في غزة: “نهاية العالم” ومقبرة أطفال وأفلام رعب.. ولإلياهو وشركائه: هل حققتم “حلمكم النووي”؟

> «الأيام» القدس العربي:

> منذ نشر الالتماس الذي قدمته جنوب إفريقيا لمحكمة العدل الدولية في لاهاي، تركز النقاش العام في إسرائيل، سواء حقاً أو للتسلية، على الفصل الذي يفسر تصريحات قاتلة لشخصيات عامة في إسرائيل، بدءاً بنتنياهو وبن غفير وانتهاء بكوبي بيرتس ويانون ميغل. في مكان ما في الطريق، تم التنازل عن الانشغال بالفصل المهم والأطول، الذي لا يتعلق بالتصريحات بل بالأفعال؛ أفعال إسرائيل في غزة في الأشهر الأخيرة. إن اختيار الانشغال بالتصريحات يناسب روح العصر التي تفضل التركيز على الاستعراض بدلاً من البدء في مواجهة الواقع نفسه. من الأفضل تجاهل تصريحات مزعجة لعميحاي الياهو والياهو يوسيان في الإنترنت، وهكذا أيضاً إبعاد أنفسنا عنهما، والتطرق للكارثة التي تحدث في غزة. الياهو ويوسيان ستارة الدخان التي منحتنا القدرة على عدم رؤية الكارثة.

 أمام تصريحات كثيرة لحقيرين في الوظائف الرسمية، ثرثروا بها، بات جزء من الالتماس حول الوضع في غزة يوفر إطلالة مخيفة على الواقع الذي تم تجنيد كل وسائل الإعلام لإخفائه عنا، والذي يفضل معظم الجمهور الإسرائيلي عدم رؤيته. موظفون إنسانيون قدامى خدموا في مناطق حروب وكوارث في أرجاء العالم، أشخاص شاهدوا الكثير، قالوا إنهم “لم يروا شيئاً يشبه ما يشاهدونه الآن في غزة”، جاء في الالتماس وكانت بعض ردودهم. “نهاية العالم”، “جهنم”، “حرب كل شيء فيها غير مسبوق”.

 حسب الالتماس، يقتل في غزة يومياً أكثر من 115 طفلاً. “هذه مقبرة أطفال”، قال المتحدث بلسان اليونسيف جيمس الدار. “نسبة الأطفال من إجمالي القتلى 20 في المئة في معظم النزاعات، أما هنا فالنسبة 40 في المئة. يُقتل كل ساعة اثنتان من الأمهات، كان العدد عند تقديم الالتماس حوالي 20 ألف قتيل. أصبح الآن 23 ألف قتيل وآلاف المفقودين. معظم المستشفيات انهارت، والقليل المتبقي منها يوصف بأنه “مشاهد من فيلم رعب. وفي ظل غياب الدواء ومواد التعقيم، يتم بتر الأعضاء بدون مناص وبدون مخدر وعلى ضوء المصابيح. يعالج المرضى على أرض قذرة. الجروح التي تتعفن مغطاة بالذباب والدود. أطفال موتى بسبب الإسهال وانخفاض الحرارة”.

 حسب منظمة الصحة العالمية، فإن 93 في المئة من سكان القطاع يعانون من الجو، نسبة النقص في الأمن الغذائي هي الأعلى تصنيفاً في العالم، منذ أن تم البدء في استخدام مؤشر الأمن الغذائي في 2004. ولا وجود للمياه أما الأمهات الوالدات فلا يمكنهن إرضاع الرضع بسبب نقص التغذية، فيضطررن لإعداد الطعام بمياه ملوثة.

 تم تدمير حوالي 355 ألف بيت، أي 60 في المئة من مساكن القطاع. “حجم تدمير الشقق والمستشفيات والمدارس والمساجد والمخابز ومنشآت المياه ومياه المجاري والكهرباء… يهدد بجعل استمرار وجود الفلسطينيين في غزة غير محتمل”، أعلن عشرات الممثلين في الأمم المتحدة في تشرين الثاني الماضي.

 حسب أقوال مقدمي الالتماس، فإن “الأطباء والمراسلين والمعلمين والأكاديميين قتلوا بمعدل غير مسبوق”. قتل حتى الآن 311 طبيباً وأعضاء في الطواقم الطبية، و103 صحافيين؛ أي 73 في المئة من عدد الصحافيين الذين قتلوا في العام 2023. وقتلت إسرائيل أيضاً بعض الأكاديميين المعروفين، من بينهم بروفيسورات في الطب والهندسة والأدب حتى. “لم تعد هناك كلمات تصف ما يحدث”، قال رئيس وكالة غوث وتشغيل الفلسطينيين “الأونروا” فيليب لازاريني.

 التخيل النووي للوزير عميحاي إلياهو يعد حلماً، في حين أن الكارثة التي تحدث في غزة حقيقة بدرجة لا تصدق.

 بدلاً من الهرب إلى الجزء الذي تعرض فيه على الملأ أفضل المجانين عندنا، من الجدير التوقف لحظة عن الفصل الذي يصف الواقع الهستيري الذي يحدث بجانبنا. يبدو أنه المضاد الأكثر فعالية للخيال المسموم الذي يتم اقتباسه في الفصل التالي.

 يوعنا غونين

 هآرتس

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى