تفاصيل الضربة الأمريكية البريطانية على معسكرات الحوثيين

> «الأيام» غرفة الأخبار:

>
  • 5 قتلى خلال 73 ضربة من البحر والجو تركز جلها على الحديدة وصنعاء وتعز
  • الإعلان عن الغارات مسبقا يشعل سخرية المواطنين
> قال متحدث عسكري باسم جماعة الحوثيين إن 73 ضربة أمريكية بريطانية أدت إلى مقتل خمسة من مسلحي الجماعة وإصابة أخرين.

وشنّت الولايات المتحدة وبريطانيا فجر الجمعة ضربات على أهداف في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين، ردًّا على استهدافهم سفنًا تجارية في البحر الأحمر.


وبحسب مصادر، فإنه: "جرى استهداف عدة مواقع عسكرية هامة كقاعدة الديلمي الجوية في صنعاء، كما جرى استهداف 10 مواقع بالحديدة شملت معسكر القوات الجوية ومحيط مطار الحديدة بـ3 غارات جوية، بالإضافة إلى مخازن أسلحة ومسيرات جوية وبحرية، وقواعد إطلاق صواريخ، ومنصات اطلاق المسيرات.

  • واشنطن:الضربات ضد صنعاء دفاعية والتدخل العسكري بالمنطقة بات ضروريا
أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أن الضربات التي نفّذتها الولايات المتحدة وبريطانيا ضد الحوثيين فجر الجمعة تعد "دفاعية" محذّرًا من إجراءات أخرى في حال واصلت الجماعة مهاجمة سفن في البحر الأحمر.

وشدد بايدن الذي يسعى للفوز بولاية رئاسية جديدة في نوفمبر على أن التدخل العسكري الأميركي الأخير في المنطقة كان ضروريًا نظرًا إلى أن الهجمات الحوثية "تعرّض حرية الملاحة في أحد الممرات المائية الأكثر حيوية في العالم للخطر".

وقال في بيان إن "هذه الهجمات عرّضت عناصر أميركيين وبحارة مدنيين وشركاءنا والتجارة للخطر وشكّلت تهديدًا لحرية الملاحة".

وأضاف "لن أتردد في إصدار توجيهات بمزيد من الإجراءات المباشرة لحماية شعبنا و(ضمان) حرية الحركة للتجارة الدولية عند الحاجة".

وذكر بايدن بأن الضربات أعقبت 27 هجومًا "غير مسبوق" على سفن في الممر البحري الدولي "بما في ذلك استخدام صواريخ بالستية مضادة للسفن للمرة الأولى في التاريخ".


بدوره، أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الذي يواجه مطالبات بالاستقالة بعدما أخفى عن بايدن مسألة نقله إلى المستشفى مؤخرا أن الضربات تهدف إلى "عرقلة وإضعاف" قدرة الحوثيين على استهداف الملاحة الدولية.
وأفاد في بيان أن "ضربات الجمعة استهدفت مواقع على صلة بمسيّرات الحوثيين وصواريخ بالستية وأخرى من طراز كروز وقدرات الرصد الساحلي والاستطلاع الجوي".

وأفاد كبار المسؤولين الأميركيين بأن بايدن شعر بأنه مجبر على التحرّك بعد هجوم حوثي كبير في التاسع من يناير عندما اضطرت القوات الأميركية والبريطانية لإسقاط أكثر من 20 صاروخًا ومسيرة.
وقال مسؤول في إدارة بايدن "لولا هذه المهمة الدفاعية نحن متأكدون بأن سفنًا كانت ستُضرب ويتم إغراقها حتى، بما في ذلك سفينة تجارية مليئة بوقود الطائرات".

وأفاد بيان بايدن بأن الضربات الجوية استهدفت بـ"نجاح" مواقع تابعة للحوثيين لكن مسؤولين أميركيين لفتوا إلى أن تقييم الأضرار الناجمة عنها ما زال جاريًا.

إلا أن مسؤولًا رفيع المستوى في إدارة بايدن قال للصحافيين إن الضربات كانت "كبيرة" وتشير التوقعات إلى أنها "ستضعف بشكل كبير قدرات الحوثيين".
لكن لم يتضح بعد، إن كانت ستردع الحوثيين على المدى البعيد، علمًا بأنهم ما زالوا يسيطرون على أجزاء من اليمن على الرغم من الحرب الأهلية والعملية العسكرية للتحالف بقيادة السعودية.

لكن المسؤول أشار إلى تحذير بايدن من إجراءات إضافية مضيفًا "هناك احتمال كبير بألا يكون ذلك آخر ما يقال في هذه المسألة".
وقال متحدث عسكري باسم الحوثيين إن 73 ضربة أدت إلى مقتل خمسة من مقاتلي الحركة وإصابة ستة. وأضاف أن تلك الهجمات لن تمر "دون رد ودون عقاب" وأن الحركة ستواصل استهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل.

وذكرت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين عبر موقعها الإلكتروني بأن "عدوانًا أميركيًّا بمشاركة بريطانية" يستهدف مواقع في العاصمة صنعاء ومدن أخرى.

وأشارت القناة إلى أن الضربات طالت "قاعدة الديلمي الجوية" الواقعة في جوار مطار العاصمة صنعاء، و"محيط مطار الحديدة، مناطق في مديرية زبيد، معسكر كهلان شرقي مدينة صعدة، مطار تعز، معسكر اللواء 22 بمديرية التعزية، والمطار في مديرية عبس".

وأظهرت مقاطع مصوّرة تمّ تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، انفجارات تضيء السماء وأصوات دويّ قوي وهدير طائرات.


وكُتب على أحدها أنها ضربات تستهدف قاعدة الديلمي الجوية، فيما كان مصوّر المقطع يقول إنه يُظهر "الضربة الصاروخية التي شُنّت قبل قليل".

وفي بيان مشترك، أعلنت الولايات المتحدة وأستراليا والبحرين وكندا والدنمارك وألمانيا وهولندا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبيّة والمملكة المتّحدة، أنّ "هدفنا يبقى متمثّلًا في تهدئة التوتّر واستعادة الاستقرار في البحر الأحمر".

وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في بيان "على الرغم من التحذيرات المتكرّرة للمجتمع الدولي، واصل الحوثيّون تنفيذ هجمات في البحر الأحمر، مرّة أخرى هذا الأسبوع ضدّ سفن حربية بريطانيّة وأميركيّة"، مضيفا "هذا لا يمكن أن يستمرّ (...) لذا اتّخذنا إجراءات محدودة وضروريّة ومتناسبة دفاعا عن النفس".

إلا أن الضربات، وهي الأولى على الأراضي اليمنية منذ عام 2016، تمثل دليلًا لا يمكن إنكاره على ما تجده واشنطن من صعوبات لاحتواء تداعيات الحرب بين إسرائيل وحماس في الشرق الأوسط منذ اندلاع شرارتها في أكتوبر. وعلى الرغم من أن واشنطن قالت إنه لا توجد لديها نية لتصعيد التوترات فقد توعد الحوثيون بالرد على أي هجوم.

وقال آندرياس كريج من جامعة كينجز كوليدج في لندن "الخوف هو أن هذا قد يتصاعد"، محذرًا من احتمال جر السعودية والإمارات أيضًا إلى المواجهة.

وأعربت السعودية، في بيان بعد الضربات، عن "قلق بالغ" في أعقاب الضربات التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على مواقع عدة في اليمن، داعية إلى "ضبط النفس" ومشددة في الوقت نفسه على "أهمية الاستقرار" في منطقة البحر الأحمر.

وقال مصدر حكومي أمس الجمعة إن إيطاليا رفضت المشاركة في الضربات الأمريكية البريطانية ضد جماعة الحوثي في اليمن، موضحًا أن روما تفضل انتهاج سياسة "التهدئة" في البحر الأحمر.

وقال المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه بسبب حساسية الأمر، إن الحكومة كانت ستحتاج إلى الحصول على موافقة البرلمان للمشاركة في أي عمل عسكري، ما يجعل الموافقة السريعة مستحيلة. واتهمت الولايات المتحدة إيران بالتورط عملياتيًا في هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، وتوفير القدرات العسكرية والاستخباراتية لتنفيذها.

مدته ساعة.. هجوم أمريكي بريطاني يستهدف مواقع في 6 محافظات يمنية
مدته ساعة.. هجوم أمريكي بريطاني يستهدف مواقع في 6 محافظات يمنية

وقال مسؤول أميركي كبير للصحافيين "نعتقد أن إيران متورطة بالتأكيد في كل مرحلة" من هجمات الحوثيين.
وجرى تنفيذ الضربات عن طريق طائرات وسفن وغواصات. وقال مسؤول أميركي آخر إنه تم استهداف أكثر من عشرة مواقع وإن الضربات كانت تهدف إلى إضعاف القدرات العسكرية للحوثيين ولم تكن رمزية فقط.

وقال مسؤول عسكري أميركي "كنا نستهدف قدرات محددة للغاية في مواقع محددة للغاية باستخدام ذخائر دقيقة".

ورحب جمهوريون بارزون في الكونجرس بهذه الخطوة، بينما عبر البعض في الحزب الديمقراطي الذي ينتمي له بايدن عن القلق إزاء احتمال تورط الولايات المتحدة في حرب أخرى.
وقال السناتور الأميركي روجر ويكر العضو الجمهوري الأبرز بلجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ في بيان "هذه الضربة جاءت متأخرة شهرين، لكنها خطوة أولى جيدة نحو استعادة الردع في البحر الأحمر".

وجاءت الضربات في أعقاب خطوات دبلوماسية وعسكرية أخرى كان المسؤولون الأميركيون يأملون في أن توقف هجمات الحوثيين دون أن يذهب الأمر باتجاه إشعال صراع جديد.

ووجهت روسيا أمس الجمعة انتقادات حادة للولايات المتحدة وبريطانيا بسبب تنفيذهما الضربات العسكرية في اليمن وقالت موسكو إنها أدت إلى تصعيد التوتر في أنحاء الشرق الأوسط وأظهرت تجاهلًا تامًا للقانون الدولي.
كما طلبت روسيا عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لبحث هذه المسألة.

وندد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الجمعة بالرد "غير المتناسب" على القصف الأميركي والبريطاني ضد المتمردين الحوثيين في اليمن.
وقال الرئيس التركي أن "كل هذه التصرفات تشكل استخدامًا غير متناسب للقوة"، متهمًا الغرب بالرغبة في "إحداث حمام دم في البحر الأحمر".

وفي المقابل، حملت فرنسا الحوثيين مسؤولية التصعيد في الشرق الأوسط، وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إنه "من خلال هذه الأعمال المسلحة، يتحمل الحوثيون مسؤولية ثقيلة للغاية عن التصعيد الإقليمي"، في إشارة إلى أسابيع من الهجمات على السفن المرتبطة بإسرائيل.

ومن جانبها، قالت وزيرة الخارجية البلجيكية حاجة لحبيب الجمعة إن بلجيكا تعمل مع شركائها في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لاستعادة الأمن في منطقة البحر الأحمر.
وأضافت في تغريدة لها على موقع إكس إن "الهجمات المستمرة التي يشنها الحوثيون تشكل خطرًا حقيقيًّا على استقرار المنطقة وتمثل تصعيدًا لا يفيد أحدًا".

وأعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك تأييد حكومة بلادها للضربة العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا وحلفاء آخرين على الحوثيين في اليمن.

وانتقدت بيربوك الحوثيين، قائلة إنهم يهددون بأعمالهم العدائية أمن الملاحة البحرية الدولية المدنية، ويشكلون خطرًا على التجارة العالمية، ويعرضون حياة البشر للخطر بلا اعتبار. وأضافت أنهم "يساهمون بذلك في زعزعة استقرار وضع إقليمي متوتر بالفعل"، وطالبت الحوثيين "بوقف هذه الهجمات فورا".

وإثر الضربات، توعّد نائب وزير الخارجيّة في حكومة الحوثيّين حسين العزي بالردّ، قائلًا "تعرّضت بلادنا لهجوم عدوانيّ واسع من سفن وغوّاصات وطائرات حربيّة أميركيّة وبريطانيّة (...) يتعيّن على أميركا وبريطانيا الاستعداد لدفع الثمن باهظا".
ومن جانبه، توعد المتحدث باسم جماعة الحوثي اليمنية محمد عبدالسلام، بالرد قائلًا عبر منصة إكس "عدوان أميركي بريطاني سافر تعرضت له الجمهورية اليمنية حماية لإسرائيل، ولوقف عمليات اليمن المساندة لغزة، وقد ارتكبوا حماقة بهذا العدوان الغادر".

وأضاف أنهم "مخطئون إن فكروا أنهم سيردعون اليمن عن مساندة فلسطين وغزة، فاليمن مستمر في موقفه الديني والإنساني، وسيظل إلى جانب غزة بكل ما يستطيع، ولن يزيده هذا العدوان إلا صلابة وقوة".

وتابع "لا مبرر أبدًا لهذا العدوان على اليمن، فلم يكن من خطر على الملاحة الدولية في البحر الأحمر والعربي، والاستهداف كان وسيبقى يطال السفن الإسرائيلية أو تلك المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة". وقبل ساعات من هذه الضربات، أكّد زعيم المتمرّدين عبدالملك الحوثي أنّ أيّ هجوم أميركي "لن يكون أبدًا من دون ردّ".

ويأتي ذلك بعد أسبوع على تحذير وجّهته 12 دولة بقيادة الولايات المتحدة للحوثيين من أنهم سيواجهون عواقب في حال مواصلة استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر، أحد أهم الممرّات المائيّة للتجارة العالميّة.

وخلال الأسابيع الماضية، شنّ الحوثيّون أكثر من 25 عمليّة استهداف لسفن تجاريّة يشتبهون في أنّها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئ إسرائيلية، قرب مضيق باب المندب الاستراتيجي عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر، تضامنًا مع الفلسطينيين.

وكان آخرها استهداف الحوثيين "سفينة أميركية كانت تقدّم الدعم لإسرائيل"، مستخدمين أكثر من 20 طائرة مسيّرة وصاروخًا فوق البحر الأحمر، أسقطتها القوات الأميركية والبريطانية، فيما وصفته لندن بأنه "أكبر هجوم" ينفّذه الحوثيون منذ بدء حرب غزة.

وشكلت واشنطن تحالفًا دوليًا في ديسمبر - أطلِق عليه اسم "عملية حارس الازدهار" - لحماية الملاحة البحريّة في المنطقة التي يتدفق من خلالها 12 بالمئة من التجارة العالمية.
ثم حذّرت 12 دولة بقيادة الولايات المتحدة الحوثيين في الثالث من يناير من "عواقب" ما لم يوقفوا فورًا الهجمات على السفن التجارية.

ودعا مجلس الأمن الدولي في قرار الأربعاء إلى وقف "فوري" لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر، مطالبًا كذلك كلّ الدول باحترام حظر الأسلحة المفروض عليهم.

ويبدو أنّ النقطة التي أفاضت الكأس بالنسبة إلى الحلفاء الغربيّين جاءت في وقت مبكر الخميس، عندما قال الجيش الأميركي إنّ الحوثيّين أطلقوا صاروخًا بالستيا مضادًا للسفن على ممرّ شحن في خليج عدن.
وتسبّبت الهجمات المكثّفة في تحويل شركات الشحن مسار سفنها للالتفاف حول رأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا، ما أثار مخاوف من تضرّر الاقتصاد العالمي.

لكنّ الضربات الغربيّة تهدّد بتحويل الوضع المتوتّر أصلًا في الشرق الأوسط إلى نزاع أوسع نطاقًا يضع الولايات المتحدة وإسرائيل في مواجهة إيران وحلفائها الإقليميّين.

واعتبر نشطاء يمنيون أن الإعلان المسبق من قبل أمريكا عن الضربات ضد أهداف حوثية.. فرصة منحتها واشنطن جماعة الحوثي لاتخاذ إجراءات احترازية ضد أي غارات تستهدفهم.

وقال النشطاء بأن القوات الأمريكية أعلنت منذ أيام نيتها عن ضرب أهداف جماعة الحوثي في اليمن وكأنها تطلب منهم الاختباء جيدًا ونقل أسلحتهم إلى أماكن آمنة حتى لا تصيبهم الغارات، وهذا لم يحدث في تاريخ الهجمات الأمريكية، منوهين إلى الضربات الأمريكية وطريقتها والإعلان المسبق عنها ينبأ بأن خلف الأمر سيناريو آخر سيطبق في اليمن.

ولفت ناشطون إلى أن الأهداف الحساسة كالموانئ والمعسكرات الساحلية التي تنطلق منها الهجمات على السفن في البحر الأحمر وباب المندب لم تستهدف وكلما جرى استهدافه هي مواقع قصفت خلال السنوات الماضية لأكثر من مرة كقاعدة الديلمي بصنعاء ومطار الحديدة المدمر أصلًا، حسب قولهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى