الشائعات.. كوابيس لا تتوقف عن ملاحقة اليمنيين

> عدن «الأيام» رشيد سيف:

>
اليمنيون على الإنترنت مع غياب القوانين "غنم بلا راعي"
> تقنيات ووسائل دفاع للحد من تدفق الشائعات في اليمن

> وسع الصراع المسلح بين الفرقاء اليمنيين منذ سنوات طوال، من انتشار الشائعات التي انعكست وأثرت على حياة اليمنيين، وخاصة النساء.

يقول الملهم والثوري السياسي نيلسون مانديلا، رئيس جنوب أفريقيا 1994-1999:"الشائعات هي أخطر سلاح يمكن استخدامه ضد أي شخص"، من هذه المقولة ندرك أن الشائعات منذ زمن بعيد هي أداة البشرية غير السوية ولها انعكاسات وتأثيرات مختلفة على حياة المجتمعات ومع انتشار الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، اتسع أفقها الفردي والجماعي والمنظم الحزبي والسياسي في اليمن بشكل خاص.

وأدت هذه السهولة الرقمية التي أصبح يمتلكها الجميع بالإضافة إلى تسبب الحرب والأزمة الاقتصادية بخلق حالة من عدم اليقين والخوف لدى الناس إلى انتشار الشائعات والمعلومات المضللة على نطاق واسع، مما يشكل تهديدًا خطيرًا على المجتمع والمرأة بصفة خاصة وهي تتدفق بطرق مختلفة أولها النشر الذاتي المتعمد الرامي لتحقيق مكاسب شخصية أو سياسية، أو لإثارة الرأي العام على الأقل وفي اليمن غاب الوعي الرقمي وزادت الشائعات بمعنى أن الأعضاء العاديين يمارسون النشر المضلل بلا هدف وبلا تحقق وأغلبيتهم لا يمتلكون خبرة ومعرفة بعالم الإنترنت.

ووفقًا لخبراء رقميون تعد أخطر أشكال تدفق الشائعات، تلك المتمثلة في النشر المنظم أي ذلك الذي يصلنا جميعا من خلال حسابات وهمية وأسماء مستعارة تكون غالبا "مدفوعة" من طرف للتحرش وتسليط الرأي العام على طرف آخر وهذا شائع في اليمن كثيرا بسبب الصراع وآخر مصادر التدفق وسائل الإعلام والمواقع والصفحات الإلكترونية بسبب غياب الرقابة المهنية والحكومية وعدم وجود قوانين وقواعد تنظم النشر عبر الإنترنت في اليمن.

وبلا شك، تعد منصات التواصل الاجتماعي من أكثر الوسائل التي تساهم في انتشار الشائعات والمعلومات المضللة وذلك لأن هذه المنصات سهلة الاستخدام وسريعة الانتشار وغير مكلفة ويمكنها الوصول إلى عدد كبير من الأشخاص لذا أضرارها أكبر على المجتمع ككل والمرأة بشكل خاص وتتسبب في زعزعة الثقة في المؤسسات والأفراد ونشر الخوف والقلق بين الناس وتقويض الديمقراطية والحريات والإضرار بصحة المرأة الجسدية والنفسية وتقيد حركتهن وتعرضهن لضغوط مختلفة وخاصة الفاعلات على المستوى الاجتماعي والرقمي.

والشائعات التي تستهدف المرأة اليمنية تكون في الغالب متعلقة حول العلاقات أو الأخلاق وأكثرها عن العمل مع المنظمات واستغلالهن.

ومن أمثلة ذلك انتشار شائعات حول استغلال المنظمات للفتيات اليمنيات وأن المنظمات تسعى لإفساد أخلاق المرأة اليمنية وهذا بالتأكد عرض الكثيرات لانتهاكات لفظية وجسدية ومعنوية كثيرة وضيق من حرياتهن وقدراتهن.

ومن نماذج تأثير الشائعات على المرأة في اليمن قصة الممثلة اليمنية "انتصار الحمادي" والتي لا تزال معتقلة حتى اليوم وتتعرض لانتهاكات مختلفة، حيث كثرت الشائعات بحقها سواء تلك الصادرة عن جماعة الحوثيين أو الأشخاص على مستوى وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وبعض الشائعات تبنى على أسس المناصرة في قضية ما بينما هي تعمق المشكلة أكثر دون علم أصحابها.

وعلاوة على ذلك، تلحق الشائعات التي تستهدف المرأة اليمنية وصمة العار وتعرضهن للمضايقات والعنف الجسدي والجنسي وتحرمهن من الحقوق وتعكس نظرة المجتمع تجاههن وينبذن اجتماعيًا وأسريًا ويحاكمن خارج القانون وخاصة في المناطق القبلية باليمن خلاف الضرر النفسي وعلى المستوى السياسي اليمني تعرقل جهود السلام لأنها تعمل على إثارة التوتر بين الفرقاء.

أما عن تأثير الشائعات على المجتمع، ذاع قبل أشهر شائعة مفادها أن حملة تطعيم لطلاب المدارس ستكون إلزامية دون أن يسبقها أي حملات تثقيف وشملت الشائعة محافظتي تعز وعدن هذه الشائعات أثارت مخاوف الطلاب أولا وخاصة طلاب المراحل الأولى، كما أثارت قلق الأهالي وأحدثت بلبلة كبيرة بينما هي شائعة، حيث دققت منصة "حقيقة" فيها من خلال التواصل بوزارة الصحة وإعلامها في عدن ونفت الأخيرة أي حملات إلزامية أو وجود مخطط لها حينها.

ويعلق سياسيون بين الحين والآخر حول انتشار بعض الشائعات، حيث قال فضل الجعدي، عضو رئاسة المجلس الانتقالي على حائطه الفيسبوكي:"يلعب الإعلام دورًا مهمًا في تشكيل التصور العام من خلال تناول الأحداث والقضايا وله تأثير كبير في صناعة الوعي لدى المتلقي سلبا وإيجابا وهو سيف ذو حدين وتكمن خطورته في نشر الشائعات وزعزعة إيمان الناس وقناعاتهم وبقضاياهم ولذلك لابد للمتلقي فحص ما يصله والتفريق بين النافع والخبيث".

وبحسب المصادر المفتوحة، فأن الشائعات هي حرب نفسية وتكون بدايتها شيقة ومثيرة لفضول الناس ويطرح الخبراء أساليب وآليات تحقق وتدقيق عديدة منها التحقق من مصدر المعلومة والتأكد من أنه موثوق إلى جانب التحقق من المحتوى والبحث عن أي أخطاء أو تضارب في المعلومات والتحقق من توقيت نشر المحتوى، والتأكد من أنه حديث بالإضافة إلى التحقق من الصور والفيديوهات.

ومن أجل الحد من تزايد انتشار الشائعات، يوصي رقميون وخبراء على أهمية تكثيف سبل مكافحة الشائعات والمعلومات المضللة من خلال

توعية الناس بخطورة الشائعات والمعلومات المضللة، وكيفية التحقق من المعلومات والتحقق من المحتوى المتداول قبل مشاركته، وذلك من خلال استخدام الأساليب والآليات المذكورة سابقًا والأهم الإبلاغ عن الشائعات والمعلومات المضللة.

أما عن الحلول للحد من الشائعات ينصح الخبراء بتعزيز ثقافة التحقق من المعلومات وتعزيز ثقافة التحقق من المعلومات لدى الناس، وذلك من خلال التوعية والتدريب وتطوير آليات التدقيق والتحقق وسن قوانين تجرم نشر الشائعات والمعلومات المضللة و إنشاء هيئة وطنية لمكافحة الشائعات و إنشاء قاعدة بيانات للأخبار الكاذبة والشائعات، بحيث يتم تحديثها باستمرار بالمعلومات الصحيحة ويمكن أيضا التعاون مع وسائل التواصل الاجتماعي لإزالة المنشورات التي تنشر الشائعات ومن أهم الحلول التي أطرحها أنا في هذه المقالة هي دعم وتشجيع وتأهيل منصات التحقق من المعلومات وهي كثيرة أصبحت اليوم في اليمن إلى جانب العمل بتجارب الدولة الأخرى كدولة مصر التي أصدرت مؤخرا قانون للحد من الشائعات يقضي بعقوبة وصلت للحبس 5 سنوات، والغرامة التي تصل إلى 20 ألف جنيه، ضد كل من نشر معلومات أو أخباراً أو بيانات أو شائعات على موقع إلكتروني، أو أي شبكة معلوماتية، أو وسيلة تقنية معلومات، بقصد السخرية أو الإضرار بسمعة أو هيبة أو مكانة الدولة، أو أي من مؤسساتها.. يبقى السؤال هل سنرى قوانين مشابهة في اليمن بخصوص الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي وشبكات الإنترنت?

وبحسب باحثون، فأن 800 شخص على الأقل ماتوا حول العالم بسبب معلومات خاطئة متعلقة بفيروس كورونا في الأشهر الثلاثة الأولى من العام 2020، وذلك وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية BBC .

كما أشارت دراسة نُشرت في المجلة الأمريكية لطب المناطق الحارة والنظافة "AJTMH" إلى أن نحو 6 آلاف شخص دخلوا المستشفى نتيجة لمعلومات خاطئة منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي.

ومن أبرز المقولات حول الشائعات: "الشائعات هي سلاح رخيص الثمن يمكن استخدامه لتدمير حياة الناس" و"الشائعات هي أسرع انتشارا من الحقيقة لأنها لا تضطر إلى التوقف والتفكير" .

وبحسب الجزيرة فأن الإشاعة هي تضخيم للأخبار الصغيرة، وإظهارها بصورة تختلف عن صورتها الحقيقية، فهي إذن أخبار موجودة، ولكن إظهارها بصورة مختلفة عن حقيقتها بالتهويل والتعظيم أصبحت «إشاعة». أمّا «الشائعة» فهي أقوال أو أخبار أو أحاديث يختلقها البعض لأغراض خبيثة، ويتناقلها الناس بحسن نية، دون التثبت في صحتها، ودون التحقق من صدقها، بينما الحقيقة هي الأدلة.

وتنصح شبكة الصحفيين الدوليين بالتالي أثناء التحقق من المعلومات في وسائل التواصل الاجتماعي التدقيق في خلفية المصدر على وسائل الإعلام الاجتماعية كالتحقق من مصداقية الشخص وزمن إنشاء الحساب إلى جانب توخي الحذر من الحسابات الجديدة والتركيز على كيفية استخدام الحساب وأصدقاء أو متابعين الحساب وطلب المساعدة في سبيل التحقق من المعلومات.

وقال تقرير الشبكة إنه بالإمكان التحقق من خلال استخدام بعض الطرق مثل البحث العكسي للصور أو البحث عن طريق صور جوجل وأدوات أخرى، مثل أدوات التحقق من الفيديوهات والأخبار وصحة المعلومات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى