صنعاء وطهران تؤسسان لصراع طويل مع واشنطن في اليمن

> «الأيام» غرفة الأخبار:

>
​يستعد الحوثيون ومن خلفهم إيرانيون لمواجهة طويلة مع الولايات المتحدة وحلفائها في البحر الأحمر، بغضّ النظر عن مسار الحرب بين "إسرائيل" وحماس.

وبحسب تقرير نشرته "وكالة بلومبيرج" أمس، تقوم جماعة الحوثي بتعزيز قدراتها العسكرية والدفاعية لمواصلة مهاجمة السفن حول الممر المائي الحيوي، وفقا للعديد من الأشخاص المطّلعين على الوضع، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، لمناقشة هذه المسائل الحساسة.

وقالوا إن الخطوات تشمل تحصين مخابئ جبلية لإطلاق صواريخ أكثر فعالية وموثوقية، واختبار سفن مسيّرة فوق وتحت الماء.

وأوضح التقرير أن المملكة العربية السعودية، التي تقع على الحدود مع اليمن، وقاتلت الحوثيين معظم العقد الماضي، تشعر بالقلق بشكل خاص من أن الجماعة قد تحاول تخريب كابلات الإنترنت الرئيسية، التي تمتد على طول قاع البحر، وفقًا لمستشار القيادة السعودية، الذي لم يرغب في الكشف عن اسمه. لا توجد حتى الآن اقتراحات لخطة من هذا النوع، أو فيما إذا كان الحوثيون لديهم الوسائل اللازمة لتنفيذها.

بدأ الحوثيون مهاجمة الشحن البحري في البحر الأحمر، في شهر نوفمبر الماضي، ظاهريًا كوسيلة للضغط على "إسرائيل" لإنهاء حربها في غزة ضد حماس، التي تدعمها إيران أيضا.

في البداية، قالوا إنه سيتم استهداف السفن التي لها علاقات مع "إسرائيل" فقط، على الرغم من أنه لم يمضِ وقت طويل قبل أن يجري ضرب السفن التي لديها روابط ضعيفة بالدّولة اليهودية.
وساعدت الهجمات في دفع أسعار النفط إلى الارتفاع بأكثر من 8 ٪ هذا العام، مع اقتراب سعر برنت من 85 دولارا للبرميل، وقلبت التجارة عبر جنوب البحر الأحمر.

يتولى الممر المائي عادة حوالي 30 ٪ من حركة الحاويات العالمية، ويشهد مرور أكثر من 1 تريليون دولار من البضائع كل عام.
ردت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، منذ منتصف يناير، بضربات جوية ضد الأصول العسكرية للحوثيين، بما شمل قاذفات الصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي والرادارات.

يقول البنتاجون إن قدرات الجماعة ضعفت نتيجة لتلك الضربات، وبدأت عملية بحرية تقودها الولايات المتحدة للقيام بدوريات وتأمين البحر الأحمر في ديسمبر، وعززتها، هذا الأسبوع، عملية للاتحاد الأوروبي بقيادة اليونان.

يسعى الحوثيون وإيران إلى انتزاع تنازلات غربية لا علاقة لها بالصراع بين "إسرائيل" وحماس، كما قال رشاد العليمي، الذي يرأس الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، التي يعارضها الحوثيون.
وأشار إلى أن تخفيف العقوبات عن إيران والاعتراف السياسي بجماعة الحوثي قد يكونان من بين هذه المطالب.

وقال العليمي: "هذا حلم استراتيجي لإيران"، خلال حلقة نقاش في مؤتمر ميونيخ للأمن، في نهاية الأسبوع الماضي.

وقالت مها يحيى، مديرة مركز كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت: "الحوثيون والإيرانيون مارسوا نفوذًا معينًا على التجارة الدولية، وأدركوا قوة هذه الأداة.
وأضافت: "هذا يعني أنهم لن يستسلموا بسهولة".

ويؤكد التقرير أن الحوثيين لتحقيق هذه الغاية، عززوا مواقعهم، خلال الأسابيع القليلة الماضية، في ثلاث مناطق جبلية، وفقًا لما ذكره الأشخاص، الذين تحدثوا بهذه المعلومات لصحيفة "بلومبرج"، بناءً على معلومات استخباراتية تم جمعها بشكل أساسي من أفراد على الأرض.

وقالوا إن الحوثيين حفروا المزيد من الخنادق والأنفاق في جبال محافظة حجة، شمال غرب صنعاء، الواقعة على الحدود السعودية، والمطلة على البحر الأحمر، وكذلك حول القمم الداخلية.

وتستخدم هذه المواقع النائية والوعرة لإخفاء مخزونات الصواريخ، في حين أن المرتفعات الجبلية، التي يزيد ارتفاعها عن 6500 قدم (2000 متر) تسمح باستهداف السفن في البحر، بما فيها تلك التي في خليج عدن، وحتى في بحر العرب، وفقًا لأربعة أشخاص مطلعين على تحركات الحوثيين الأخيرة.

وقالت الولايات المتحدة مرارًا إن الحوثيين، الذين جرى إضافتهم إلى قائمة واشنطن للمنظمات الإرهابية الشهر الماضي، لم يكونوا قادرين على تنفيذ هجماتهم في البحر الأحمر، ومواصلتها دون دعم تقني وعسكري واستخباراتي من الحرس الثوري الإسلامي الإيراني، الذي يتواجد عناصره في اليمن.

يعمل مئات العناصر والخبراء من الحرس الثوري الإيراني، والمليشيات المتحالفة معه، على مساعدة الحوثيين في هجماتهم على البحر الأحمر، وفقًا لمصادر أمنية سعودية ويمنية، وقتل بعضهم في الضربات الأمريكية والبريطانية الأخيرة، بحسب "وكالة بلومبيرج".

ونفت إيران أي مشاركة لها في الهجمات على الشحن، إلا أنها أشادت بالحوثيين لتضامنهم مع حماس.
وأشار الرئيس جو بايدن إلى أن الولايات المتحدة ستواصل ضرب الحوثيين مهما استغرق الأمر، لإنهاء سيطرتهم على الشحن في البحر الأحمر.

لن يكون من السهل تحقيق ذلك دون استفزاز جماعة الحوثي للقيام بعمل أكثر عدوانية، بما في ذلك مهاجمة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، كما فعلت قبل الهدنة، أو المخاطرة بمواجهة مباشرة مع إيران.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى