> «الأيام» غرفة الأخبار:
قال الخبير الاقتصادي فيليب بيلكنغتون، إن الضربات الأمريكية والبريطانية ضد الحوثيين غير فعالة، وتثير غضب الحوثيين وتزيد نزعتهم العدوانية.
وعلى الرغم من ذلك، تأتي هذه الضربات في الوقت الذي تزداد الأزمة في منطقة البحر الأحمر سوءًا وتأزمًا.
ففي وقت سابق من الأسبوع الجاري، ضرب الحوثيون سفينة البضائع البريطانية "روبيمار" بصاروخٍ مضاد للسفن، مما أدى إلى التخلي عنها.
وتُظهِر الصور أنها نصف مغمورة في المياه، وبالتالي فمن المرجح أنه سيتعين إغراقها. وهذه هي أول سفينة يدمرها الحوثيون بالكامل.
- ساحة اختبار
وقال الكاتب: "بات من الواضح الآن بشكل متزايد أن البحر الأحمر يتحول إلى ساحة اختبار للأسلحة الإيرانية الجديدة، وحقق الحوثيون بالفعل هدفهم في فرض حصار بحريّ فعال في المنطقة. وانخفضت أحجام شحن الحاويات والبضائع عبر المنطقة بنسبة 80 % تقريبًا منذ بداية العام، مما يدل على أن الأسلحة الجديدة تستفز استجابة السفن الأمريكية والبريطانية".
وأشار الكاتب إلى أن هناك سفنًا صينية وإيرانية في المنطقة تُراقب الوضع، وتجمع بلا شك معلومات لا تُقدَّر بثمن عن أنظمة الدفاع الغربية يمكن استخدامها في صراعٍ مستقبلي.
ويثير ذلك تساؤلًا عن سبب تدخل الأمريكيين والبريطانيين بالطريقة التي يتبعونها. ولماذا يمنحون خصومهم هذا النوع من المعلومات؟ يُفترض أنهم يبررون وجودهم والضربات على اليمن على أنها تضر بقدرة الحوثيين على استفزاز السفن التجارية، لكن البيانات ببساطة لا تُظهر ذلك.
وتابع الكاتب "يمكننا النظر إلى 3 فترات رئيسة منذ بدء الهجمات: الفترة الأولى من 19 نوفمبر إلى 17 ديسمبر التي هاجم فيها الحوثيون السفن التجارية دون أي تدخل من القوات البحرية الغربية، والفترة الثانية من 18 ديسمبر إلى 11 يناير التي شكَّلَت فيها القوات البحرية الغربية تحالف حارس الازدهار، إذ استعانت بسبل الدفاع الجوي البحري لحماية سفن الشحن في المنطقة، والفترة الثالثة (من 12 يناير إلى الآن) التي انتقلت فيها القوات البحرية الغربية من موقف دفاعي إلى موقف هجومي، وبدأت الضربات الصاروخية والجوية على اليمن".
- ضربات غير ذات جدوى
بناءً على ذلك، يخلص الكاتب إلى أن الضربات الأمريكية والبريطانية أثبتت أنها غير ذات جدوى، فهي تثير وحسب غضب الحوثيين وتزيد نزعتهم العدوانية، بالإضافة إلى ذلك حقيقة أن تلك الضربات تزوِّد الخصوم بمعلوماتٍ استخباراتية حول أنظمة الدفاع البحري الغربية، مما يثير تساؤلات جدية حول حكمة العمل العسكري.
لماذا يواصل القادة الغربيون تسديد هذه الضربات على الرغم من كل الأدلة التي تُظهر أن لها تأثيرًا معاكسًا تمامًا؟ يتساءل الكاتب ويقول: إن السبب المرجح هو ما يمكن أن نطلق عليه جوازًا اسم "ضرورة الفعل".