انقضت أعوام عديدة منذ بداية الحرب لإعادة الشرعية إلى العاصمة صنعاء والنتيجة لا خيل يرمح ولا غبار نشاهده من تقدمه نحو المراد.

لم تتغير النتيجة فمازلنا محلك سر، يا ترى متى تنتهي هذا الحرب المشؤومة ويعود السلام، لأنه طال انتظار النصر المبجل، إلا أننا لم نفقد الأمل ولكون بوابة المستقبل هي إنجازات الحاضر لهذا نعود لنقلب صفحاته لنستشف منه المستقبل، ولهذا لزم علينا حتى نرى بريق الأمل يجب أن نستعرضه من خلال تعريف المواطن على منجزات الشرعية مع مقارنتها بحياة المواطن البسيط وتطلعاته لمستقبل أفضل، فنلاحظ أن المواطن يئن من شدة أوجاعه وجوعه وخط سير الشرعية في الاتجاه المعاكس بدل ما تذهب صوب صنعاء تتجه صوب الأراضي المحرر، وأصبحت في كل يوم تظهر علينا بقرارات جديدة فاقدة المضمون بعيدة عن الواقع عديمة الجدوى.

لماذا نفهم كل هذا وما الفائدة منه، وكيف؟ السؤال للجميع بالرغم من أن الكثير حسب اعتقادي يدركون الإجابة، ولكن الكل يقول لعله خير، ولكن هذا الخير طال انتظاره، أصبح جل الشعب تحت خط الفقر، أصبح الأمل ضائعا والناس معه ضائعين، فلا أمن استقر ولا نصر تحقق ضعنا يا شرعية في بؤرة الدوامة، اختنقنا من كل ما تتحدثون عنه فلم نجد له في الواقع أي علامة، فتوجهات الشرعية للخروج من المأزق يسوده الغموض والضبابية ولم نفهم ونتعرف على مضامينها حتى نفهم ونستوعب توجهات الشرعية وما تعبر عنه، إلا أنه يتضح من خلال تصويبنا لإنجازاتها في هذا المضمار في الواقع الملموس في المناطق المحررة فلم نجد أي علامة تدل على إنجازاتها، فأغلب الشعب لا يجد لقمة عيشه فلا راتب ولا أمن ولا سلطة يمكن أن يلتجئ إليها المواطن، وفي المناطق غير المحررة تحت سيطرة الحوثي الناس جائعة مضطهدة من قبل الحوثي والشرعية في سبات تام.

أين أنت يا شرعية من كل ما يحدث؟ فمنذ سنوات والشعب يتجرع مرها وهو صابر صبر أيوب، فصنعاء تئن وعدن المحررة الجميلة عاصمة الحب والجمال وعاصمة الشرعية تئن من العبث فلا كهرباء ولا ماء ولا خدمات.. أصبح الناس في هذه المدينة الجميلة العريقة يعيشون كأنها مدينة أشباح ظلام قاتم (والشرعية تعيش تحت المكيفات بالمعاشق التي تفرضين فيها سلطتك دون سواها).

كل بقعة في أرض وطني تئن والشرعية لا تحن، أصبح المواطن جلدا وعظما والمسؤول زادته تخمته، يا شرعية إلى أين نحن سائرون؟ ففي الأمس القريب شعارك (يا صنعاء قادمون) واليوم يا شرعية تتحاورين مع الحوثي وهو من انقلب على السلطة الشرعية.. كيف نفهم قراراتك يا شرعية؟ وفي نفس الوقت ذاته تنظري إلى كل من يتحدث في الجنوب بعين لا ترى وأذن لا تسمع.. أصبحت تغردي خارج السرب خارج عن المشروع الذي جئت من أجله، وكيف نفهم جبهات الشرعية مع الشمال الذي تركته ساكتا والجنوب ملتهب، هل الحوثي حقق الأمان وأصبحت الشرعية فاقدة الأمل والأمان، أم نحن غير مدركين لما تقومين به يا شرعية؟