أزمة الكهرباء في عدن بين التحديات التشغيلية والشكوك السياسية

>
تثير أزمة الكهرباء المستمرة في عدن جدلًا وتساؤلات حول دوافع الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي الذي يعاني منه سكان المدينة. وفي حين تعزو السلطات الانقطاعات إلى التحديات التشغيلية التي تواجهها محطات التوليد المتعددة بالإضافة إلى أزمة الوقود، إلا أن هناك مخاوف متزايدة من أن الانقطاعات قد تكون جزءًا من استراتيجية أكبر لفرض السيطرة وإخضاع المواطنين لأهداف سياسية غير معروفة.

وتواجه إجراءات إدارة الكهرباء بتنفيذ جدول زمني لانقطاع التيار الكهربائي عن الأحياء السكنية المتفرقة لمدة أربع ساعات أو أكثر تليها فترة يعود فيها التيار لمدة ساعتين فقط أو أقل، بالانتقادات والتشكيك. 

ويعتقد العديد من المواطنين أن توقيت ومدة انقطاع التيار الكهربائي بين حي سكني وآخر لا تمليه القيود الفنية فحسب، بل هي محاولة متعمدة لتعذيب وإذلال أهالي المدينة. كما أن التوزيع غير العادل لانقطاع التيار الكهربائي بين مختلف الأحياء يزيد من الشكوك حول وجود دوافع خفية وراء انقطاع الكهرباء.

فإذا كان هدف إدارة الكهرباء حقًا هو معالجة التحديات التشغيلية التي تواجهها محطات التوليد بالإضافة إلى أزمة الوقود، فإن المرء يتوقع نهجًا أكثر إنصافًا واستراتيجية لإدارة انقطاع التيار الكهربائي. 

على سبيل المثال، يمكن للإدارة أن تقوم بتوزيع فترات الانقطاع عبر المديريات المختلفة بطريقة تقلل من التأثير على السكان لو كان السبب من وراء قطع الكهرباء على الناس في عدن يتعلق بعجز المحطات التوليدية المتعددة أو ناتج عن أزمة الوقود فعلًا كما يتذرعون ولا يتعلق بتعذيب الناس ومحاولات تركيعهم وإذلالهم أو لو لم يكن يتعلق بأهداف سياسية محضة لحرصت إدارة الكهرباء على قطع التيار الكهربائي لمدة أربع ساعات عن أربع مديريات بالتزامن مع تشغيله لمدة أربع ساعات في أربع مديريات أخرى من المديريات الثمان التابعة للعاصمة عدن دون أن يؤثر ذلك على السكان بالشكل الذي يؤثر عليهم كثيرًا عند قطعه عنهم في كل حي لمدة أربع ساعات مقابل ساعتين وأحيانا أقل من ساعتين يعود خلالها التيار فقط قبل أن يتم قطعه مرة أخرى لمدة أربع ساعات متواصلة.

لكن الوضع الحالي يرسم صورة مختلفة.  إن الطبيعة غير المنتظمة وغير المتوقعة لانقطاع التيار الكهربائي، مع عودة الكهرباء لفترة وجيزة قبل أن تنقطع مرة أخرى لفترة طويلة أخرى، تشير إلى الافتقار إلى التخطيط المتماسك وتجاهل معاناة السكان. 

إن الدورة المتكررة من انقطاع التيار الكهربائي في الاحياء المتفرقة في المدينة لا تؤدي إلا إلى تفاقم الإحباط والمعاناة لدى الناس، مما يدفع الكثيرين إلى التساؤل عن الدوافع الحقيقية وراء اجراءات الإدارة ومن يقف خلفها.
 وفي ظل غياب التواصل الواضح والشفاف من قبل السلطات، تكثر الشائعات والتكهنات حول أسباب أزمة الكهرباء في عدن.  ويعتقد البعض أن الاعتبارات السياسية قد تكون هي التي تحرك عملية صنع القرار، حيث يتم استخدام انقطاع التيار الكهربائي كأداة لممارسة السيطرة أو التلاعب بالمشاعر العامة.  ويشير آخرون إلى أن عدم الكفاءة وسوء الإدارة والفساد داخل إدارة الكهرباء هما المسؤولان عن الاضطرابات المستمرة في إمدادات الطاقة.

 وبغض النظر عن الأسباب الكامنة وراء أزمة الكهرباء، يبقى هناك شيء واحد واضح: أن سكان عدن يتحملون وطأة العواقب.  وبينما يكافحون من أجل مواجهة التحديات اليومية المتمثلة في العيش بدون مصدر موثوق للكهرباء، فمن الضروري أن تتخذ السلطات إجراءات فورية وحاسمة لمعالجة الأسباب الجذرية للأزمة وتوفير الخدمة التي تشتد الحاجة إليها للسكان الذين يعانون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى