فَم الغمامة
> احتارت هيئة الأُمم، وتوارت خارطة الطريق، وصار حال القوم في البلد كالذي يمضي إلى نَفَق، أو خُرْم إبرة.
حتى النحلة التي تهيمُ في الورود لا تظلُّ طريقها، وهي حشرة ضئيلة، بينما جيءَ بنا إلى قومٍ تولّوا أمرنا يتيهون بنا في دهاليز الحياة، ولا يهتدون سبيلا، أو على قول الناظم:"أضاعوني وأي فتىً أضاعوا"..
عشر سنوات ولا خلصوا بنا لطريق، وما حملونا إلى قارب نجاة، وقعوا في ورطة البند السابع فسُلِبَ منهم القرار، فلا خُطوة إلّا أن يُشار إليهم، وكأن العالم يعدُّ لهم "معصوبة" مُرّة المذاق، كلما قرّبها إليهم أوجسوا منها خيفة، فمكثوا بلا حَلْ، وقيل انظروا إلى فَمِ الغمامة، إنْ تجُدْ لكم، وإلّا "دونكم خَرْط القتاد"!
لكن مَنْ جاء بالمصيبة أولًا؟!
نحن نبرّئ ساحة الجنوب من صناعة الأزمة، لقد أطلّت الفِتنة برأسها من صنعاء، وحين اشتدت بالقوم قفزوا إلى عدن.
يشهد المواطن أنّ "صَيَاد، وأم الصُبيان، وأُم الصُّروم، وجِدّة العفاريت كلهن" أقبلنَ من الشمال، بينما البقعة التي زعم أصحاب الهضبة أنها "شيوعية" وأهلها سكارى، ظلت نظيفة، نقية، طاردة للشرور، عصيّة على الجِنّ، لديها مناعة من تلبيس إبليس، بدليل أن الجميع لجأوا إليها، ولاذوا بجنابها، واطمأنوا لرحابها.
يقول المراقب لحال البلد.. إنّ عدن صارت مركز أهل السُّنّة، جاءوا إليها من السهل والجبل، وقد قيل عن المدينة التي سمّاها بعض رموز الشمال ورؤساء القبائل "شيوعية"، أنّ لها تاريخ عريق مع السُّنّة النبوية، فقد سافر إليها قديمًا أحمد بن حنبل إمام أهل السُّنّة والجماعة رحمة الله عليه.
عشر سنوات والبلد منفصل اقتصاديًّا وسياسيًّا، بينما يستشيطون غضبًا إذا تنادى أبناء الجنوب من أجل استعادة دولتهم، وهو ما سيحدث لامحالة، وقد صرّحت مؤسسات دولية كبرى أن البلد يمضي نحو هذا الحل، وليس آخرها مؤسسة "فريدريش إيبرت" الألمانية التي قالت بالحرف الواحد.. "لا ينبغي أن نتفاجأ بحل الدولتين في اليمن".
كانت الأبواب مفتّحة، فطال أمد التفاوض، وراوغ الساسة، وأقْدَمت هيئة الأُمم وأحْجمَت، حتى أُغِلقت الأبواب، فليس غير شَقٍ "يتخاوص" منه المتصارعون في انتظار مخرج، أو هَطْلٌ من فم الغمامة.
لكن ما ذنب الشعب الجائع؟!
وأين النَفع من حديث هيئة الأمم الصاخب عن الجانب الإنساني، وقد حَلّ بالديار في البلد شمالهِ وجنوبه داء الإفقار، كل هذه التداعيات تثبت أن خيار حَل الدولتين هو الخيار الأمثل، إنْ كان في عُرْف هيئة الأُمم بقية عَدْل، فلقد دفع الجنوب ثمنًا باهضًا من أمنهِ واقتصاده وحياة مواطنيه، وليس غير ذلك عدا شوك السعدان، وإلّا النَفَق المظلم.
جُدْ يا فمِ الغمامة، فقد هَرِمَ الناس، في انتظار الفتح من الفتّاح.. ولعلّ في النفوس بقية أمل، وسيأتي الحق لا محالة:
إذا ليلةٌ أهرمتْ يومَها
أتى بعد ذلكَ يومٌ فتي.
حتى النحلة التي تهيمُ في الورود لا تظلُّ طريقها، وهي حشرة ضئيلة، بينما جيءَ بنا إلى قومٍ تولّوا أمرنا يتيهون بنا في دهاليز الحياة، ولا يهتدون سبيلا، أو على قول الناظم:"أضاعوني وأي فتىً أضاعوا"..
عشر سنوات ولا خلصوا بنا لطريق، وما حملونا إلى قارب نجاة، وقعوا في ورطة البند السابع فسُلِبَ منهم القرار، فلا خُطوة إلّا أن يُشار إليهم، وكأن العالم يعدُّ لهم "معصوبة" مُرّة المذاق، كلما قرّبها إليهم أوجسوا منها خيفة، فمكثوا بلا حَلْ، وقيل انظروا إلى فَمِ الغمامة، إنْ تجُدْ لكم، وإلّا "دونكم خَرْط القتاد"!
لكن مَنْ جاء بالمصيبة أولًا؟!
نحن نبرّئ ساحة الجنوب من صناعة الأزمة، لقد أطلّت الفِتنة برأسها من صنعاء، وحين اشتدت بالقوم قفزوا إلى عدن.
يشهد المواطن أنّ "صَيَاد، وأم الصُبيان، وأُم الصُّروم، وجِدّة العفاريت كلهن" أقبلنَ من الشمال، بينما البقعة التي زعم أصحاب الهضبة أنها "شيوعية" وأهلها سكارى، ظلت نظيفة، نقية، طاردة للشرور، عصيّة على الجِنّ، لديها مناعة من تلبيس إبليس، بدليل أن الجميع لجأوا إليها، ولاذوا بجنابها، واطمأنوا لرحابها.
يقول المراقب لحال البلد.. إنّ عدن صارت مركز أهل السُّنّة، جاءوا إليها من السهل والجبل، وقد قيل عن المدينة التي سمّاها بعض رموز الشمال ورؤساء القبائل "شيوعية"، أنّ لها تاريخ عريق مع السُّنّة النبوية، فقد سافر إليها قديمًا أحمد بن حنبل إمام أهل السُّنّة والجماعة رحمة الله عليه.
عشر سنوات والبلد منفصل اقتصاديًّا وسياسيًّا، بينما يستشيطون غضبًا إذا تنادى أبناء الجنوب من أجل استعادة دولتهم، وهو ما سيحدث لامحالة، وقد صرّحت مؤسسات دولية كبرى أن البلد يمضي نحو هذا الحل، وليس آخرها مؤسسة "فريدريش إيبرت" الألمانية التي قالت بالحرف الواحد.. "لا ينبغي أن نتفاجأ بحل الدولتين في اليمن".
كانت الأبواب مفتّحة، فطال أمد التفاوض، وراوغ الساسة، وأقْدَمت هيئة الأُمم وأحْجمَت، حتى أُغِلقت الأبواب، فليس غير شَقٍ "يتخاوص" منه المتصارعون في انتظار مخرج، أو هَطْلٌ من فم الغمامة.
لكن ما ذنب الشعب الجائع؟!
وأين النَفع من حديث هيئة الأمم الصاخب عن الجانب الإنساني، وقد حَلّ بالديار في البلد شمالهِ وجنوبه داء الإفقار، كل هذه التداعيات تثبت أن خيار حَل الدولتين هو الخيار الأمثل، إنْ كان في عُرْف هيئة الأُمم بقية عَدْل، فلقد دفع الجنوب ثمنًا باهضًا من أمنهِ واقتصاده وحياة مواطنيه، وليس غير ذلك عدا شوك السعدان، وإلّا النَفَق المظلم.
جُدْ يا فمِ الغمامة، فقد هَرِمَ الناس، في انتظار الفتح من الفتّاح.. ولعلّ في النفوس بقية أمل، وسيأتي الحق لا محالة:
إذا ليلةٌ أهرمتْ يومَها
أتى بعد ذلكَ يومٌ فتي.