الفتوحات الإسلامية

>
فتوحات الأمويين الشرقية:

ويمكن تقسيمها -عند الفتح الإسلامي- إلى عدة أقاليم أو ممالك مستقلة، هي:

1 - إقليم "طخارستان"، ويقع على ضفتي نهر "جيحون". وعاصمة "بلخ".

2 - إقليم "الصغد" ومن أشهر مدنه: "بخارى" وسمرقند".

3 - إقليم "خوارزم". ويشمل على دلتا نهر "جيحون". وعاصمته: مدينة "الجرجانية".

4 - إقليم "الختل" في أعالي نهر "جيحون". وعاصمته مدينة "هلبك". ومن مدنه: "أشجرد" و"الصغانيان".

وكانت هذه الممالك الأربعة تسمى بالممالك "الجيحونية".

5 - إقليم "فرغانة"، على نهر "سيحون". وتعرف اليوم باسم "خوقند".

6 - "إقليم الشاش" على نهر سيحون أيضا، وتعرف اليوم باسم "طشقند" "عاصمة كازاخستان الآن".

ومن مدة هذين الإقليمين الأخيرين: "خجندة" و"إيلاق" و"إسبيجاب".

ومن الجدير بالذكر أن الترك الذين واجههم المسلمون في هذه البلاد - بلاد ما وراء النهر الواقعة بين بلاد إيراه وبلاد المغول- كانوا أجناسا، وكان أول جنس قابلوه هو جنس "الهياطلة" "Heptalirtes"، وكانوا قسمين كبيرين:

1 - قبائل الشمال، وهي التي تسمى في الغالب باسم "الهياطلة"، ويلقب ملكهم بـ "الزونبيل"، وهذا اللقب يقرأ أحيانا "الرتبيل" خطأ.

2 - قبائل الجنوب، وهي التي تسمى بالزابليين، وقد استقروا في إقليم، "زابلستان" "راجع الخريطة"، وأعطوه اسمهم.

ولم يكن "الهياطلة" هم الجنس التركي الوحيد الذي دخل المسلمون في صراع معه في هذه المرحلة من مراحل بنائهم للدولة الإسلامية، بل كان هناك الترك "البختيون"، ويسمون في غير العربية باسم "البكتريين" نسبة إلى إقليم "باكتريا" الذي سكنوه. وعندما دخل المسلمون في صراع مع الترك قاتلوا "البختيين" في نفس الوقت الذي قاتلوا فيه الهياطلة، وكلا الفريقين ينتمي إلى الأتراك "الغزية".

وقد طرق المسلمون هذه البلاد عدة مرات منذ خلافة عثمان بن عفان - رضي الله عنه - "23-35هـ"، وغزاها -في خلافة بني أمية - عدد من القادة المسلمين إلى سنة "86هـ" منهم: عبيد الله بن زياد، وسعيد بن عثمان بن عفان، والمهلب بن أبي صفرة، وولديه: يزيد والمفضل، ولم تسفر حملات هؤلاء القادة عن فتح وقد انعكست الخلافات والانقسامات التي أعقبت موت معاوية بن أبي سفيان من "سنة 60هـ" إلى سنة "72هـ" على الفتوح في هذه المنقطة، وأصبح المسلمون في موقف دفاعي، حيث اغتنم الترك انشغال المسلمين بهذا الخلاف، فكانوا يغيرون على ديار الإسلام، ويحرضون أهل الصلح من البلاد على الثورة، وبلغوا في بعض هجومهم إلى قرب "نيسابور" في خراسان، وفقد المسلمون كثيرًا من المناطق التي كانوا يسيطرون عليها.

"فما أن تمكن عبد الملك بن مروان "65-86هـ" من القضاء على مناوئيه حتى بدأ يولي الفتح الاهتمام الواجب، وكان ولاته على إقليم العراق هم مفتاح النجاح على الجبهة الشرقية، وكان الحجاج بن يوسف الثقفي الذي ولي على العرق والمشرق "سنة 75هـ" ذا فضل كبير بسبب شدته وصرامته في تحقيق قدر كبير من الاستقرار في العراق -ولو ظاهريا- مكن من خروج الحملات العسكرية نحو الأقاليم الشرقية". وقد اضطلع بعبء هذه الفتوح ثلاثة من قادة الحجاج المشهورين، وهم: المهلب بن أبي صفرة الأزدي، وقتيبة بن مسلم الباهلي، ومحمد ابن القاسم الثقفي.

أما المهلب بن أبي صفرة فقد ولاه الحجاج على خراسان سنة "78هـ"، وقام بفتوح واسعة فيما وراء النهر، وغزى مغازي كثيرة، ففتح مدينة "كش" في مملكة "الصغد"، ووجه منها حملة بقيادة ابنه "يزيد" إلى ملك "الختل" واضطره إلى دفع الجزية. كما فتح يزيد قلعة "نيزك" بإقليم "بادغيس" بين "مرو" و"هرات"، وغزا "خوارزم"، واستطاع المهلب وأبناؤه في مدة عامين تقريبا -أن يعيد هيبة المسلمين في المنطقة، وإن كان لم يوفق في إقامة قواعد ثابتة هناك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى