جوتيريش يدعو إلى إنهاء الكابوس ووقف العقاب الجماعي في غزة

> "الأيام" العرب:

> ​كرّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش السبت من مصر على الحدود مع قطاع غزة، دعوته لوقف إطلاق النار وإنهاء “الكابوس” الذي يعيشه سكان غزة جراء الحرب المدمرة المستمرة بين إسرائيل وحركة حماس منذ أكثر من خمسة أشهر، في حين اعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس أن الأمم المتحدة معادية لبلاده وللسامية.

وقال غوتيريش من رفح المصرية إن “الفلسطينيين من أطفال ونساء ورجال يعيشون كابوسا لا ينتهي” في ظروف كارثية. وأضاف “لا شيء يبرّر الهجمات المروعة التي قامت بها حماس في السابع من أكتوبر، ولا شيء يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني".

وأضاف "الآن، وأكثر من أيّ وقت مضى، حان الوقت لوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية”، موضحا أنه أتى "حاملا أصوات الغالبية العظمى من دول العالم التي سئمت ما يحدث.. هُدّمت المنازل وقضت عائلات وأجيال بأكملها في ظل المجاعة التي تحيق بالسكان". وقال غوتيريش أيضا، "بهدي من شهر رمضان، شهر الرحمة، حان الوقت للإفراج فورًا عن جميع الرهائن".

وأبدى استياءه من اصطفاف شاحنات تحمل مساعدات في الجانب المصري من معبر رفح، بقوله “حان الوقت لأن تبدي إسرائيل التزامًا صارمًا بإيصال كل مواد الإغاثة الإنسانية إلى جميع أنحاء غزة وبدون قيود".

وحذّر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن جريفيث السبت من أن “المجاعة أصبحت وشيكة في قطاع غزة، وبمجرد إعلانها يكون الأوان قد فات”. جاء ذلك في منشور على حساب غريفيث عبر منصة إكس.

وشدد على أن “أكثر من مليون شخص يتعرضون للخطر بسبب انقطاع المساعدات المنقذة للحياة عنهم". وأضاف غريفيث بالقول إننا “نعلم أنه بمجرد إعلان المجاعة، يكون الأوان قد فات، ونعلم أيضًا أنه من الممكن تجنبها من خلال العمل والنوايا الحسنة".

من جهته، أعلن فيليب لازاريني، مدير وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) السبت، أن “إسرائيل منعت وصول قافلة مساعدات غذائية إلى شمال قطاع غزة، للمرة الثانية خلال أسبوع”.

وحذر لازاريني، في منشور على حسابه عبر منصة إكس، أن سكان شمال غزة يعيشون على “حافة مجاعة من صنع الإنسان”، ويمكن تجنبها. ووصف وزير الخارجية الإسرائيلي الأمم المتحدة بأنها “منظمة معادية لإسرائيل” السبت.

وقال كاتس على منصة إكس، “في ظل قيادته (غوتيريش)، صارت الأمم المتحدة منظمة معادية للسامية ومعادية لإسرائيل، وتؤوي الإرهاب وتشجعه”.

وأضاف أن الأمين العام للأمم المتحدة، وقف على الجانب المصري من معبر رفح وحمَّل إسرائيل مسؤولية الوضع الإنساني في غزة، من دون أن يدين بأيّ شكل من الأشكال “إرهابيي حماس” الذين ينهبون المساعدات الإنسانية، و”من دون أن يدين الأونروا التي تتعاون مع الإرهابيين ومن دون الدعوة إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن الإسرائيليين”.

وفي رفح، نقطة العبور الرئيسية للمساعدات الإنسانية، يتكدس 1.5 مليون فلسطيني وهو ما يثير الخوف من العواقب الكارثية لهجوم بري تعدّ له إسرائيل.

وكانت هذه المسألة موضع خلاف الجمعة في تل أبيب بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الساعي لإقناعه بالعدول عن خطته.

وقال نتنياهو بعد لقائه بلينكن “لا سبيل أمامنا لهزيمة حماس دون الدخول إلى رفح والقضاء على كتائبها المتبقية هناك”، مضيفا “أخبرته أنني آمل أن أفعل ذلك بدعم من الولايات المتحدة، لكن إذا لزم الأمر، سنفعل ذلك بمفردنا”.

لكن بلينكن قال قبل مغادرته “نشارك إسرائيل هدفها المتمثل في هزيمة حماس وضمان الأمن على المدى الطويل.. لكن عملية عسكرية برية واسعة النطاق في رفح ليست هي الحل الأمثل لتحقيق ذلك. فهي تهدد بقتل المزيد من المدنيين.. وتهدد بزيادة عزلة إسرائيل، وتعرّض أمنها على المدى البعيد للخطر”.

ميدانيا، أفاد الجيش الإسرائيلي السبت في بيان بأن العملية الجارية في مجمّع الشفاء الطبي في مدينة غزة منذ فجر الاثنين، مستمرّة حتى القبض على آخر مسلحي حركتي حماس والجهاد الإسلامي الذين قال إنه يقاتلهم في المجمع. وقال قائد المنطقة الجنوبية التي تضم قطاع غزة اللواء يارون فينكلمان وفق البيان “نحن مستمرون في هذه العملية.. ولن ننهيها إلا عندما يصبح آخر إرهابي في أيدينا – حياً أو ميتاً”.

وأورد البيان إن فينكلمان الذي تفقد القوات في مجمّع الشفاء الجمعة قال “إن العملية هنا في الشفاء مهمة. عملية جريئة وصعبة ورائعة حتى الآن. لقد ضربت مئات الإرهابيين، وألقت القبض على مئات الإرهابيين، واعتقلت كادرات عملياتية واستخباراتية كبيرة”.

وخاطب الجنود “واصلوا التقدم، لا تتوقفوا لحظة واحدة”. وقال الجيش الإسرائيلي السبت إنه قضى خلال عملياته المستمرة لليوم السادس في مجمع الشفاء الطبي والأحياء المحيطة به غرب مدينة غزة “على أكثر من 170” مقاتلًا واستجوب أكثر من “800 مشتبه به” وعثر على أسلحة.

من جهة أخرى، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، السبت، مقتل 19 فلسطينيا وإصابة 23 آخرين في استهداف إسرائيلي لمواطنين كانوا ينتظرون المساعدات جنوب شرقي مدينة غزة. وقال المكتب في بيان “الاحتلال الإسرائيلي يرتكب مجزرة ويقتل 19 شهيداً ويصيب 23 مدنياً خلال انتظار آلاف المواطنين للطحين والمساعدات بدوار الكويت”.

وأضاف “جيش الاحتلال والدبابات فتحوا نيران أسلحتهم الرشاشة تجاه الجوعى الذين كانوا ينتظرون أكياس الطحين والمساعدات في مكان بعيد لا يُشكِّل خطورة على الاحتلال، حيث وصل جزء من الشهداء إلى مستشفى المعمداني وبقي عدد منهم ملقاة جثامينهم على الأرض”.

وحمّل المكتب “الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي وإسرائيل المسؤولية الكاملة عن جريمة الإبادة الجماعية، وحرب التجويع والمجاعة التي تتعمّق بشكل أكبر في قطاع غزة، وخاصة ضد 700 ألف مواطن في محافظتي غزة والشمال، وعن المجازر والجرائم التي يرتكبونها ضد المدنيين والأطفال والنساء يومياً”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى