السلام كل لا يتجزأ .. فإن لم يكن كذلك فلن تصمت مدافع الحرب

> مع الأسف تعتقد بعض أطراف الحرب الدائرة في اليمن منذ تسع سنوات؛ بأن التخلي عن مواصلتها والخروج من جحيمها ومن المستنقع الذي أوقعت نفسها فيه؛ أو استدرجت إليه بشكل أو بأخر؛ أو برغبة منها باستثمار اللحظة المنفلتة والمربكة؛ التي أعقبت التطورات التي شهدتها اليمن والمنطقة العربية في عام 2011م، وما تلاه من تطورات؛ والذي أطلق عليه إعلام الغرب وساسته بـ (الربيع العربي).

وأصبحت بعد هذه السنوات مجبرة عن البحث هربًا من تكلفتها الباهظة عن سلام خاص و(ذاتي) بها و لها أولًا؛ وليس مهمًا عندها بعد ذلك إن ساد السلام الحقيقي والشامل لساحة (الجمهورية اليمنية)؛ وهي التي كانت ومازالت ميدانًا لهذه الحرب وبكل نتائجها وتداعياتها الكارثية على حاضر ومستقبل الناس، وعلى شعب الجنوب بشكل أخص؛ وليس مهمًا عند بعض هذه الأطراف أيضًا أن تشارك في صنعه القوى والأطراف الرئيسة الفاعلة في المشهد اليمني العام، ووفقًا لرؤاها وأهدافها وقناعاتها السياسية؛ وبخلفيات مواقفها التاريخية؛ وهي المتقاربة شكلًا في (مجلس القيادة الرئاسي)؛ والمتباعدة والمتناقضة مضمونًا وموضوعيًا.

فبعض هذه الأطراف وهي جزء لا يتجزأ من تحالف دعم (الشرعية)؛ مازالت تواصل البحث عن (السلام) رغم كل التطورات الخطيرة التي طرأت على الأوضاع في اليمن والمنطقة؛ وتجاهل لكل ذلك وكأن شيئًا لم يحصل؛ والذي تسببت به هجمات (الحوثة) على السفن المارة بالبحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي؛ ومآلات ذلك الخطيرة على المنطقة برمتها.

فهي تريد السلام وبأي وسيلة ممكنة ومتاحة؛ تحقق لها (الانسحاب) المريح والمفصل على مقاسها وأهدافها ومصالحها؛ حتى وإن كان على حساب كرامتها ومواقفها المعلنة منذ أول يوم لانطلاقتها؛ وبعد أن دفعت الكثير دون أن تجني ثمار ذلك كما كانت تتوقع؛ وبعد أن تكشفت لها الكثير من الحقائق؛ بل واكتشفت بأن بعض حساباتها قد كانت خاطئة؛ وبأنها بذلك تستطيع التخلص من تبعات ونتائج الحرب وما ينبغي عليها أن تدفعه؛ وستدفعه عاجلًا أم آجلًا.

ولقد سبق لنا الإشارة والتأكيد ولأكثر من مرة؛ بأن السلام مطلب إنساني ووطني ملح لشعبنا الجنوبي أكثر من غيره؛ وهو يتوق لأن يحل عليه السلام العادل والمنصف للجميع؛ والذي به تعاد الأمور إلى نصابها وجوهرها؛ وهي بالنسبة لشعب الجنوب حقه في استعادة دولته الوطنية المستقلة؛ وبما يضمن التعايش والتكامل والتفاهم الأخوي البناء مع الأشقاء في الشمال؛ لأنه لا يوجد ما هو أغلى وأنبل وأسمى من السلام المحقق للأمن والاستقرار والتنمية في اليمن والمنطقة عمومًا؛ وبغير ذلك فلا سلام قادم؛ ولا تنمية مأمولة؛ ولا تعايش يمكن حدوثه قريباً؛ طالما بقي البحث عن السلام (الخاص) بكل طرف؛ وعلى حساب الأطراف الأخرى؛ وعلى حساب الحق والتاريخ والمعطيات الماثلة اليوم على صعيد الواقع المعاش؛ لأن من يقفز على كل ذلك أملًا بنتائج ترضيه؛ إنما يخدع نفسه قبل غيره بكل تأكيد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى