اجتماع روما يعزز المخاوف من اندلاع حرب إقليمية والكل يدعو إلى عدم التصعيد
> «الأيام» العرب:
>
واعتبر محللون أن الاجتماع لن يقرر إمكانية التوصل إلى هدنة في غزة بقدر ما سيحدد مصير الحرب الإقليمية، خاصة أن حزب الله سبق أن ربط وقف عملياته ضد إسرائيل بمجرد توقف الحرب في غزة.
وقال الموقع إن المقترح يتضمن المطالب الجديدة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وعلى وجه الخصوص "إنشاء آلية رقابية تمنع عودة المسلحين من جنوب قطاع غزة إلى شماله".
وجاء سقوط الصاروخ على مجدل شمس بعد أن أدت غارة إسرائيلية إلى مقتل أربعة من مقاتلي حزب الله في جنوب لبنان. وردّ الحزب بإعلان سلسلة من الهجمات الصاروخية الانتقامية على الجولان وشمال إسرائيل.
وذكر جهاد الحرازين أن قدرة المجتمع الدولي والولايات المتحدة على الضغط على رئيس الحكومة الإسرائيلية سوف تحسم مدى الاتجاه نحو التصعيد أو التهدئة مع حزب الله، لكن الواقع العام يشير إلى أن الأوضاع ربما تبدأ التطور بشكل أكبر.
يعزز انفضاض اجتماع روما بشأن تبادل الأسرى دون التوصل إلى نتيجة واضحة، المخاوف من اندلاع حرب إقليمية وهو ما يعني أن الموقف من غزة سيصبح مجرد تفصيل في معركة شاملة سيكون حزب الله الفاعل الرئيسي فيها.
وجاء ذلك مع دعوات جماعية من أطراف دولية وإقليمية إلى عدم التصعيد عقب هجوم على هضبة الجولان اتهمت إسرائيل حزب الله بالوقوف وراءه وتوعدت بالرد عليه.
وعاد رئيس الموساد ديفيد برنياع مسرعا من الاجتماع دون التوصل إلى اتفاق واضح بعد أن تم ترويج أن صفقة تبادل الأسرى باتت قريبة جدا. واكتفى المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بالقول “إن اللقاء سيتجدد خلال الأيام القادمة".
وتعمل حركة حماس على إقحام حزب الله في المفاوضات ولو بشكل غير مباشر من خلال الاجتماع مع قيادات من الحزب وإبلاغها بالتطورات المتعلقة بمسار التفاوض.
وعقد الأحد اجتماع رباعي في روما بين رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" ورئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني ورئيس جهاز المخابرات العامة المصرية عباس كامل، وبحث الاجتماع تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
وذكر موقع "والا" الإسرائيلي السبت الماضي أن تل أبيب قدمت "مقترحها المحدث" إلى واشنطن بشأن صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس.
وأضاف "يعتقد كبار المسؤولين في فريق التفاوض والجهاز الأمني أن حماس لن تقبل بهذا الشرط، وأن ذلك سيؤدي إلى أزمة في المحادثات".
وتوعّدت إسرائيل الأحد بـ "ضرب العدو بقوة" بعد أن أدى سقوط صاروخ اتّهمت حزب الله اللبناني بإطلاقه إلى مقتل 12 فتى وفتاة في هضبة الجولان المحتلة وأثار مخاوف من اتّساع نطاق الحرب الدائرة في قطاع غزة.
وفي حين نفى حزب الله الحليف لإيران مسؤوليته عن الضربة الصاروخية التي استهدفت بلدة مجدل شمس، حذّرت طهران على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إسرائيل من أن أي “مغامرات” عسكرية جديدة في لبنان قد تسبب "تداعيات غير متوقعة".
ودعا لبنان إلى إجراء "تحقيق دولي" في القصف، محذرا من أن أي هجوم كبير على أراضيه قد يُشعل حربا إقليمية.
وبينما شدّدت الولايات المتحدة على أنها "تدعم جهود إسرائيل" الرامية إلى "وضع حد لهذه الهجمات الرهيبة" ذكرت تسريبات أن واشنطن حذرت تل أبيب من قصف المدن الكبرى المكتظة بالمدنيين، وهو ما عزز توقعات أن تكون إسرائيل تستعد لتوجيه ضربة إلى ضاحية بيروت الجنوبية.
وأخلى حزب الله مواقع له في جنوب وشرق لبنان. ونقلت فرانس برس مساء أمس الأول عن مصادر قولها "أخلى الحزب مواقع له في الجنوب والبقاع يعتقد أنها قد تكون هدفا طبيعيا لإسرائيل".
ويرى الخبير الاستراتيجي والمحاضر في أكاديمية ناصر العسكرية التابعة للجيش المصري اللواء سمير فرج أن الولايات المتحدة معنية بالبحث عن هدوء طويل الأمد في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في حين أن نتنياهو يرغب في فتح جبهة جديدة للحرب مع حزب الله، لأهداف سياسية داخلية تخصه، وبالتالي فإن أي دعوة إلى عدم التصعيد بين إسرائيل وحزب الله قد تبدو بلا قيمة تُذكر، طالما أن نتنياهو مصمم على التصعيد.
وأضاف لـ "العرب" أن "الحرب بين إسرائيل وحزب الله اللبناني قادمة لا محالة، مهما كان حجم التحذيرات من عواقبها والمطالبات الإقليمية والدولية بعدم دخولها، لأن الحكومة الإسرائيلية قررت الحرب بالفعل محاولة إنهاك الحزب عسكريا".
وتابع "الحرب ضد حزب الله لن تتخطى لبنان، ولن تصل إلى تدمير بنى تحتية واسعة في الدولة اللبنانية، وسيكون الضرب الإسرائيلي في اتجاه حزب الله وهياكله، لإحداث أكبر قدر ممكن من الخسائر العسكرية في صفوفه، وقد منح نتنياهو الضوء الأخضر للجيش على ألا تكون لتلك الحرب تداعيات إقليمية وخيمة".
ومجدل شمس هي بلدة درزية لم يقبل العديد من سكانها الجنسية الإسرائيلية منذ احتلال إسرائيل مرتفعات الجولان السورية عام 1967م.
وبدورها حذرت مصر من مخاطر فتح جبهة حرب جديدة في لبنان قد تؤدي إلى جر المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة، داعية إلى "ضرورة التوصل إلى وقف فوري وشامل لإطلاق النار بغزة في أسرع وقت".
أما بريطانيا فأعربت عن تخوّفها من "تصعيد" محتمل، وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي "نحن قلقون للغاية إزاء خطر المزيد من التصعيد وزعزعة الاستقرار. لقد أوضحنا أن حزب الله يجب أن يوقف هجماته".
ودعت الأمم المتحدة الأحد إلى التحلّي بـ "أقصى درجات ضبط النفس"، وذلك في بيان مشترك للمنسقة الخاصة للبنان جينين هينيس بلاسخارت وقائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) أرولدو لازارو.
وجاء في البيان أن "التبادل المكثف والمستمر لإطلاق النار قد يشعل صراعا أوسع نطاقا من شأنه أن يغرق المنطقة بأكملها في كارثة لا يمكن تصورها".
وأكد القيادي بحركة فتح جهاد الحرازين أن الولايات المتحدة لا تريد حربا موسعة في منطقة الشرق الأوسط قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية، وإسرائيل لا تستطيع المواجهة على أكثر من جبهة في توقيت واحد، ما يجعل هناك فرصة لوأد التصعيد الحالي من جانب دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، مشيرا إلى أن إسرائيل قد تحصل على المزيد من الإشارات الخضراء للاستمرار في توجيه ضربات ضد حزب الله ضمن قواعد الاشتباك المتفق عليها منذ بداية حرب غزة.
وأوضح في تصريح لـ "العرب" أن "مصالح القوى الدولية في المنطقة تقتضي عدم إشعال المزيد من النيران، في ظل توالي التهديدات الإيرانية، وهناك اقتناع بأن الأهمية الجيوستراتيجية للشرق الأوسط لا تقبل الدخول في حرب غير معروفة النتائج في الوقت الحالي، ما يفسر بعض المساعي الإقليمية لمعالجة بعض الأمور قبل انفجارها".
وأشار إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة خلال اجتماعات رؤساء الأجهزة الأمنية في روما، إذا أراد نتنياهو ذلك، وهو أمر يضغط حياله المجتمع الدولي لتهدئة الأجواء على الجبهات اللبنانية واليمنية والسورية.