​قبل حرب أوكرانيا حرفيًا لم يكن لدى روسيا أي قصة خاصة بها في صنعاء، لكن بعد الحرب أصبح الحوثيون الآن طرفًا في هذا الصراع بالنسبة لموسكو، وعلى مدى العامين الماضيين التقى نائب رئيس وزارة الخارجية الروسية بوغدانوف بممثلي الحركة الحوثية أربع مرات على الأقل وهذا أكثر من أي من المشاركين الآخرين في الصراع في اليمن.

على الرغم من أنه مع اندلاع الحرب الأهلية في اليمن عام 2014، تم تقليص معظم المبادرات المشتركة وإنهاء الوجود الدبلوماسي الروسي، إلا أن روسيا تواصل مراقبة الأحداث في البلاد عن كثب وتقدم الدعم لليمن من خلال مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ولا تزال موسكو تواصل النظر إلى صنعاء  وعدن كشركاء واعدين في المفاوضات وتطوير مبادرات أمنية واقتصادية  طويلة الأمد.

في الوقت نفسه يواجه الكرملين على نحو متزايد صعوبة كبيرة في أن يحافظ على مسافة متساوية من الصراع اليمني، وهذا واضح من خلال التفاعل المتزايد مع الحوثيين الذي أصبح الآن في المجال العسكري أيضًا محسوسًا نسبيًا من خلال إرسال مقاتلين يمنيين إلى روسيا ومنها إلى جبهات الحرب مع أوكرانيا.

هناك غموض بخصوص تسليح الحوثيين من قبل روسيا والتقرب منهم وقد حدث مثل هذا الغموض والتسليح بالفعل في ليبيا وسوريا والسودان ومالي، لكن إعلان الرئيس الروسي بوتين مؤخرًا بأن موسكو سوف تبدأ في إمداد خصوم الغرب بأسلحة بعيدة المدى ليس كلاما في الهواء إنما جاء كرد فعل على الضربات الصاروخية الأوكرانية بأسلحة غربية -أمريكية في عمق الأراضي الروسية ليس كلام في الهواء، لم يذكر بوتين الجهة التي قد سيتم تزويدها بالصواريخ الروسية وترك الباب مفتوح ولا استغرب أن تظهر صواريخ متطورة مضادة للسفن لدى الحوثيين وربما نسمع عن قريب عن تدمير بارجة عسكرية في  البحر الأحمر أو بحر العرب غربية أو أمريكية  مع زيادة وتيرة ضرب السفن التجارية التابعة لهم.

في الآونة الأخيرة تعرضت القواعد العسكرية الأمريكية للهجمات عدة مرات في العراق وسوريا كذلك تتعرض السفن التجارية الغربية لهجمات منتظمة صاروخية وبالطائرات بدون طيار من قبل الحوثيين من أين لهم الإحداثيات؟ كما أطلقوا صاروخ فرط صوتي على إسرائيل، ومن أين لهم هذا النوع من الصواريخ؟ أم هي تقنية روسية انتقلت من إيران إلى صنعاء أو مباشرة من موسكو مع الخبراء؟

يتلقى الحوثيون الأسلحة  والدعم المعلوماتي من إيران منذ سنوات عديدة وهذا ليس سرًا، كذلك  يعمل عدة مستشارين وخبراء مدنيون وعسكريون إيرانيون وحسب شهود بينهم قلة من الروس في العاصمة صنعاء، وبعد استعراض موسكو للقوة من خلال صواريخ "أوريشنيك" الفرط صوتية الحديثة ربما نشهد حضورًا ملحوظًا لصواريخ روسية متطورة لدى الحوثيين من أجل استنزاف أمريكا والغرب الداعمين الأكبر لأوكرانيا وردًا على صواريخ اتاكمز الأمريكية وستورم شادو البريطانية.