> سالم حيدرة:
أطفال وادي حفا بلا تعليم وأهاليهم يناشدون إنشاء مدارس
تنتشر القرى في وادي حفا على مناطق متناثرة، منها وادي عراعر، ووادي البرك، ووادي الرصعة، ووادي دهومة، وغيرها. هذه القرى تعاني من العزلة التامة، فلا طرق معبدة تصلها، ولا مشاريع خدماتية تشملها، ولا حتى زيارات من المسؤولين.
ويضيف عوض بحسرة: "لم تصل إلينا أي جهة حكومية أو منظمة دولية. نحن نعيش وكأننا في عالم آخر، لا خدمات ولا مشاريع ولا اهتمام من أحد".
وأشار سعيد إلى أن حلم الأهالي بسيط للغاية، وهو إنشاء مدارس قريبة تمكن الأطفال من تلقي التعليم، إلى جانب حفر آبار لتوفير المياه الصالحة للشرب. وأضاف: "التعليم والمياه هما أساس أي حياة كريمة، ونحن نفتقر إلى كليهما".
وأضاف: "لا نطلب المستحيل. كل ما نريده هو بئر ارتوازية لتخفيف معاناتنا، ومدرسة لأطفالنا، وطرقًا تتيح لنا التنقل بسهولة. نحن بشر، ونستحق حياة كريمة".
ويطالب السكان المؤسسة العامة للطرق والجسور بسرعة التدخل لإصلاح هذه الطرق وإعادة تأهيلها. الطريق ليست مجرد وسيلة للنقل، بل هي شريان حياة يمكن أن يسهم في فك العزلة عن المنطقة وجلب بعض الخدمات الأساسية إليها.
وتبقى معاناة سكان وادي حفا شاهدة على الإهمال التنموي الذي تعاني منه كثير من المناطق الريفية في اليمن. في ظل غياب المشاريع والخدمات، يستمر الأهالي في مواجهة قسوة الحياة بصبر وأمل في تدخل قد يخفف من معاناتهم الممتدة لسنوات طويلة. فهل تتحرك الجهات المعنية أخيرًا لإنقاذ هذه المنطقة المنسية؟
> في أعماق مديرية أحور بمحافظة أبين، يعيش سكان قرى وادي حفا حياة قاسية تفتقر إلى أبسط مقومات العيش الكريم. لا مياه نقية للشرب، ولا تعليم، ولا خدمات صحية، ولا حتى طرق تصلح للتنقل. واقع يشبه العودة إلى القرون الوسطى حيث تعتمد الحياة على الجهد البدني في ظل انعدام الخدمات الأساسية التي تُعد حقًا مشروعًا لكل مواطن.
يعاني أهالي وادي حفا من أزمة حادة في المياه الصالحة للشرب، إذ يضطرون إلى قطع مسافات طويلة لجلب المياه على ظهورهم عبر تضاريس صعبة. هذه المياه التي يحصلون عليها بالكاد تفي بالحاجة، وغالبًا ما تكون غير صحية، ما يعرضهم لخطر الإصابة بالأمراض. يقول السكان إن جلب المياه يستهلك معظم وقتهم وطاقتهم يوميًا، ما يزيد من صعوبة الحياة في ظل غياب أي دعم حكومي أو جهود تنموية ملموسة.
الحياة في وادي حفا بدائية بكل المقاييس. يسكن السكان في عشش مصنوعة من سعف الأشجار، لا تحميهم من حرارة الصيف اللاهبة ولا من برد الشتاء القارس. هذه المنازل البدائية تعكس صمود السكان وتمسكهم بأرضهم التي تمثل لهم إرثًا تاريخيًا واجتماعيًا، على الرغم من قسوة الظروف المحيطة بهم.
- تربية المواشي مورد شحيح
ويضيف عوض بحسرة: "لم تصل إلينا أي جهة حكومية أو منظمة دولية. نحن نعيش وكأننا في عالم آخر، لا خدمات ولا مشاريع ولا اهتمام من أحد".
- التعليم غائب تمامًا
الأطفال في قرى وادي حفا محرومون من حقهم في التعليم، حيث تغيب المدارس تمامًا عن المنطقة. يقول المواطن أحمد سعيد: "نحن عاجزون عن إرسال أبنائنا إلى مناطق بعيدة للدراسة بسبب الفقر. نتيجة لذلك، أصبح أطفالنا أميين، ولا نملك لهم أي أفق سوى الحياة البدائية التي نعيشها".
- مطالب ملحّة ومناشدات متكررة
تكرر الأهالي مناشدتهم للسلطات المحلية في محافظة أبين، وعلى رأسها المحافظ أبو بكر حسين سالم، بزيارة المنطقة والاطلاع على معاناتهم. كما وجهوا رسائل مباشرة إلى نائب المحافظ أمين عام المجلس المحلي مهدي الحامد، الذي ينتمي إلى مديرية أحور، مطالبين إياه بتحمل مسؤوليته تجاه أبناء منطقته.
وقال المواطن عبد الله مبارك صالح: "نحن محرومون من كل شيء. عشنا على أمل أن يهتم بنا المسؤولون، خاصة أن نائب المحافظ من منطقتنا، لكنه لم يلتفت إلينا. نحن نطالبه اليوم بتحمل مسؤوليته والعمل على تحسين أوضاعنا".
- البنية التحتية المتهالكة تزيد من المعاناة
إلى جانب كل تلك التحديات، تعاني الطرق المؤدية إلى وادي حفا من أضرار كبيرة نتيجة السيول التي ضربت المنطقة مؤخرًا. الحفر والانهيارات تسببت في العديد من الحوادث المرورية المميتة، ما يجعل التنقل خطرًا حقيقيًا.
- حياة أشبه بالصراع اليومي
رغم كل الظروف الصعبة، يواصل سكان وادي حفا حياتهم بإصرار وتمسك بأرضهم. يقول المواطن أحمد سعيد: "نحن نعيش حياة صعبة، لكننا لا نستطيع مغادرة أرضنا. هي جزء من هويتنا وتاريخنا، ونأمل أن يأتي يوم تتحسن فيه أوضاعنا".
واختتم حديثه برسالة إلى المسؤولين: "نحن أبناء هذه الأرض، ولنا حق في التنمية والرعاية. لن نطلب المستحيل، فقط وفروا لنا ما يمكن أن يجعل الحياة ممكنة".