لم تشهد عدن ولا محافظات الجنوب هذا الواقع الشيطاني المتخلف والمؤلم على مدى أكثر من قرنين من الزمان حسب معايشتنا واطلاعنا على نمط الحياة الإنسانية في هذا الوطن المخطوف من قبل جماعات لا تعرف معنى الدولة ومسؤوليات الدولة ومؤسسات الدولة ودور تلك المؤسسات الوطنية في تنظيم حياة الناس والمحافظة على مصالح العامة وإنكار المصالح الشخصية التي تنشأ على حساب مصالح الوطن والمواطنين.

إن المرحلة التي نعيشها اليوم لم تخطر على بال أحد منا أو حتى التفكير الاحتمالي بوجودها، لكنها للأسف الشديد أصبحت واقعًا بفعل سيطرة طبقة سياسية وعسكرية جاهلة على الأوضاع في البلاد، وبدلا من صياغة مشاريع وخطط اقتصادية واجتماعية لتلبية احتياجات الشعب تم إعداد مشاريع وخطط تحقق مصالح شخصية على حساب مصالح الوطن والشعب، وبفعل ذلك انهارت كل القيم والأخلاق وحتى الدين في اتجاه تحقيق أهداف لأفراد في مواجهة تحقيق حد أدنى من الحياة الكريمة لعامة الناس، وهذا أدى في المحصلة النهائية إلى بروز حالة القمع والقتل والسلب والنهب والاختطاف والإخفاء القسري لعدد من المواطنين.

كيف حدث ذلك؟ هذا أمر حدث ويحدث في ظل غياب سلطة واعية بأجهزة سلطة تنفذ تشريعات وقوانين تحمي حقوق الجميع وتحقق العدل والمساواة بين أبناء الوطن بدون أي تمييز أو إسقاط لحقوق طرف من أطراف المجتمع المدني المتجذر في سلوك وعقول البشر منذ ما قبل أن يولدوا، لكن الواقع كشف عن خروقات غير متوقعة وخيالية لكنها حدثت وطالت حقوق المواطنين نفذها البعض معتقدا أنه فوق المساءلة القانونية وأن قوته سوف تحميه من العقاب الإلهي والدنيوي متجاهلا ومتناسيا بعض الأحداث المؤلمة التي وقعت خلال الفترة القريبة الماضية، وما كان مصير من قام بتلك الأحداث إلا المثل الشائع الذي يعرفه الناس: وبشر القاتل بالقتل ولو بعد حين.. إن الله سبحانه وتعالى يهمل ولا يمهل، ولا يضيع حقًا من حقوق عباده أبدا، وأن قصاص الله قادم إذا ما فشل الناس في تحقيق نظام يحمي حقوقهم ويحقق المساواة والعدالة بين الجميع.