المسلمون في سيبيريا

> بلغ عدد المسلمين في سيبيريا أكثر من أربعة ملايين نسمة من إجمالي عدد السكان، قام الروس بتقسيم منطقة سيبيريا الكبيرة إلى ثلاثة ألوية فيدرالية هي: جزء من لواء الأورال، ولواء سيبيريا، ولواء الشرق الأقصى؛ لسهولة السيطرة عليها، وتفكيك وحدة المسلمين بها، ولا تخلو مقاطعة أو محافظة في سيبيريا من جالية إسلامية، من قوميات مختلفة، نتيجة هجرات المسلمين المتتالية إلى سيبيريا، ولا تخلو مدينة أو قرية في سيبيريا من مسجد، ويزيد عدد المساجد بها عن مائة مسجد، تنتشر في كامل سيبيريا وحتى آخر مكان تشرق منه الشمس بها، وتمثل سيبيريا آخر حدود الأرض المعمورة التي تشرق عليها الشمس.

عدد سكان سيبريا والشرق الأقصى حوالي 30 مليون نسمة، ويبلغ عدد المسلمين السيبيريين أكثر من أربعة ملايين نسمة من إجمالي عدد السكان، قام الشيوعيون بتشريد المسلمين من جميع أنحاء الاتحاد السوفيتي إلى مختلف مناطق سيبيريا، وكانت النتيجة أن سيبيريا لا تخلو من أي تجمُّع إسلامي، وقد أتاحت الحريات بعد أن سقط النظام الشيوعي أن يبني المسلمون مساجد في كل مدينة وقرية من سيبيريا، وحتى القطب الشمالي في روسيا فيه تسعة مساجد، والبناء مستمر في مناطق القطب، كما أن المدن الصناعية التي أنشأها الرُّوس في كل مناطق سيبيريا تُشجِّع المسلمين في روسيا على الانتقال إليها؛ حيث يُنشئون جاليات إسلامية ويُعمِّرونها بالمساجد.

تنتشر المساجد في أنحاء سيبيريا، ولا تكاد تخلو منها محافظة، حيث تعتبر من أهم المؤسسات الإسلامية، ويعمل علماء المنطقة ودُعاتها على إحياء رسالة المسجد باعتباره دارًا للعبادة والتثقيف، ودراسة أمور الدين والدنيا، والتعرُّف على قضايا الأمة الإسلامية حتى لا يكون المسلم السيبيري في منأى عن قضايا أمته.

• ويوجد في محافظة "تيومين" ذات الكثافة المسلمة الأعلى في البلاد ما يزيد عن 60 مسجدًا، أكثر من 50 مسجدًا منها بني في السنوات الأخيرة لتلبية حاجة السكان والعمَّال المسلمين الذين يتزايدون سنويًّا نتيجة مشاريع التعمير والتصنيع التي تُشجِّعها الدولة لإحياء المنطقة واستغلال ثرواتها الطبيعية العديدة.

وأهم تلك المساجد المركزية في محافظة تيومين: "مسجد عمر بن الخطاب" مقر الإدارة الدينية للمحافظة، ومسجد مدينة "طوبولسك" وهو مسجد أثري قديم صُودِر في العهد الشيوعي، ثم أعيد للمسلمين بعد زوال الاتحاد السوفيتي، ومسجد مدينة "كوغاليم"، ومسجد مدينة "نيفتي يوغانسك" وقد طوَّره المسلمون حديثًا، ومسجد مدينة "سورغوت"، ومسجد مدينة "ساليخارد" - عاصمة مقاطعة "يامالا نينتسك"، وهو الأقرب إلى القطب الشمالي.

أما في جمهورية "ألطاي" ذات الأصول التركية فيوجد بها 5 مساجد فقط: أربعة في منطقة "قوش آغاتش"، ذات الغالبية القازاقية، كما يوجد مسجد في العاصمة "غورنوألتايسك" حيث غالبية المسلمين من الألطاويين المسلمين الجُدُد، وفي جمهورية "بورياتيا": يوجد مسجد جامع في العاصمة "أولان أوده" هو الأول فيها، ويوجد مسجد في العاصمة "بارناؤل" بمقاطعة "ألطاي".

أما في مقاطعة "كراسنويارسك" فيوجد مسجد قديم من فترة ما قبل الثورة الشيوعية في مدينة "كراسنويارسك"، كما بنى المسلمون مسجدًا حديثًا - هو الثالث في سيبيريا من ناحية المساحة بعد مسجدَي "أومسك" و"تيومين" - في مدينة "ليسوسيبيرك" حيث يعيش قرابة 6 آلاف مسلم غالبيتهم من التتار، وقد حصل المسلمون في المدينة حديثًا على قطعة أرض خصَّصُوها للمقبرة، كما يوجد مُصَلًّى في مدينة "مينوسينسك"، و"محافظة إيركوتسك": توجد مساجد ومُصليات في كثير من القرى والمدن الرئيسة، وتتركز المساجد المركزية في المدن التالية: "إيركوتسك"، و"شيليخوفا"، و"أوسولي- سييرسك"، و"أنغارسك"، و"تشيريمخوفا".

ومسجد مدينة "إيركوتسك" مسجد أثري قديم، وقد احتفل المسلمون منذ أعوام بذكرى مرور مئة عام على تشييد المسجد.

كما يوجد في مدينة "إيركوتسك" كذلك مركز تدريب وتأهيل الدعاة التابع للمجلس الإسلامي الروسي، الذي يعمل على تدريب وتأهيل الدُّعاة للعمل وسط الأقليات غير المسلمة في سيبيريا، وقد باشر بعض خريجيه العمل وسط تلك القوميات، وفي محافظة "تشيتا": توجد جمعيات إسلامية أهلية في "تشيتا" و"كراسنو كامنسك"، و"بورزا"، و"بيارغونسك"، و"زابايكالسك"، و"تشيرنيتشيفسك"، و"بيرفومايسك"، وجبل "شيرلوف"، وكذلك في مقاطعة "أنغينسكي" ذات الحكم الذاتي، علمًا أنه لا يوجد مساجد إلا في مدينة "تشيتا" وهو مسجد قديم بناه التجار التتار عام 1905م، الذين كانت لهم أعمال وتجارة مع الصين، وصُودِر في العام 1937م ثم أُعيد للمسلمين في عام 1992م، وتُقام فيه الصلوات، وبعض الدروس العامة، كذلك تم فرز قطعة أرض لبناء مسجد في مدينة "كراسنوكامنسك".

ووجود المسلمين في هذه المنطقة قديم، ويمكن لدلالة بناء المسجد في عام 1905م أن تعبر عن قِدَم العلاقة بهذه الأرض، ويُعتَقد أن أول صلة للمسلمين بهذه الأرض كانت عقب أعمال النفي الجماعي لسيبيريا التي تعرَّضوا لها في بدايات القرن الثامن عشر.

حديثا، خطفت القضية الشيشانية اهتمام الإعلام الإسلامي، وصرفته عن بقية قضايا المسلمين في روسيا الذين يتراوح عددهم بين 20-24 مليونا، ومنذ نهاية الشيوعية حبست قضية الشيشان النظر إلى مسلمي روسيا في ثنائية تتأرجح بين الاستقلال والخضوع، وفرضت حركة الانفصال الشيشانية على واقع المسلمين في روسيا صورة الأمن مقابل الاستقلال، وكان ملخص المشروع الشيشاني أن يترك الشيشانيون روسيا تعيش في أمن مقابل خضوع الكرملين لاستقلال الشيشان (نحو مليون نسمة).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى