تمتد أيادينا في كل يوم للمصافحة وتقديم التحية والتكبير والسلام على الآخرين، وفي كل لقاء تتشابك فيه الأيادي وكأنها علامة بأن الله قد خلق تلك الفراغات بين أصابعنا كي تمتلئ بأيدي أعزاء قلوبنا الذين نرافقهم طريق الحياة، وحين تشابك الأيادي تبنى جسور التعارف والتعايش بين مختلف الناس، وكأن هذه اللقاءات هي مفاتيح خفية للنمو والتعلم. سواء كان اللقاء إيجابيًا أو سلبيًا، فهو يحمل في طياته درسًا أو تجربة تضيف إلى خبراتنا. من خلال التفاعل مع الآخرين، نكتشف جوانب جديدة من أنفسنا، نتعلم عن الحياة، ونطور مهاراتنا في التعامل مع التحديات والفرص. في النهاية، كل تجربة تضيف لبنة إلى بناء شخصياتنا.

وما اللقاء سوى درس وقصة فكل إنسان يمر في حياتنا يترك أثرًا، سواء كان بسيطًا أو عميقًا، قد يأتي البعض ليعلمنا درسًا، أو ليمنحنا السعادة، أو ليختبر صبرنا وقوتنا، مرورهم ليس عشوائيًا، بل هو جزء من مسيرة حياتنا التي تسهم في تشكيل شخصياتنا وإدراكنا، بمعنى أن اللقاء هو فرصة للنمو والتعلم، وأحيانًا للتغيير.. يقول ابن الرومي: "أنا لم أت لأعطيك شيئًا جديدًا، لقد أتيت لأخرج جمالًا لم تكن تعرف إنه موجود فيك".

وفي رحلة الحياة نرى البشرية تسير جنبًا إلى جنب بخطى متفاوتة وتتقدم وتتطور بمدى التعاون والتفاعل المتبادل بين الأفراد والمجتمعات، فالنجاح والتطور لا يحدثان في عزلة، بل من خلال العمل المشترك والدعم المتبادل وتعلم الناس من بعضهم البعض، ومواجهة التحديات سويًا، ومساهمتهم في بناء مستقبل مشترك يعزز من الرخاء والنمو الجماعي. يتم تحقيق هذا النمو من خلال تبادل المعرفة والخبرات والتعلم الجماعي، وبطريقة أخرى عندما يعمل الناس معًا، يتشاركون في النجاح والتحديات، لتعزيز نضجهم وتطورهم بشكل مشترك.

إن هذه الرؤية تشجعنا على تبني عقلية مفتوحة تحترم الاختلافات وتتقبلها وتضع الخلافات جانبًا للمضي قدمًا كأفراد وكمجتمع نحو الأمام.

ودمتم سالمين.