الفقيد عبدالله أحمد بن أحمد.. رمز النضال الجنوبي الساطع

>
في حياة هذا الرجل، الذي يوزن بمعيار الوطنية التي لا تدنسها شائبة، نماذج من البطولة والشموخ والإباء في سفر التكوين الملحمي الجنوبي بما يجعله في صدارة الصانعين للمشهد الجنوبي، من مرحلة الكفاح المسلح طريق الوصول الذي اختطته ثورة 14 أكتوبر 1963م، لنيل  الاستقلال الوطني التام والناجز في 30 نوفمبر 1967م، والانتقال من شرعية الثورة الى شرعية الدولة.

ربما كان في زهرة شåبابه حينها لكن الأحداث الكبرى لا تقاس بالعمر وإنما بالمقدرة على صنعها واجتراحها، فساهم في العمل الفدائي النضالي، انطلاقًا من منطقته (النسري) بحالمين مصنع الرجال كما نعرف، مع ذلك الرعيل المتقدم في الثورة والنضال حتى نيل الاستقلال.

عبدالله أحمد
عبدالله أحمد
ليكون أحد أبرز القيادات العسكرية والسياسية في جيش الجمهورية الفتية التي كانت فنارًا مضيئًا في جنوب الجزيرة العربية بمواصفات عصرها وزمنها ومنطق التاريخ حينها، رغم الصعوبات والمزالق التي واجهتها تلك الدولة أواقترفها بعض رجالاتها.

وبنظرة متأنية لمآثر الفقيد اللواء الركن د.عبدالله أحمد بن أحمد في تجربة بناء الدولة والجيش في الجمهورية الفتية سنراه قد خلف سيرة نضالية زاخرة بالعطاءات الكبيرة والكثيرة سياسيًا وعسكريًا وحزبيًا حتى لكأن لحظات الراحة في حياته معدودة و قصيرة. فمن لحظات البدء بتأسيس الجيش حامي الحياض السيادية للوطن ومواكبة ذلك حتى تكتمل هيئة وجبروت المؤسسة العسكرية، إلى التدرج في المناصب العسكرية والحزبية، إلى التأهيل والبناء المعرفي والعلمي كجزء أساسي من بناء الإنسان في الوطن ليكون الفقيد الغالي من تلك الكوكبة المتقدمة الحائزة على أرفع الشهادات العلمية من جامعات بمستوي أكاديمية لينين للعلوم العسكرية بموسكو.

 وعندما ذهبت قيادة الجنوب إلى الوحدة مع الشمال في مايو 1990م، دون دراسة معمقة وواعية لعمل مصيري أودى بتجربة الجنوب للسقوط في فخ التآمر عليها، كان على رأس المستهدفين الأخ المناضل اللواء الركن د.عبدالله أحمد بن أحمد ، وكاد أن يلقى وأسرته مصيرًا مأساويًا في صنعاء على أيدي فرق الموت الفاشية، ولكن عناية الله كانت حاضرة، ليشترك بعد ذلك في معركة الدفاع عن الجنوب في وجه العدوان الشمالي في صيف العام 1994م، والذي انتهى باحتلال الجنوب في 7/7/1994.

وعندما غادر المناضل د.عبدالله أحمد بن أحمدقسرًا إلى أوروبا ومن بريطانيا تحديدًا، تمثل قضية وطنه المحتل وجعلها حاضرة في المحافل الأوروبية والعالمية وعمل على تأسيس حركة (تاج) وشارك في تأسيس (موج) المعارضتين للاحتلال الشمالي للجنوب، وكان مثابرًا في إيصال صوت الجنوب المغيب إلى الأوساط البرلمانية والدبلوماسية والحكومات المختلفة.

وكثيرًا ما كنا نستمع إليه وهو يطل من مختلف القنوات العالمية أوعبر قناة الجنوب التي أسسها ليحيى في الضمير العالمي القضية العادلة للجنوب، ويبث في صدور المواطنين الجنوبيين الهمة والعزيمة للثورة على الاحتلال. وهذا ما تحقق بعد عناء السنين.

رحم الله الفقيد المناضل الكبير اللواء الركن د.عبدالله أحمد بن أحمد وأسكنه فسيح جناته. إنا لله وإنا إليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى