عمليات التوريد وتجارة التجزئة تعاني تبعات تجنب السفن عبور البحر الأحمر

> ​لوس انجليس "الأيام" رويترز:

>
يسارع فريق من شركة «بيسِك فن» للألعاب يشرف على شحنات بحرية لمخصصة لمتاجر تجزئة مثل سلسلة «وولمارت» الأمريكية للسوبر ماركت لتغيير مسار تلك البضائع بعيداً عن البحر الأحمر وقناة السويس بسبب هجمات الحوثيين.

وتقول مصادر في قطاع اللوجستيات أن شركات توريد لمتاجر كبرى شهيرة مثل «إيكيا» و»هوم ديبوت» و»أمازون» وشركات تجزئة أخرى حول العالم تقوم بالشيء نفسه في وقت تعاني فيه الشركات من تبعات أكبر تعطل لحركة الشحن البحري منذ الفوضى التي أحدثتها جائحة كوفيد-19 في سلاسل الإمداد العالمية.

وقال غاي فورمان، الرئيس التنفيذي لشركة «بيسِك فَن» للألعاب، ومقرها فلوريدا، في مقابلة عبر الهاتف من مكتبه في هونغ كونغ أن إن الشركة عادة تشحن كل المنتجات المتجهة إلى أوروبا من مصانعها في الصين عبر قناة السويس وهو الطريق الأسرع لنقل السلع بين المنطقتين.

وتستخدم نحو ثلث بضائع سفن الشحن العالمية هذا الطريق التجاري. ومن المتوقع أن يضيف تحويل مسار السفن حول الطرف الجنوبي للقارة الأفريقية ما يصل إلى مليون دولار أخرى للوقود لكل رحلة ذهابا وإيابا بين آسيا وشمال أوروبا.
وتنفذ حركة الحوثي هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ في البحر الأحمر انطلاقا من اليمن لإظهار الدعم لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية «حماس» التي تقاتل إسرائيل في قطاع غزة وهي هجمات قلبت خطط الشحن العالمية رأساً على عقب. ويعمل فريق «بيسِك فَن» الآن خلال أيام العطلة لإرسال ألعاب من الصين إلى موانئ في بريطانيا وروتردام عبر الطريق الأطول وهو طريق رأس الرجاء الصالح في أقصى جنوب القارة الأفريقية.

كما غيرت الشركة مسار بعض سفن البضائع المتجهة إلى موانئ على الساحل الشرقي للولايات المتحدة من قناة السويس إلى قناة بنما، المتضررة أصلا من موجة جفاف أبطأت حركة الشحن فيها، كما حولت مسار شحنات أخرى متجهة للساحل الغربي عبر الطريق المباشر الذي يقطع المحيط الهادي.

وقال فورمان «سيستغرق الأمر وقتاً أطول وسيتكلف أكثر» مشيراً إلى أن تكلفة الشحن لبعض السلع من الصين إلى بريطانيا زادت لأكثر من المثل إلى نحو 4400 دولار للحاوية منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في أكتوبر.

ولا يزال وضع قناة السويس سريع التغيير. وتسعى شركات شحن كبرى مثل «ميرسك»و«سي.إم.إيه-سي.جي.إم» لاستئناف العبور في القناة بمرافقة عسكرية في البحر الأحمر.

ويرى مايكل ألدويل، نائب الرئيس التنفيذي لشركة «كينا + نايجل» السويسرية للوجستيات الشحن البحري أن أكبر تأثير للأمر سيتكشف على مدى الأسابيع الستة المقبلة.

وقال «لا يمكنك في لحظة» إعادة ترتيب الشحن العالمي متوقعا أن تتسبب عمليات تحويل المسار في نقص في مساحات تحميل السفن المطلوبة ووجود حاويات شحن فارغة مطلوبة للصادرات من الصين عالقة في المواقع الخطأ وارتفاع مؤشرات سعر النقل في الأجل القصير ارتفاعا حاداً».

وفقا لتقديرات منصة الشحن «زينتا»، تبلغ تكلفة شحن حاوية بسعة وحدة مكافئة لأربعين قدماً من الشرق الأقصى للبحر المتوسط «بعد التصعيد» في المنطقة 2320 دولاراً مقابل 1865 دولاراً في أوائل ديسمبر/كانون الأول وشحن حاوية من الصين لبريطانيا «بعد التصعيد» 1625 دولاراً مقابل 1425 دولاراً للحاوية قبل ذلك.

وقال بيتر ساند، كبير المحللين في «زينتا»، أن تلك الأسعار لا تشمل ارتفاع رسوم المخاطر «الاستثنائية» وكذلك لا تشمل «استرداد التكلفة في حالات الطوارئ» التي قد تتراوح بين 400 دولار وألفي دولار للحاوية.
تظهر بيانات شركة «كينا أند نايجل» أنه حتى يوم الأربعاء الماضي تم تحويل مسار ما يقرب من 20 بالمئة من أسطول سفن الحاويات العالمي، أي نحو 364 ناقلة حاويات ضخمة قادرة على حمل ما يزيد قليلا عن 2.5 مليون حاوية، بسبب هجمات البحر الأحمر.

وقالت شركتا «ميتسوي إو.إس.كيه لاينز» ونيبون يوسن»، وهما أكبر شركتي شحن يابانيتين، إن سفنهما التي تتعامل مع إسرائيل تتجنب منطقة البحر الأحمر وإنهما تواصلان مراقبة الموقف عن كثب لاتخاذ قرار بشأن الخطوات المقبلة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى