عدن حكايات لا تنتهي

> عدن مدينة لا تنتهي أزماتها، القصص مؤلمة؛ لأنها واقعية؛ لأنها فعلية، لأنها معاناة الكثيرين، ومعاناة يومية لن تنتهي دون تغيير وتعديل حقيقي في عقلية الساسة بأن مصلحة الوطن هي المصلحة الأولى.

تتعرض العاصمة عدن لمشاكل جَمَّة كل صيف لا تنتهي وهي الانقطاعات المتكررة والمطولة لتيار الكهرباء عن منازل المواطنين ومحلات البيع والشركات والتي تزيد من معاناة المواطنين، كل عام نفس المشاكل ولا حلول جذرية لها، ضف إلى ذلك معاناة المتقاعدين وأبناء الجرحى والشهداء وغلاء الأسعار في ظل هبوط العملة.. توفير الخدمات وجودتها حق مكتسب ضمنته القوانين والمعاهدات.

ومن الشارع يتحدث الناس عن معاناتهم مع الكهرباء والمياه والصرف الصحي والمعاش التقاعدي والراتب الضئيل وغلاء الأسعار ومعاناة أبناء الجرحى والشهداء والمتقاعدين وكل أنواع المعاناة التي يعانونها، قصصهم يكتبونها كل يوم صباحًا ومساءً من معترك حياتهم.

وفي كل مرة نجد نفس الأعذار وكل القيادات القائمين على أمور الدولة، وكل جهة ترمي أسباب العجز والفشل على الجهة الأخرى ولا شيء جدي يكون حلًّا للأزمات المتفاقمة.. فمشاكل الكهرباء والمياه والخدمات وغلاء الأسعار وابتزاز موظفي المرافق الخدمية الذي يطلبون مقابل أعمالهم رشاوى، وفوضى سائقي الباصات بشكل عام تأبى الحل، والسبب وجود منظومة فساد وعدم كفاءة القائمين عليها فحدث ولا حرج.. هل سنجد وزيرًا أو مسؤولًا أو مديرًا ناجحًا ويؤدي عمله بصدق وأمانة أم كلهم يتصفون بالكذب والخداع ويمارسون السياسة بمصلحة شخصية وليس مصلحة وطنية وتشويه خصومهم، وخلقوا من العمل السياسي فوضى عارمة ليصبغوا على أنفسهم صفة الطهارة والوطنية ليحققوا أهدافهم ومصالحهم، وأصبح العمل السياسي عملًا ملوثًا بفعل تلك الممارسات والفهم الخاطئ لمفهوم السياسة ومضامينها الحقيقية لدى العامة، حيث أصبح الكذب والخداع لكل من يعمل في السياسة، حتى أصبح كل طرف يلقي اللوم والمسؤولية على الطرف الآخر، وكأن كلًا منهم في دولة.

الخداع والكذب والتدليس ليس من صفات السياسي المحنك، بل هي صفات السياسيين الذين استغلوا مناصبهم ليحققوا غاياتهم وأهدافهم، الأمر الذي يجب تنظيف العمل السياسي من الساسة الفاسدين، وتصبح المسؤولية السياسية وسيلة للخداع والمحسوبية والشللية للوصول إلى غاية شخصية فاسدة على حساب الوطن والمواطنين.

متى سينتهي الخداع والكذب وتعملون بأمانة وصدق وإخلاص في مصلحة الوطن كفاكم كذبًا وخداعًا وتدليسًا والناس لن تصبر على المعاناة وقد قالها "أبو قاسم" الناس نفد صبرها، وهي جاهزة لأي خيارات إن لزم الأمر. وهل ستبقى عدن في حكايات لا تنتهي؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى