انعقد في منتجعات البحر الميت في الأردن حوار رعاه المعهد الأوروبي للسلام، حوار لم يستمر عدة أيام ولا حتى يوما بل ساعة واحدة من الزمن وانتهى، واختصار الوقت يؤكد خفة حجم المتحاورين.. حوارٌ ميت على بحرٍ ميت شاركت فيه ثمانية دكاكين ميتة، وعلى قول القائل: "العدد عدد والمحصول ما أحد" لافتات ومسميات حراك ومجلس وائتلاف، ونهضة وجامع وتحالف.. إلخ، ولو قسمنا ساعة اللقاء على هذه الأسماء سيكون نصيب كل مكون 7 دقائق للحديث ومناقشة الأوضاع السياسية ووضع الرؤى مع استبعاد كلمات الافتتاح واستراحة البوفية، الوقت يثبت أنهم دكاكين مستنسخة باسم الجنوب وأن لا وجود فعلي لها في الواقع ولا تأثير لها "إلا بحبل من الناس" اللهم مؤتمر حضرموت الجامع فكيان معروف وليس على رأي واحد.
المعهد الأوروبي للسلام منظمة ربحية يهمها عائد الجلسات حالهم كحال ذلك البدوي الذي مر بمقبرة فقال من الميت فقالوا: عجوز آل فلان، فقال: الله يرحمها، وأعطى خطام بعيره ولده "سعيد" ودخل يريد "تمر" من الذي يوزعونه ذاك الزمان على الميت، فأخذ التمر وخرج من المقبرة مسرعا، فقيل له: هل دفنوا المرحومة فقال: ما أحرقتني كبدي عليها "بغيت تمرة لسعيد".
والمعهد الأوروبي يهمه المقاولة ما أحرقته كبده على الدكاكين، فهو يقرأها ويعلم نشاطها وتأثيرها وأنها مكونات "لا تهش ولا تنش"، وعقد اجتماع بمن حضر ولا يهمه أن يستمر ساعة واحدة أو أقل من ساعة، المهم صورة للحصول على مستخلص المقاولة، "المهم تمرة سعيد".
المشهد السياسي الجنوبي تغير تغيرا يعلم حقيقته المعهد الأوروبي وأن هناك حاملا سياسيا للجنوب له تواجد جماهيري وسياسي وتنظيمي وعسكري هو المجلس الانتقالي وأن الانتقالي قد فتح حوارا جنوبيا واسعا لم يستثن أحدا إلا من رفض وأبى وتتوج بميثاق وطني جنوبي.