نتنياهو يضاعف الضغوط على قطر: لن أسحب كلماتي

> "الأيام" وكالات:

> ​كثف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الضغط على قطر السبت للإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة، قائلا إنه ينبغي للدوحة أن تستخدم نفوذها لدى حركة حماس باعتبارها مستضيفة وممولة لها على حد وصفه. وقال نتنياهو للصحافيين “أنا لا أسحب كلماتي”، وذلك ردا على سؤال عن تعليقات له غير معلنة ذكر فيها أنه لا يرغب في شكر قطر على توسطها وأنه يعدّها “مثيرة للمشاكل”

ويرى مراقبون أن إخراج نتنياهو لما قاله في السر وتبنيه يظهر أن الهدف منه الضغط على قطر من أجل أن تظهر موقفا واضحا تجاه حماس وأن تضغط عليها من أجل إطلاق سراح الرهائن بدلا من معاملتها كحركة مبجلة، حيث يحصل قادتها على الحظوة والظهور الإعلامي. وكان نتنياهو قد قال متحدثا عن قطر خلال اجتماع في وقت سابق من هذا الأسبوع مع عائلات رهائن إسرائيليين “ليست لديّ أيّ أوهام بشأنهم.. لديهم الوسائل للضغط (على حماس)، لماذا؟ لأنهم يمولونها”.

ولام نتنياهو الولايات المتحدة التي تتابع عن كثب تفاصيل الوساطة، ويبدو أنها فشلت في إيجاد صيغة لإطلاق سراح الرهائن. وأضاف أن دور الوساطة القطرية يُعدّ “إشكاليّا”، معبّرا عن خيبة أمله تجاه واشنطن لعدم ممارسة المزيد من الضغوط على الدوحة التي تستضيف قادة حماس. وأشار إلى أن الأميركيين أثاروا حنقه في الآونة الأخيرة “لتجديدهم اتفاق تمديد الوجود العسكري الأميركي في قاعدة العديد بقطر لمدة عشر سنوات أخرى”، واعتبر أنه كان بالإمكان الاستفادة من هذه الصفقة للضغط على قطر.

وأعرب المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري عن “استنكار شديد” لتصريحات نتنياهو واعتبر أنها “غير مسؤولة ومعرقلة للجهود المبذولة لإنقاذ أرواح الأبرياء”، مضيفا أنه إذا تبينت صحتها “فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي يعرقل ويقوض جهود الوساطة، لأسباب سياسية ضيقة بدلا من إعطاء الأولوية لإنقاذ الأرواح”.

ويعتقد المراقبون أن تصريحات نتنياهو يمكن أن تكون مدخلا لحملة سياسية وقانونية ضد قطر إذا لم تسر في الطريق الذي تريده إسرائيل بالضغط على حماس ودفعها إلى إطلاق سراح الرهائن سريعا. ولاحقا سيكون هدف إسرائيل الضغط أيضا لمطالبة الدوحة بطرد قادة حماس الموجودين على أراضيها وعلى رأسهم إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة.

واتهم وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش الخميس قطر بأنها "مسؤولة" عن الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر. وكتب الوزير الذي يترأس حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف عبر منصة إكس أن "قطر دولة تدعم الإرهاب وتموله"، مضيفا أن الإمارة "عرابة حماس ومسؤولة إلى حد بعيد عن المجازر التي ارتكبتها حماس بحق مواطنين إسرائيليين". وتابع "ثمة أمر واضح: قطر لن تشارك بأيّ شكل من الأشكال في ما سيجري في غزة بعد الحرب".

وأبدت إسرائيل منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر الماضي غضبا من استضافة قطر حركةَ حماس وأرسلت إشارات في أكثر من مرة بشأن مسعاها للانتقام بتصفية قادة الحركة الذين يتواجدون بشكل رئيسي في الدوحة.

وتبدو قطر في وضع مركب، فهي من ناحية حليفة للولايات المتحدة، وتسعى لتقديم خدمات لإدارة جو بايدن لإظهار تأثيرها الإقليمي مثل استضافة حركة طالبان ولعب ورقة حماس، والإخوان في فترة سابقة، وفي نفس الوقت تبدو ميالة أكثر لجماعات الإسلام السياسي، وحاضنة لبعض رموزها، وتفتح لهم وسائل إعلامها. وهذا الوضع المركب لا شك أنه لا يرضي إسرائيل، ولا تقبل به إذا تعلق بأمنها القومي وعلاقتها بحماس، ما يجعل قطر هدفا للحملات الإسرائيلية.

وبينما حرصت قطر عبر الإعلام التابع لها على إظهار التواصل مع الإسرائيليين كأمر عادي فرضته الوساطة التي تقودها لوقف الحرب على غزة، يرى محللون أن التنسيق على مستوى أجهزة المخابرات وتنقل وفد من الموساد إلى الدوحة، بدلا من الخارجية الإسرائيلية، يعكسان عمق العلاقات ومدى الثقة المتبادلة بين الطرفين التي لا يمكن أن تكون قد تعززت خلال فترة الوساطة.

ورغم أنها كانت سبّاقة في إنشاء علاقات تجارية مباشرة مع إسرائيل سنة 1996، إلا أن قطر اختارت عدم التفاعل مع التغيرات الحاصلة في المنطقة، ولم يقتصر الأمر على مجرد الإبقاء على سرية علاقاتها بل تجاوزت ذلك لشن حملة عبر أذرعها الإعلامية - وخاصة قناة الجزيرة – بهدف شيطنة الدول المطبعة.

لكن المفارقة أن الموساد الذي يتنقل أفراده بشكل مكوكي بين الدوحة وتل أبيب، هو نفس الجهاز الذي أوكلت إليه الحكومة الإسرائيلية مهمة تصفية قيادات حماس التي يقيم زعيمها إسماعيل هنية ورئيس فريقها السياسي خارج فلسطين خالد مشعل في الدوحة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى