تعصّب ومواقف تبنى على (معارك) وتضليل شبكة التواصل

> من المؤسف أن شبكة التواصل الاجتماعي قد وصلت إلى درجة أصبحت فيها لاعب رئيس وفاعل متعدد الأبعاد؛ لجهة تكوين القناعات وصناعة المواقف غير المتصلة بالحقيقة؛ وبخاصة تلك التي تهدف لتشويه صورة الآخر المختلف بالرأي والموقف؛ والتي تبنى عند أصحابها على ما تضخه لهم الشبكة من معلومات خاطئة ومضللة؛ بل وأصبح خطرها يتزايد على الرأي العام الوطني؛ لتجعل منه فريسة لأجندات وأهداف ومصالح من يستخدمونها سياسيًّا وإعلاميًّا؛ وللحملات الدعائية المغرضة.

وتحولت إلى منصة كبرى لنقل المعلومات المغلوطة وتمرير الشائعات؛ ناهيك عن الأخبار المفبركة والإسقاطات الخبيثة والدنيئة وبلغة تحريضية قبيحة؛ والتي من شأنها زعزعة الثقة بين أهلنا في الجنوب؛ في محاولة لمنع الصف الوطني الجنوبي من استكمال ومواصلة عملية التقارب والتوحد؛ والاتفاق على مصير الجنوب حاضرًا ومستقبلًا؛ عبر أساليب الدس والتشكيك والبلبلة؛ والشحن والتهييج واستحضار العصبيات بأنواعها؛ والتي تستهدف أولًا وأخيرًا وقبل أي شيء آخر الجنوب وقضيته الوطنية.

والأولوية التي نعتمدها تلك القوى في هذا الجانب؛ تتمثل بالدخول إلى ذلك من بوابة تمزيق النسيج الاجتماعي والوطني لشعبنا الجنوبي؛ بهدف إضعافه وجعله يقبل بما يطرح عليه من (مشاريع)؛ وتضعه وكما تعتقد واهمة تلك القوى أمام خيارين لا ثالث لهما؛ إما البقاء في إطار (الوحدة) التي لم تعد قائمة أصلا؛ والتنازل عن حريته وكرامته وحقه باستعادة دولته الوطنية الجنوبية المستقلة؛ أو بالعودة مجبرًا إلى وضعه الذي كان سائدًا قبل قيام أول دولة في تاريخه عام 67م؛ حين أعلن الاستقلال المجيد في 30 نوفمبر من ذلك العام؛ بعد انتصار الثورة الشعبية المسلحة التي دامت لأكثر من أربع سنوات؛ وما يعنيه ذلك ووفقًا للمخطط أيضًا؛ من العودة إلى الكيانات المحلية الحاكمة حينها؛ ولو بأشكال ومسميات جديدة؛ والتي كانت قائمة في الجنوب؛ والمحكومة بمكانها وزمانها؛ وبظروفها وسياقها التاريخي؛ حتى قيام دولة الاستقلال الوطني المجيد.

وهذا الخيار المفترض وكما تخطط له وبذكاء تلك القوى المتربصة بالجنوب كوطن وتاريخ وهوية؛ لن يكون إلا في مصلحة هدفها الشيطاني إن تحقق لها ذلك؛ لأنه لن يقود في نهاية المطاف إلا إلى جنوب ضعيف ومفكك الأوصال؛ ومتناحر تفتك به الفتن المتعددة؛ وهو ما سيسهل طريق أدعياء (الوحدة الميتة)؛ وكما يتمنون للسيطرة على الجنوب من جديد؛ وفي محاولة واضحة وبائسة على قطع الطريق وإغلاق الأبواب أمام حق الجنوب باستعادة دولته الوطنية الجنوبية المستقلة؛ وبنظامها السياسي الجديد المعلن؛ والذي سيعتمد الفيدرالية أسلوبًا للحكم.

لتتمكن من إحكام قبضتها على الجنوب واحتلاله مرة أخرى؛ والعبث بمصيره وثرواته وبمستقبله؛ وهو الأمر الذي يدركه شعبنا جيدًا ومتيقظًا له تمامًا؛ ولن يذهب إلى حيث يريد أعدائه أن يكون؛ بل سيواصل مسيرته الوطنية المظفرة حتى بلوغها بأمان إلى مرفأ الحرية والسيادة الوطنية الكاملة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى