهدافاً سياسية. لا غرو أنه لم يجتز نسبة الحسم في الاستطلاعات الأخيرة.

إن انعدام جديته ومصداقيته انكشف أيضاً في ما قاله في احتفال تمديد ولاية محافظ بنك إسرائيل في بداية الأسبوع؛ فقد قال سموتريتش عن ميزانية الدولة للعام 2024: “نقف على مفترق طرق يتطلب منا اتخاذ قرار فيما إذا كنا سندخل حقل الألغام هذا المتعلق بسلم الأولويات وبضرورة إشعال نار الخلاف، أم سنجد سبيلاً للقفز عنه وإيجاد سبيل للنجاعة لتقليص النفقات وزيادة المداخيل وعمل هذا في مجال الإجماع.

هذا عويل لفظي لا أساس له ويعبر عن خطه: إذا ما لمستم أموالي الائتلافية فسأمس بأموركم المهمة. وهكذا يجد تعبيره سوء فهم الوظيفة المركزية للحكومة – أن تقرر سلم أولويات. ولاية سموتريتش تدهور اقتصاد إسرائيل.

أسرة التحرير

 هآرتس

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى