الفنان آي ويوي: الرقابة المفروضة على المؤيدين لفلسطين في الغرب تشبه الصين في عهد ماو

> «الأيام» القدس العربي:

>
شبّه الفنان الصيني المعارض الشهير آي ويوي، المعروف بدعمه للقضية الفلسطينية، الرقابة المفروضة على الأصوات المؤيدة للفلسطينيين في الغرب بالقمع السياسي خلال عهد الزعيم ماو تسي تونغ، عندما تم نفيه وهو رضيع مع عائلته خلال الخمسينات والستينات، ووضع والده الكاتب والشاعر في معسكرات العمل الشاق، وإجباره على العمل مزارعا في ما سمي حينها بـ”الثورة الثقافية” لماو.

وجاءت تصريحات الفنان ردا على سؤال في مقابلة مع “سكاي نيوز” البريطانية حول إلغاء معرضه في لندن في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بعد أن نشر منشورات ناقدة للعدوان الإسرائيلي على غزة، وتم اتهام الفنان حتى بـ”معاداة السامية” بسببها.

وجاء في منشور للفنان الصيني، الذي تم حذفه بعدها، على حسابه على منصة “إكس” أن “الشعور بالذنب تجاه اضطهاد الشعب اليهودي” قد انتقل إلى العالم العربي.

وقال أيضا إن “الجالية اليهودية لها تأثير قوي في وسائل الإعلام والمالية والثقافة في الولايات المتحدة، وإن الدعم العسكري السنوي الذي تقدمه أمريكا لإسرائيل بقيمة 3 مليارات دولار يعني أن البلدين لديهما مصير مشترك”.

وأكد الفنان الذي لجأ إلى أوروبا، وهو مقيم حاليا في البرتغال، أنه تلقى إخطارا من المعرض بأن معرضه “تم إلغاؤه فعليا بسبب تغريدتي”.

ونُقل عن ممثل للفنان قوله إنه تم أيضًا إلغاء ثلاثة معارض أخرى، في معرض ليسون في نيويورك وغاليري ماكس هيتزلر في باريس وبرلين.

وقال الفنان في بيان، حينها: “إذا كانت الثقافة شكلاً من أشكال القوة الناعمة، فإنها تمثل أسلوباً من أساليب العنف الناعم يهدف إلى خنق الأصوات”.

وأضاف أن “كلامه ليس موجها إلي فقط، بل إلى الثقافة الأوسع لمجتمع يفتقر إلى نظام المناعة الروحي. عندما لا يستطيع المجتمع تحمل الأصوات المتنوعة، فإنه يتأرجح على شفا الانهيار”.

وفي حواره مع تريفور فليبس (الرئيس السابق للجنة المساواة البريطانية) على “سكاي نيوز” قال الفنان: “يصبح المجتمع خجولًا للغاية، لدرجة أنه يتجنب حقًا أي نوع من الاستجواب أو الجدل”.

وأضاف: “لقد نشأت وسط هذه الرقابة السياسية الشديدة.. وأدرك الآن، اليوم في الغرب، أنكم تفعلون الشيء نفسه تماما”.

وانتقد الفنان أيضا في المقابلة الرقابة المفروضة على الجامعات في الولايات المتحدة وأوروبا، ووسائل الإعلام، التي تستهدف الأصوات المؤيدة للفلسطينيين. لحملات قمع في حرم الجامعات، والتي شهدت تصاعدًا في الغرب منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر.

وقال آي: “أعتقد أن هذا أمر مؤسف للغاية، أن يحدث ذلك في الغرب، على نطاق واسع في الجامعات، وفي وسائل الإعلام، وفي كل مكان.. في الجامعات أو القطاع السياسي – في كل مكان – لا يمكنك التحدث عن الحقيقة.”

من هو آي ويوي؟

آي ويوي يبلغ من العمر 66 عاما ومعروف بتعليقاته السياسية ونشاطه في قضايا حقوق الإنسان.

هو فنان معاصر ومخرج وثائقي وناشط اكتسب شهرة عالمية بعد انتقاده العلني لموقف الحكومة الصينية بشأن الديمقراطية وحقوق الإنسان.

ولد في بكين عام 1957، ونشأ في معسكرات العمل في شمال غرب الصين بعد نفي والده آي تشينغ، وهو شاعر مناهض للنظام.

وفي عام 2011، ألقي القبض عليه في بكين بدعوى “ارتكاب جرائم اقتصادية”، واحتجز لمدة 81 يوما دون توجيه تهمة له.

ويعد الفنان واحدا من أكثر المعلقين السياسيين صخبا في الصين ويستخدم أشكال الفن الصيني لعرض القضايا السياسية والاجتماعية.

وهو أيضًا مدافع معروف عن حقوق الإنسان وقد أعرب جهارًا عن دعمه للشعب الفلسطيني.

وفي عام 2016، قام بتصوير فيلم وثائقي بعنوان “التدفق البشري” في غزة حول أزمة اللاجئين العالمية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى