> «الأيام» سكاي نيوز عربية:

شهد البحر الأحمر تصاعدا ملحوظا في هجمات الحوثيين على السفن التجارية خلال الفترة الأخيرة، وخاصة بعد فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة.

تثير هذه الهجمات تساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراءها، وهل هي مجرد وسيلة لزيادة الضغط الإيراني بهدف تحسين موقفها التفاوضي، أم أنها تمثل محاولة لتثبيت سياسة الأمر الواقع التي تريد الجماعة الحوثية فرضها في اليمن في أي تسوية سياسية قادمة؟.

يُعتقد أن إيران تشجع الحوثيين على تصعيد هجماتهم في البحر  الأحمر من أجل ممارسة مزيد من الضغط على الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، وتسعى إيران من خلال ذلك إلى تحقيق أهداف عدة.
أبرز هذه الأهداف تحسين موقف طهران التفاوضي من خلال استخدام ورقة الحوثيين للحصول على تنازلات من الولايات المتحدة في الملف النووي والملفات الإقليمية الأخرى.

وتأمل إيران أن يجبر تصعيد الحوثيين الولايات المتحدة على إعادة النظر في العقوبات المفروضة عليها.
وترغب إيران في توسيع نفوذها الإقليمي، وترى في تصاعد هجمات الحوثيين فرصة لتعزيز نفوذها في اليمن والمنطقة بشكل عام.

لا تقتصر دوافع تصعيد الحوثيين على خدمة الأجندة الإيرانية فقط، بل يعتقد أيضًا أن الجماعة تسعى من خلال هذه الهجمات إلى تحقيق أهداف خاصة بها:
فرض سياسة الأمر الواقع: تريد الجماعة الحوثية أن تثبت سيطرتها على مناطق واسعة من اليمن، وأن تصبح طرفًا رئيسيا لا يمكن تجاهله في أي تسوية سياسية قادمة.

تعزيز موقفها التفاوضي: تسعى الجماعة الحوثية من خلال تصعيد هجماتها إلى تعزيز موقفها في أي مفاوضات سلام مستقبلية.
الحصول على تنازلات: تأمل الجماعة الحوثية أن يجبرها تصعيدها على الحكومة اليمنية والقوى الإقليمية على تقديم تنازلات لها.

وينذر تصاعد هجمات الحوثيين في البحر الأحمر بعواقب وخيمة على مستويات عدة، منها:
تهديد الملاحة الدولية: تشكل هذه الهجمات تهديدا خطيرا لحرية الملاحة في البحر الأحمر، وهو ممر مائي حيوي للتجارة العالمية.

زعزعة استقرار المنطقة: يساهم تصاعد الهجمات في زيادة التوترات في المنطقة ويهدد الأمن والاستقرار الإقليميين.
تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن: يؤدي تصاعد الهجمات إلى زيادة معاناة الشعب اليمني ويعيق جهود الإغاثة الإنسانية.

ويتطلب التصدي للهجمات الحوثية تضافر جهود المجتمع الدولي من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية، والضغط على إيران لوقف دعمها للحوثيين.