> «الأيام» غرفة الأخبار:

أكد تحليل نشرته مجلة "فورين أفيرز" الأميركية أمس، أن الهجمات العسكرية التي تشنها الولايات المتحدة ضد جماعة الحوثي، لتأمين الملاحة الدولية في البحر الأحمر لم تعد تجد نفعًا، وأن على الإدارة الأميركية اتخاذ سبل جديدة لإدارة المعركة ومواجهة هذه الجماعة التي تستخدم العنف والدعاية الإعلامية لأجل تعزيز شرعيتها في الداخل والخارج.

ويرى التحليل الأميركي أن "الحوثيين باتوا مشكلة عنيدة بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها، حيث تستخدم هذه الجماعة موقعهم على البحر الأحمر لتعطيل الأعمال المعتادة"، لافتًا إلى أن التحالف الذي تقوده أميركا لكبح جماح الحوثيين فشل في الردع الكلي، وهذا ما تؤكده وتيرة الهجمات على السفن التجارية خلال الشهرين الماضيين.

التحليل أعدته الباحثة السياسية، ألكسندرا ستارك، وحمل عنوان "شن الحرب الخطأ في اليمن.. لماذا لا يمكن قصف الحوثيين حتى يخضعوا؟" وركز على أهمية انتهاج الولايات المتحدة استراتيجية مغايرة لإدارة المعركة وتأمين الملاحة الدولية.

وأشارت الباحثة إلى أن الحوثيين تمكنوا من استخدام العنف بنجاح لتصوير أنفسهم باعتبارهم المدافعين عن الفلسطينيين، وتعزيز شرعيتهم في الداخل والخارج، وإظهار أهميتهم كعضو رئيسي في "محور المقاومة" الإيراني الذي يمتد من العراق إلى لبنان والذي تستخدمه طهران لنشر نفوذها في المنطقة.

يؤكد التحليل: "أن الولايات المتحدة لا تملك سوى خيارات قليلة جيدة عندما يتعلق الأمر بالرد على الحوثيين. فحتى الآن، فشلت الضربات العسكرية، والعقوبات التي تستهدف قيادة الحوثيين، والجهود الرامية إلى منع تهريب الأسلحة في وقف الهجمات".

وأوضح أن أفضل فرصة للولايات المتحدة لردع هجمات الحوثيين هي إيجاد السبل اللازمة لإدارة حملة إعلامية خاصة بها لمواجهة رسائل الحوثيين. وما دام الحوثيون يعتقدون أنهم يربحون حرب المعلومات، فمن المرجح أن يستمروا في هجماتهم. إن تحييد الدعاية الحوثية هو أفضل وسيلة لردع هجمات الجماعة. والطريقة الأكثر مباشرة لإضعاف رسالتهم هي التوصل إلى وقف إطلاق نار مستدام في غزة. ورغم عدم وجود ضمانات بأن الحوثيين سيوقفون هجماتهم بمجرد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، فإن هذا من شأنه أن يقلل إلى حد كبير من قوة رسالتهم من خلال القضاء على مصدر ضخم للمظالم والقلق الشعبي".

وأختتم التحليل بالتأكيد على أن تبادل المعلومات على وسائل التواصل الاجتماعي حول الضرر الذي ألحقه الحوثيون باليمنيين العاديين من شأنه أن يساعد في إظهار نفاق الجماعة. مشيرا إلى أهمية التركيز إلى ما تخلفه الهجمات الحوثية على السفن التجارية من أضرار من ارتفاع تكلفة الشحن الذي يعكس بدوره على السلع الأساسية مثل الغذاء والوقود التي تصبح أكثر تكلفة بالنسبة لليمنيين.