> سالم حيدرة صالح:
قبل ثلاث سنوات قامت وزارة الكهرباء والطاقة بإرسال فريق إلى محافظة أبين لتفقد الموقع المقترح لإنشاء محطة كهرباء تعمل بالطاقة الشمسية. تم اختيار مدينة زنجبار كموقع لهذا المشروع الحيوي الذي كان من شأنه أن يسهم في تحسين إمدادات الكهرباء في المنطقة، وقد حظي المشروع بالموافقة الرسمية من قبل النائب أبو زرعة المحرمي، مما أعطى أملًا كبيرًا للسكان في رؤية المشروع يتحقق.
ومع ذلك، على الرغم من مرور كل هذا الوقت واعتماد المشروع رسميًا، إلا أن المحطة لم تُنشأ ولم يبدأ العمل الفعلي على تنفيذ المشروع. هذا التأخير في تنفيذ المشروع يثير تساؤلات حول العقبات التي قد تكون سببًا في عدم تحقق هذا الهدف الطموح، والتي قد تتنوع بين التحديات المالية أو البيروقراطية، أو ربما صعوبات أخرى غير معلنة.
في ظل التحديات التي تواجهها المنطقة من نقص في إمدادات الكهرباء، يظل هذا المشروع ضرورة ملحة. من المهم أن تتم متابعة الموضوع من قبل الجهات المعنية لضمان تسريع تنفيذ المشروع وتحقيق الفائدة المرجوة منه لسكان المنطقة، فمشاريع الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية، تمثل حلًا مستدامًا يمكن أن يلبي احتياجات السكان ويخفف من اعتمادهم على مصادر الطاقة التقليدية.
في محافظة أبين تعاني العديد من المشاريع من التأخير والتعثر على مدى سنوات طويلة، ومن أبرز هذه المشاريع مشروع إنشاء محطة كهرباء بقدرة 30 ميجاوات في حارة باشحارة بمدينة زنجبار. على الرغم من بدء الأعمال الإنشائية لهذا المشروع، إلا أنه لم يتم استكماله وأصبح مجرد حبر على ورق، دون أن يرى النور.
هذا التعثر في تنفيذ مشاريع الكهرباء، الذي كان من الممكن أن يلعب دورًا حيويًا في تحسين حياة المواطنين من خلال تقليل الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، قد أثر سلبًا على المنطقة. سكان أبين يعانون منذ فترة طويلة من مشاكل متكررة في الكهرباء، ومثل هذه المشاريع كانت ستخفف من معاناتهم وتساهم في تحسين الظروف المعيشية.
إن الوضع الحالي يعكس تحديات كبيرة تواجه تنفيذ مشاريع البنية التحتية الحيوية في المنطقة، وهو ما يستدعي تحركًا جادًا من قبل الجهات المعنية لمعالجة الأسباب التي تعرقل هذه المشاريع وضمان استكمالها، فإذا تم إنجاز هذه المشاريع، سيكون لها تأثير إيجابي كبير على استقرار إمدادات الكهرباء في المنطقة وتحسين جودة الحياة للسكان.
في ديسمبر 2018م أصدر الرئيس السابق عبدربه منصور هادي قرارًا لمجلس الوزراء بإنشاء محطة توليد كهرباء بقدرة 30 ميجاوات في مدينة زنجبار، بمحافظة أبين. كان من المتوقع أن يسهم هذا المشروع في تحسين وضع الكهرباء في المنطقة بشكل كبير، خاصة مع ما تعانيه من انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي.
ورغم استكمال كل الإجراءات المطلوبة لتنفيذ هذا المشروع، بما في ذلك إقرار المناقصة وحجز الأرضيات وفق المساحات المطلوبة، إلا أن المشروع لم يرَ النور حتى اليوم. لا يزال المشروع معلقًا، مما يزيد من معاناة سكان زنجبار والمناطق المجاورة بسبب استمرار أزمة الكهرباء.
هذا التأخير في تنفيذ المشروع يثير تساؤلات حول الأسباب التي تحول دون تحقيقه، رغم استيفاء جميع المتطلبات الرسمية واللوجستية. وإذا تم تنفيذ هذا المشروع، فإنه سيخفف بشكل كبير من الأعباء التي يواجهها المواطنون في المنطقة بسبب الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، وسيعزز من استقرار إمدادات الطاقة في أبين.
بحسب المعلومات المتوفرة، أقرت وزارة الكهرباء والطاقة في عام 2020 إرساء المناقصة الخاصة بمشروع إنشاء محطة توليد كهرباء بقدرة 30 ميجاوات على شركة الأخوة (UPS). يقع المشروع على مساحة 400×350 متر مربع بين مدينتي زنجبار وجعار، وبمحاذاة خطوط تصريف الطاقة بقدرة 33 ك.ف، ورغم هذه الخطوات الهامة، لم يتم تنفيذ المشروع حتى الآن.

هذا الإهمال المتعمد وتجاهل تنفيذ المشروع أثار موجة غضب شعبية واستياء واسعا بين أبناء محافظة أبين، الذين كانوا يعقدون آمالًا كبيرة على هذا المشروع في إنهاء معاناتهم الطويلة مع انقطاع التيار الكهربائي. بالنسبة للكثيرين، كان من المتوقع أن يمثل هذا المشروع حلاً جذريًا أو على الأقل خطوة هامة نحو التخفيف من أعباء الانقطاعات المتكررة للكهرباء التي تؤثر بشكل كبير على حياتهم اليومية.
استمرار التأخير في تنفيذ المشروع يضيف إلى الشعور بالإحباط بين المواطنين، ويعزز من مطالبهم المتكررة بضرورة الإسراع في إنجاز هذه المحطة التي من شأنها تحسين مستوى الخدمات الكهربائية في المنطقة وضمان استقرار الإمدادات الكهربائية.
تساءل مواطنون في دلتا أبين عن الأسباب التي أدت إلى تعثر مشروع إنشاء محطة توليد كهرباء بقدرة 30 ميجاوات، وجعله في سلة الإهمال، كما هو حال محافظتهم المنسية التي معظم مشاريعها الحيوية معطلة أو بمعنى آخر مجرد حبر على ورق ومرمية في خانة الإهمال والنسيان.
وطالبوا بسرعة البدء في المشروع وإنجازه في أسرع وقت ممكن نظرًا لأهميته الكبيرة، حيث إن تنفيذه سيعمل على تخفيف معاناتهم نتيجة الانطفاءات المتكررة للتيار الكهربائي في ظل ارتفاع درجة الحرارة.
وقال الإعلامي نائف الرصاصي، إن الإهمال والتسيب وعدم تنفيذ المشاريع الخدمية في إطار الكهرباء، التي ظلت تراوح مكانها مثل مشروع 30 ميجاوات الذي بدأت الأعمال الإنشائية فيه ثم توقفت، إضافة إلى مشروع الطاقة الشمسية الذي وجه به النائب أبو زرعة المحرمي، لكن لم يتم البدء في تنفيذ هذه المشاريع التي لها أهمية كبيرة في حياة الناس.
وأشار الرصاصي في حديثه لـ "الأيام" إلى أن الحكومة لم تفِ بتعهداتها في تنفيذ المشاريع الخدمية في أبين، وهناك من يحارب أبناء أبين بالمشاريع بسبب مواقفهم المعروفة تجاه القضية الجنوبية، متناسين أن أبين هي خاصرة الجنوب.

ولفت إلى أن المواطن يتطلع لتنفيذ مشاريع الطاقة في مجال الكهرباء للتخفيف من المعاناة التي يمر بها نتيجة انقطاعات الكهرباء المتكررة، لكن هناك لوبي يعمل على تأخير تنفيذ مثل هذه المشاريع ليظل المواطن يعاني من سياسة الإذلال التي تنتهجها بعض القوى التي لا تحب الخير لأبين خاصة والجنوب عامة.
من جانبه، قال الشخصية الاجتماعية الشيخ خالد الدحبي، إن أبين عانت كثيرًا من الحرمان والنسيان، وحان الوقت أن تحظى بلفتة كريمة من قبل الدولة في تنفيذ مشاريع الكهرباء التي توقفت دون معرفة الأسباب.
وأوضح في حديثه لـ "الأيام" أن مشروع توليد الطاقة الكهربائية بقدرة 30 ميجاوات طال تنفيذه جراء توقف العمل فيه في مدينة زنجبار، بعد أن تم تحديد الأرضية وإنشاء الأعمال لهذا المشروع الحيوي والهام، ولكنه توقف دون سابق إنذار. استكمال هذا المشروع له أهمية كبيرة لدى المواطنين في تحقيق الاكتفاء من الكهرباء وعدم الاعتماد على خط كهرباء جعار الحسوة الذي تبلغ قدرته 3 ميجاوات، والذي لا يغني ولا يسمن من جوع.

وناشد رئيس مجلس القيادة د. رشاد العليمي ونائبه اللواء عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، والنائب أبو زرعة المحرمي، توجيه وزارة الكهرباء والطاقة لاستكمال مشروع 30 ميجاوات والعمل على تنفيذ مشروع الطاقة الشمسية من أجل التخفيف من معاناة المواطنين.
وقال المواطن زهير حنبلة، إن أبين لا تزال خارج دائرة الاهتمام، ولم نشاهد أي اهتمام في تنفيذ المشاريع الخدمية، ومازلنا نحلم باستكمال مشروع توليد الكهرباء بقدرة 30 ميجاوات الذي بدأت الأعمال الإنشائية فيه، لكنه توقف وظل حبرًا على ورق.
وأشار إلى أن المواطنين أصيبوا بخيبة أمل كبيرة جراء توقف مشروع 30 ميجاوات الذي يعتبرونه حبل النجاة، كونه سيخفف من معاناتهم، ولكن خابت كل الأماني ولم نتوقع أن يصل الأمر بهذا المشروع إلى التوقف.
ولفت إلى أن الصدمة الثانية التي تلقاها مواطنو دلتا أبين هي عدم تنفيذ مشروع الطاقة الشمسية الذي اعتمده نائب الرئيس أبو زرعة المحرمي وتم تحديد مكان إقامة المشروع بمدينة زنجبار، ولكن لم يتم تنفيذه. هل
كتب علينا الحرمان والشقاء والنكد والعذاب؟
من جانبه، قال الكابتن عارف الحيف، إن المواطن في دلتا أبين الخصيب، سلة الجنوب الزراعية، أصيب بصدمة كبيرة نتيجة عدم تنفيذ مشروعين مهمين في مجال الكهرباء لهما أهمية كبيرة في التخفيف من معاناة المواطن المغلوب على أمره.
وأشار إلى أن هناك لوبي في الحكومة لا يحب الخير لأبين وأهلها، من خلال محاربتهم بعدم تنفيذ مشاريع الكهرباء، وعندما تم وضع حجر الأساس لتنفيذ مشروع 30 ميجاوات في حارة باشحارة بزنجبار، فرح المواطنون لما له من أهمية كبيرة.
وأضاف أن بعد تنفيذ الأعمال الإنشائية توقف العمل في المشروع رغم استكمال كل الإجراءات بحجة ارتفاع صرف الدولار، وهذه أعذار واهية، وكان حينها رئيس الوزراء معين عبدالملك الذي سعى لتحويل المشروع إلى تعز.
وقال الكابتن حسام الحيدري، إن المواطن الأبيني اكتوى بسياسة الحكومات المتعاقبة والفاسدة التي تعمل على إذلال المواطن الجنوبي من خلال حرب الخدمات، ولم يتم تنفيذ المشاريع الحيوية التي تم اعتمادها لدلتا أبين، وسعت لإفشالها، ومنها مشروع توليد الكهرباء بقدرة 30 ميجاوات.
وأشار إلى أن هذا المشروع ظل حبرًا على ورق رغم البدء في الأعمال الإنشائية، ولم يتم اعتماد المخصصات المالية لتنفيذه من قبل حكومة معين الفاسدة التي سعت لإذلال المواطن الجنوبي.
وأضاف أن هناك العديد من المشاريع الحيوية في البنية التحتية لم يتم تنفيذها في مديريات أبين، وهذا يأتي نتيجة سياسات الاحتلال اليمني في إذلال شعب الجنوب الأبي.
وقالت خلود القديري مديرة إدارة اللجنة الوطنية للمرأة، إن عدم تنفيذ مشاريع الكهرباء المعتمدة يضع أكثر من علامة استفهام حول جدوى وزارة الكهرباء والطاقة في تنفيذ مثل هذه المشاريع الحيوية والهامة التي من شأنها تخفيف معاناة المواطنين من الانطفاءات المتكررة للكهرباء، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة، كون دلتا أبين منطقة ساحلية ترتفع فيها درجات الحرارة بشكل كبير.
وأضافت أن ما يحز في النفس أن مشروع 30 ميجاوات لم يُستكمل، بل تعثر العمل فيه ولا نعلم ما هي الأسباب التي أدت إلى توقفه بعد أن بدأت الأعمال الإنشائية. كل ما نريده هو استكمال تنفيذ هذا المشروع الحيوي والهام.
وناشدت رئيس مجلس القيادة د. رشاد العليمي أن يوجه الجهات ذات العلاقة لاستكمال مشروع توليد الكهرباء بقدرة 30 ميجاوات المتعثر لأسباب واهية.
وقال الشاب علي خالد، إن الحكومة لم تفِ بوعودها تجاه مشروع كهرباء 30 ميجاوات قيد الإنشاء، الذي ظل لسنوات طويلة متوقفًا، ونحن بأمس الحاجة لهذا المشروع الحيوي والهام لتخفيف معاناة الناس في ظل الحر الشديد، فهل مشاريع أبين هي مجرد حبر على ورق؟ أفيدونا.
وأشار إلى أنه يتمنى من الحكومة أن تصدق ولو مرة واحدة في تنفيذ المشاريع في أبين بعيدًا عن سياسة المحاصصة ولوي الذراع وحرب الخدمات التي أصابتنا في مقتل.
وقال المواطن وليد الربوعي إن من باب الإنصاف، فإن محافظ أبين أبوبكر حسين سالم كان له دور محوري في هذه المشاريع بعد أن وفر الأرضيات لمشاريع الطاقة الشمسية في زنجبار ورصد ومودية والمحفد، إلا أن هناك لوبي كان خلف توقيف هذه المشاريع.
وأكد الربوعي أن هناك جهودًا قد بذلت من قبل نائب رئيس مجلس القيادة أبو زرعة المحرمي من أجل تنفيذ مشاريع الطاقة الشمسية للتخفيف من معاناة المواطنين، لكن لوبي الفساد في وزارة الكهرباء والطاقة كان له رأي آخر.
وقال مدير الإدارة التنظيمية بانتقالي أبين عبدالله برهوت، إن أبين اكتوت بالعذاب والنسيان جراء السياسات الممنهجة التي استهدفتها، خاصة الجنوب عامة، من خلال حرب الخدمات، فلا حكومة معين فيها خير، ولا حكومة بن مبارك ستعمل أي شيء. الوضع ظل كما هو عليه، ضحك على الدقون.