مطالبة بمحاكمة قيادات الحزب الاشتراكي اليمني - الجنوبيين

> الذكرى الـ(43) لإعدام محمد صالح مطيع بتهمة العمالة للرجعية السعودية

> أثارتني الطريقة الوحشية إعدام المكتب السياسي مطيع من قبل رفاقه في مقال الشيخ يحيى قحطان الذي استهله بذكر مناقب مطيع بأنه كان يتمتع بالحكمة والاعتدال والمرونة في عالم السياسة كوزير للخارجية، حيث أقنع السعودية والإمارات والكويت بفتح صفحة جديدة مع الجنوب وتحقيق التصالح والتسامح والتواصل بدلًا من الجفاء والخصام والمقاطعة"(1)

والحقيقة أن تلك الصفات الحميدة في شخص مطيع يرددها موظفو وزارة الخارجية وخير ما نشهده العلاقات المتميزة بين بلادنا وتلك الدول.

2 - واستطرد "ونظرًا لأن الرفيق مطيع قد نجح في تحسين العلاقات مع الأشقاء في دول الخليج، وبتكليف من قيادة الحزب والدولة، لكن الطابور الخامس (2) في المكتب السياسي رفض التقارب بين الجنوب ودول الخليج وخاصة السعودية، واعتبر ما قام به مطيع يعتبر خيانة وعمالة، ولذلك طلب منه تقديم استقالته، وفعلًا قدم استقالته في 20 يوليو 1980م. وفي 7 أغسطس 1980م تم اعتقاله ووضعه في السجن بدون أي مبرر قانوني...".

ويعلق الكاتب الدباء (3) أنه عندما رأى الرفاق نجاحه في مهمته واستئثاره بإشادة الأخوة العرب بمرونته وتفهمه، سلطوا عليه حقدهم وغيرتهم وعداءهم لدرجة التآمر القاتل، ويؤكد ذلك الرئيس العطاس "إن مطيع كان من أنجح الوزراء وأن السبب في إعدامه هو نجاحه في تحسين علاقات بلادنا مع السعودية، لكن خطًا آخر لم يكن متحمسًا للعلاقة مع الأشقاء في الخليج، واستطاعوا أن يحيكوا الدسائس ويدفعوا بهذا القرار داخل المكتب السياسي، وهذه المشكلة الذي وراء اغتيال مطيع الخط اليساري المتطرف وهم وراء إعدام سالمين وقحطان. (4)

3 - واستطرد الشيخ قحطان "وأذكر أنني كنت عضو في مجلس الشعب الأعلى، واستنكرنا سجن مطيع وطالبنا الجهات المسؤولة في قيادة الحزب والدولة توضيح التهم الموجهة إلى مطيع، وكان الرد من بعض الأخوة أنه عميل للرجعية السعودية والإمبريالية الأمريكية ..".

4 - لكن الشيخ رد عليهم "إذا كان مطيع عميل كما تقولون فنحن وأنتم عملاء للرجعية والإمبريالية الأمريكية".

وبرد الشيخ المستنكر، كان يمكن أن يتهمه الطابور الخامس الشيخ بالخيانة والعمالة للسعودية وللإمبريالية الأمريكية وإعدامه، لولا أنه يحظى بمكانة اجتماعية ونضالية كبيرتين، وحينها كان نهج وسياسة وأدبيات الحزب الاشتراكي اليمني تعتبر السعودية العدو التاريخي الأول لليمن.

5 - ويستكمل الشيخ سرد المأساة "وعندما تواصلنا مع وزارة أمن الدولة سلموا لنا ملفًا فيه وثائق وبلاغات كيدية مزورة تضمنت بأن الرفيق مطيع كان ينوي انقلابًا لصالح السعودية".

ولأن التهمة أكثر من تافهة وسخيفة، لكن فات المكتب السياسي أن مطيع لم يكن وزير الدفاع، ولا قائدًا عامًا للقوات المسلحة، ولا وزير أمن الدولة، ولا وزير الداخلية، ولا وزير الخارجية، وإنما سكرتير العلاقات الخارجية للحزب.

6 - ويستكمل الشيخ "وفي 17 أبريل 1981م أعدم المكتب السياسي المناضل الكبير محمد صالح مطيع، بطريقة وحشية لم يشهد لها التاريخ مثيلًا، حسبنا الله وهو نعم الوكيل.

وبالرغم من إعدام مطيع لكن المكتب السياسي لم يعلن عن إعدامه إلا في 17 أبريل 1981م، بعد أن نشرت صحيفة القبس الكويتية خبر إعدمه في 5 مارس 1981م، أي أنه أعدم قبل شهر و14 يومًا وربما قبل ذلك التاريخ، وجاء بالخبر ( أُعدم في عدن محمد صالح مطيع وزير الخارجية اليمنية السابق، وقالت صحيفة «السفير» اللبنانية «إن محكمة يمنية خاصة أدانت مطيع بتهمة الاتصال مع السعودية ومباشرة علاقات مالية معها عن طريق مستشار الملك خالد الشيخ كمال أدهم»، وقالت «إن مطيع طلب خلال حبسه إبعاده إلى أثيوبيا لكن الحزب الاشتراكي اليمني الحاكم في عدن أبلغه بأن الأثيوبيين رفضوا منحه حق اللجوء السياسي».

المحكمة الخاصة هو المكتب السياسي الذي حكم بإعدام فيصل وسالمين وقحطان وجاعم صالح وعلي سالم لعور وحسين قماطه والخ.. ويؤكد ذلك الرئيس العطاس لقناة العربية قال: "إن واقعة إعدامه كانت غامضة جدًا" وأن "مطيع أعدمه المكتب السياسي ودون أي محاكمة" نافيًا أن يكون مطيع ارتكب أي خطأ، مشيرًا إلى أن السبب الحقيقي هو محاولته الانفتاح على الدول المحيطة.(5)

وللأسف أنه بعد (43) عامًا على إعدام مطيع لم تظهر أي وثيقة أو بلاغ كيدي ولو مزور يشي بأن مطيع كان عميلًا للسعودية والإمبريالية الأمريكية.

6 - واستكمل الشيخ "إنه في إحدى الجلسات مع الرئيس علي عبدالله صالح، بعد الوحدة في صنعاء، يقول لنا كيف كان إعدام مطيع؟ ولماذا سكتم يا يافع على إعدام مطيع؟ قلت والله يا أخي الرئيس لم نسكت واستنكرنا ذلك، وقال هل جميع أعضاء المكتب السياسي وافقوا على إعدامه؟ قلت نحن لسنا في الحزب، ولكن أعتقد أن بعض الجنوبيين يمكن عارضوا، وإنما الأعضاء من جماعة حوشي كلهم وافقوا على إعدام مطيع، قال لنا الرئيس علي عبدالله، كل الحضور من أعضاء المكتب السياسي وافقوا على إعدام مطيع، وللعلم يا شيخ يحيى المكتب السياسي للحزب الاشتراكي يعقد جلساته في عدن صباحًا، وفي العصرية يكون المحضر عندي، قلت أنت صادق يا أخ الرئيس".

لكن عندما همش الرئيس صالح المكتب السياسي، لجأ الأخير لاغتيالات قيادات وكوادر حزبه في صنعاء، واتهم الرئيس صالح بتأجيج الشارع الجنوبي ضده، لكنه لم يكن يكترث، لأن الطابور الخامس يوافيه من وراء الاغتيالات وقالها "وللعلم يا شيخ يحيى المكتب السياسي للحزب الاشتراكي يعقد جلساته في عدن صباحًا، وفي العصرية يكون المحضر عندي".

وبالمحصلة كان للرئيس صالح فضل كبير على حياة بعض القيادات الجنوبية من تهم اليسار المتطرف بالخيانة والعمالة والإعدام.

وفي ضوء ما تقدم نقترح أن تشكل لجنة توثيق لحصر الجرائم والانتهاكات التي ارتكبت بأشكالها المختلفة منذ العام 1963م، بدأ بإعلان بتسمية الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل وتسمية جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وإعدام مشايخ الجنوب العربي الأحرار، وإسقاط طائرة الدبلوماسيين وحربي 1972م 1979م مع الجمهورية العربية اليمنية وعمان وأثيوبيا وليبيا والانقلابات الدموية 22 يونيو1969م أعدم قائد الثورة فيصل عبداللطيف الشعبي والرئيس قحطان الشعبي، وإعدام الرئيس سالمين في 26 يونيو 1978م، ومجزرة 13 يناير 1986م، وقيام الجمهورية اليمنية في 22 مايو 1990م بإلغاء دولة (ج ي د ش) وتصفيتها ونهبها بحرب 1994م وحرب 2015/ 2024م، التي دفعت القيادات الجنوبية بأكثر من(60,000) قتيل وجريح جنوبي عربي، ناهيك عن تصفيات القبائل وتأميم ممتلكات المواطنين وقطع مرتباتهم وطردهم من أعمالهم ومنازلهم وتشريدهم من بلادهم.

وفي ضوء ذلك نقترح أن تشكيل لجنة وطنية من المستقلين المشهود لهم بالكفاءة والنزاهة بعد التوثيق أن يدرسوا ويقيموا المرحلة الأولى (1963م/1990م) والثانية (1990/ 2024م).

و في الأخير لا أحد يطالب الحزب الاشتراكي بالاعتذار لأن وجوده انتهى في الجنوب العربي، وإنما نطالب محاكمته (رمزيًا) فكريًا كحزب يمني، قومي، يساري، ماركسي/لينيني، من أجل كشف الجرائم والانتهاكات وأن لا تكرر بحق شعب الجنوب العربي مستقبلًا، وكما قال الرئيس بوتين لا بد من نزع الشوفينية الماركسية المتأصلة من كييف / أوكرانيا ونحن يجب أن ننزع الشوفينية الاشتراكية العلمية من الجنوب العربي، لأنه لا يمكن للفكر الذي ألغى دولة "ج ي د ش" بشخطة قلم أن يستعيدها، وخير ما نستشهد به انضمام قيادة المجلس الانتقالي اليمني في مجلسي القيادة الرئاسي والوزراء اليمني الذي يطالب بمرحلة انتقالية والاعتراف بالقضية الجنوبية بحلها في صنعاء وليس استعادة دولة "ج ي د ش"؟

وفي الأخير نطلب من أهل وذوي ورفاق الذين أعدمهم المكتب السياسي منذ 1963م أن يكتبوا ويحييوا ذكراهم، وحسبنا الله وهو نعم الوكيل.

والله ولي التوفيق.

(1) مقال الشيخ يحي قحطان، الأمناء 17/4/24م

(2) يقصد بالطابور الخامس (جماعة حوشي) في الحزب الاشتراكي اليمني.

(3) محمد حسين الدباء، عدن الغد.

(4) مقابلة الرئيس حيدر أبوبكر العطاس مع قناة العربية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى