الخطيئة الأولى للمرأة..

> ما دفعني الى كتابة هذا المقال سببان؛ أولهما اطلاعي على ماورد في كثير من المواقع الإلكترونية من أن الامام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور احمد الطيب في برنامجه الرمضاني ( الامام الطيب ) في العام 2023  وضح أن القرآن برأ حواء من وصمة الخطيئة الأولى التي لصقت بها أنها أغوت آدم عندما استجابت لوسوسة الشيطان،  وكانت سببا في طردهما من الجنة. وقد أسعدني جدا هذا التأكيد  لحقيقة كنت قد تطرقت اليها في أكثر من مناسبة.

أما السبب الثاني هو الاحتفال باليوم العالمي للمرأة والذي يصادف 8 مارس من كل عام.
فقد ساد الاعتقاد على مدى التاريخ الإنساني، وترسخ في الوعي المجتمعي عبر الأزمنة المختلفة وكأنه حقيقة لا جدال فيها أن (حواء) هي مصدر الخطيئة والاثم؛ حيث أغوت آدم وحرضته على عصيان ربه في الجنة، والأكل من الشجرة المحرمة التي نهاهما الله عن أكل ثمارها.

 جاء القرآن الكريم  صريحا وواضحا في تحديد مسؤوليتهما المشتركة في عصيان الأمر الإلهي، مثل الآية  36 من سورة البقرة ( فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه... ) جاء الخطاب بصيغة المثنى، مشيرا اليهما معا ( آدم وحواء )،  بل أن الآية 120 من سورة طه جاءت مشيرة الى المسؤولية المباشرة لآدم في ارتكابه خطأ الاصغاء لحديث الشيطان ( فوسوس اليه الشيطان قال يا آدم  هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ....  ) ثم يظهر أن الشيطان عاود الوسوسة لهما معا كما يتبين من الآية 20 من سورة الأعراف (فوسوس لهما الشيطان) ثم أن نتائج العصيان ظهرت عليهما معا ( فبدت لهما سوأتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة ...) وطلب آدم من ربه أن يتوب عليه، فغفر له زلته، ومع ذلك جرت عليهما عقوبة عصيان الأمر الإلهي بالخروج من الجنة والنزول الى الأرض، حيث الشرور والمعاصي والآثام والأمراض والموت.

وضعت المرأة في أدنى مكانة، ونظر اليه نظرة احتقار، وفقدت أهليتها وحقوقها الإنسانية، وأصبحت لدى بعض الحضارات والمجتمعات القديمة متاعا يباع ويشترى، ولا يحق لها التملك أو الإرث، بل اعتبرت رجس من عمل الشيطان؛ وربما كانت صورة الشيطان الذي ظهر في صورة حية تسللت الى الجنة لإغواء حواء من أهم الصور الرمزية التي تشير الى دور حواء المباشر في الخطيئة الأولى بعصيان الرب. كما يبدو أن الأديب الإنجليزي وليم شكسبير قد أستوحى أحداث رائعته ( ماكبت ) من فكرة أن المرأة هي مصدر الخطيئة والشر، حيث تجري أحداثها بتحريض الليدي ماكبت لزوجها  بقتل الملك من أجل الاستيلاء على السلطة واعتلاء العرش. وقد أستجاب الزوج لاغواء زوجته وقتل الملك، وكانت نهايتهما مأساوية.

  عاقب الرجل المرأة - بحكم قوته البدنية ودوره في توفير المأكل والمشرب للأسرة -  مستغلا ضعفها الجسماني، وتركيبتها البيولوجية، ليوضع من العادات والتقاليد الموروثة قوانين ملزمة، مستندا على بعض التفسيرات الخاطئة للتشريعات السماوية، ليحقق مصالحه الخاصة، وليحجم دورها، ويحرمها من كافة حقوقها كانسان شريك في المسؤولية التي حملها الله للناس كافة ذكورا واناثا لعمران الأرض وعبادة  الخالق، ولها حقوقا وواجبات كالرجل تماما.

ورغم كل ما مرت به المرأة من صعاب في الماضي، فان تطور الفكر،

 وتداعيات الأحداث تبشر بمستقبل فضل.

وكل عام وكل نساء الأرض بخير!




> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى