الصين وروسيا تنتزعان من إيران حصانة لسفنهما من هجمات الحوثيين

> «الأيام» العرب:

> وافقت جماعة الحوثي على استثناء السفن التابعة لكل من الصين وروسيا من هجماتها التي تشنّها في البحر الأحمر تحت يافطة دعم قطاع غزّة في الحرب الإسرائيلية ضدّه.

وقالت وكالة بلومبرغ نيوز الخميس إنّ الجماعة المسيطرة على مناطق واسعة من اليمن، من ضمنها العاصمة صنعاء وأجزاء من الساحل الغربي اليمني، أبلغت كلاّ من بكين وموسكو بأنّ سفنهما يمكنها الإبحار عبر البحر الأحمر وخليج عدن دون التعرض لهجمات.

وكانت الجماعة قد روّجت خلال الأيام القليلة الماضية لتطوير حالة من الوفاق بينها وبين كلّ من الصين وروسيا مكّنتها من التنسيق معهما في عدّة مجالات.

لكن مصادر سياسية استبعدت ما روّجت له الجماعة بشأن إقامة علاقات متينة مع الدولتين العظميين، معتبرة ذلك مجرّد دعاية سياسية.

وعلى خلفية ذلك توقّعت المصادر ألا يكون قرار الحوثيين بشأن سفن روسيا والصين ناتجا عن اتفاق أبرموه مع الدولتين، بل نتيجة ضغوط مباشرة من قبل الروس والصينيين على  إيران التي  يعرفون أن لها سلطة كبيرة على قرار جماعة الحوثي.

كما رجحت المصادر أن تكون الضغوط الصينية والروسية على إيران لاستثناء سفنهما من هجمات الحوثيين قد اعتمدت على ما يجمع بين كل من بكين وموسكو من علاقات حيوية مع طهران التي لها مصالح كبيرة في الحفاظ على تلك العلاقات في ظل ما تخضع له من عقوبات اقتصادية أميركية.

وكانت مصادر إيرانية قد ذكرت في وقت سابق أنّ الصين طالبت الجانب الإيراني بالتأثير على الحوثيين لوقف هجماتهم في البحر الأحمر، مشيرة إلى أن علاقاتها التجارية مع طهران ستتأثر في حال تضررت مصالح بكين التجارية بأي شكل من الأشكال.

ونقلت وكالة رويترز عن المصادر قولها إنّ الجانبين الصيني والإيراني عقدا عدة اجتماعات في كل من بكين وطهران لمناقشة قضايا التجارة والهجمات في البحر الأحمر.

وأضافت أن ممثلي الصين هدّدوا بأنّه في حال تعرضت مصالح بلادهم التجارية لأي ضرر جرّاء التصعيد الحوثي في البحر الأحمر، فإن ذلك سيؤثر على العلاقات التجارية مع طهران، ولذلك فإن إيران مطالبة بالتأثير على الحوثيين لضبط النفس.

كما ذكرت المصادر أن بكين أوضحت للإيرانيين أنها ستشعر بخيبة أمل شديدة تجاه طهران إذا تعرضت أي سفينة مرتبطة بالصين لهجوم أو تأثرت مصالح البلاد بأي شكل من الأشكال.

وسبق للصين أن عبّرت بوضوح على لسان متحدّث باسم خارجيتها عن موقفها من هجمات الحوثيين قائلة إنّ “البحر الأحمر طريق تجاري دولي مهم للسلع والطاقة كما أن الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة يخدم المصلحة المشتركة للمجتمع الدولي”.

وقد أكّد هذا الموقف رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ في كلمته بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، مشدّدا على ضرورة الحفاظ على سلاسل التوريد العالمية بشكل مستقر وسلس.

وتعتبر الصين من أحرص بلدان العالم على انسيابية الحركة التجارية في الممرات البحرية لأنها تعتمد في جزء كبير من موارد اقتصادها على تصدير سلعها إلى مختلف بلدان العالم.

ومن هذه الزاوية يعتبر خليج عدن ومضيق باب المندب والبحر الأحمر شريانا حيويا لتجارتها إذ يشكّل منفذا لسفنها التجارية العملاقة نحو البحر المتوسّط عبر قناة السويس المصرية.

واستبقت جماعة الحوثي انتشار خبر خضوعها لضغوط من قبل إيران، بهدف عدم التعرض للسفن الصينية والروسية، بالترويج لعلاقات متينة لها مع الدولتين ودول أخرى في مجموعة بريكس.

وذكر علي القحوم عضو المكتب السياسي للحوثيين أنّ جماعته تنسّق مع روسيا والصين ودول بريكس “بهدف إنهاء هيمنة الولايات المتحدة”.

وقال في منشور على منصة إكس إنّ تطوّر العلاقات مع تلك القوى يشمل تبادل “الخبرات والتجارب في مجالات مختلفة”، مضيفا أن إقامة علاقات مع تلك البلدان وتوسيع التعاون معها فيهما “مصلحة مشتركة لإغراق أميركا وبريطانيا والغرب في مستنقع البحر الأحمر وفي أعالي البحار كي تتلاشى وتضعف قطبيتها الأحادية”.

وبدا هذا الكلام للمراقبين مجافيا للمنطق إذ لا تحتاج قوتان عظميان من حجم الصين وروسيا إلى الحوثيين لمقارعة الولايات المتّحدة، كما أنّ لهما علاقات شديدة الحيوية تربط كلاّ منهما ببلدان المنطقة وتمنعهما من توسيع العلاقات مع الجماعة المنبوذة من قبل تلك الدول والانحياز إليها على حساب مصالحها.

وألحقت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر إلى حدّ الآن ضررا بالتجارة العالمية حيث أدت إلى ارتفاع كلفة النقل وأسعار تأمين السفن، واضطرت الكثير من السفن التجارية إلى تجنّب المسار المختصر عبر البحر الأحمر وقناة السويس وسلوك طريق أطول يلتف على القارة الأفريقية ويمر برأس الرجاء الصالح في غربها.

لكنّ الهجمات نفسها ألحقت أضرارا بالغة باليمنيين والاقتصاد المتهالك لبلدهم.

وتسبب تعطيل النقل عبر البحر الأحمر وخليج عدن في احتدام الأزمة الإنسانية باليمن، حيث حدّ من وصول السلع الأساسية والمساعدات الدولية إلى اليمن وعمّق أزمة التضخّم التي جرّت ارتفاعا غير مسبوق في أسعار الأغذية وغيرها من أساسيات الحياة.

وتشمل الأضرار الناجمة عن تصعيد الحوثيين في البحر الأحمر إلحاق دمار بالبيئة البحرية. وبينما غرقت قبل أيام السفينة روبيمار المحملة بآلاف الأطنان من الأسمدة الكيميائية جرّاء تعرّضها لهجوم حوثي، مازالت ناقلتان تحمل إحداهما نفطا وتحمل الأخرى نفايات سامة عالقتين في البحر الأحمر الذي تحوّل إلى ساحة مواجهة بين قوات بحرية غربية بقيادة الولايات المتّحدة ومسلحي جماعة الحوثي، وذلك رغم محاولات متكررة من الأمم المتحدة لسحب الناقلتين وتفريغهما تفاديا لحدوث تسرب للشحنتين اللتين على متنهما.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى